يقوم القيادي الحوثي "صالح الصماد"، رئيس ما يسمي بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للانقلابين، بزيارات ميدانية مكثفة بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، لتعزيز الإيرادات المالية والتحريض على الدفع بالمقاتلين إلى جبهات القتال، في وقت تقترب فيه قوات الجيش الوطني من الإطباق على الحديدة من الجهتين الجنوبية بتعز، والشمالية بحرض.
وأجرى الصماد، اليوم السبت، اجتماعات وزيارات ميدانية لعدد من المواقع الاستراتيجية في محافظة الحديدة، بالتزامن مع تقدم للجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية في الساحل الغربي لمحافظة تعز، حيث أحكم سيطرته على مناطق استراتيجية هامة، تُمكن الجيش والمقاومة من قطع الطريق على الإمدادات العسكرية للميليشيات الانقلابية في الحديدة والمخا.
وعينت الميليشيات الانقلابية، التابعة للمتمرد الحوثي والمخلوع صالح، القيادي الحوثي صالح الصماد رئيسا لما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" لإدارة شؤون البلاد، منذ نهاية يوليو العام الماضي. وتعتبر هذه الزيارة التي يقوم بها لمحافظة الحديدة هي الأولى بعد تعيينه، حيث يقوم حالياً بجملة من الزيارات واللقاءات في المحافظة الساحلية.
وأكدت مصادر محلية مطلعة لـ"يمن شباب نت" أن زيارة الصماد تهدف في المقام الأول توحيد الجبهة الداخلية لتحالف الإنقلابين بالمحافظة، والتي شهدت خلافات كبيرة بين التابعين لحزب صالح وقيادات حوثية في السلطة المحلية بالمحافظة، إلى جانب محاولة استنزاف الإيرادات لصالح ما يسمى "المجهود الحربي"، كما يندرج في إطار الزيارة البحث عن مقاتلين لدعم جبهاتهم القتالية، التي اصبحت اليوم وسط كماشة القوات الشرعية المسنودة بطيران التحالف العربي.
الصماد يستجدي المشائخ
وفي إطار زيارته التقى "الصماد" اليوم في محافظة الحديدة، التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، بمدراء المديريات ومدراء العموم وعدد من المشائخ المؤيدين لهم.
وأفادت المصادر لـ"يمن شباب نت" أن هدف هذه اللقاءات كان في معظمه من أجل الحصول على دعم مالي ومقاتلين للزج بهم في جبهات القتال لمساندة عناصرهم التي تتكبد خسائر فادحة في الجبهات، لاسيما خلال الفترة الأخيرة، في كل من تعز وميدي بحجة ونهم بصنعاء.
وبحسب المصادر الخاصة أيضا، تحدث القيادي الحوثي مع الحاضرين بلغة "المستجدي"، حيث طلب منهم الدفع بالشباب إلى جبهات القتال خصوصاً في المناطق الساحلية مثل "المخا، غرب تعز، و"ميدي" غرب محافظة حجة، وذلك للتصدي لما اسماه بـ"المرتزقة والعدوان". كما طالبهم بالتبرعات لصالح عناصرهم في جبهات القتال.
ميناء الحديدة الأهم
وتشكل محافظة الحديدة، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ أكتوبر 2014، موردا ماليا هاما لخزينة الانقلابين، حيث تدير ميناء الحديدة، وهو ثاني أكبر الموانئ في اليمن، بالإضافة إلى ميناء الصليف التابع للمحافظة. ومنهما تحصل على إيرادات مالية ضخمة، وفيها مكاتب إيراديه ومنها يعتمدون على الأموال والإمداد لجبهاتهم، إلى جانب أن المحافظة تزخر بشركات تجارية كبيرة تعمل الميليشيات على استغلالها وابتزازها ماليا.
وكان "ميناء الحديدة" أحد أبرز الجهات على قائمة زيارات "الصماد"، الذي أفتتح به جدول أعماله بالمحافظة، حيث بدأ زيارته إليه في الساعات الأولى من يومنا هذا السبت.
وتؤكد المعلومات التي حصل عليها "يمن شباب نت" أن "الصماد" حذر قيادة مؤسسة الموانئ بالبحر الأحمر من اي خلل قد يوقف حركة الملاحة التجارية في الميناء، ووجه بسرعة إصلاح أية أعطال قد تعيق الحركة، كما أمر بتسهيل عمليات التفريغ والشحن لمختلف البضائع الواردة والصادرة من وإلى الميناء والموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، حتى لا تتوقف الايرادات التي يعتمدون عليها حاليا بنسبة كبيرة. لاسيما بعد ان فقدوا ميناء ميدي مؤخرا، وباتوا على مقربة من فقدان ميناء المخأ بتعز.
استعدادات عسكرية
وفي حين تتردد معلومات متطابقة تفيد ان قوات الشرعية، مسنودة بالتحالف العربي على وشك القيام بعمليات عسكرية موسعة لتحرير الشريط الساحلي الواصل بين ميدي – الحديدة – تعز، لقطع الإمدادات العسكرية والتجارية للميليشيات القائمة على التهريب البحري، تشير معلومات مؤكدة ان الميليشيات نصبت خلال اليومين الماضيين مدافع حربية على الشريط الساحلي لمدينة الحديدة لاستهداف القوات البحرية للتحالف العربي المتواجدة في الساحل الغربي لمدينة الحديدة، والذي يمتد من مدينة اللحية، شمالا، وحتى مدينة الخوخة، جنوبا، كخطة امنية استعداداً للتصدي للقوات الشرعية التي تتقدم في عدة جبهات على الشريط الساحلي.
وتستميت الميليشيات الانقلابية في الدفاع عن محافظة الحديدة، فكلما اشتد الخناق عليها من قبل الجيش والوطني المسنود بالمقاومة الشعبية، يلجاً إليها قياداتهم لزيارتها كدعم نفسي لعناصرهم في المحافظة للذود عنها بكل الوسائل كونها المحافظة الوحيدة التي ترفدهم بالمال نظراً لموقعها وما تمتلكه من موارد كبيرة.
ويرى مراقبون أن زيارة "الصماد" إلى الحديدة في هذا التوقيت، تعد استشعاراً بالتراجع الكبير الذي حصل في صفوف عناصرهم والخسائر التي تلقوها في جبهة "نهم" التي تدق أبواب صنعاء، وكذلك جبهة تعز التي بدأت اليوم بعملية عسكرية موسعة في الساحل الغربي وأحرزت تقدما كبيرا، أهمها استعادة مدينة "ذوباب" الساحلية التي يبعد عنها "باب المندب" المضيق الاستراتيجي المهم، بحوالي 40 كم.
وأعلن قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل أن العملية العسكرية هدفها تحرير كامل الساحل الغربي حتى ميناء المخأ، الواقع حاليا تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.