قالت مصادر عسكرية عراقية إن القوات الحكومية تمكنت من استعادة عدة مناطق في محاور القتال الثلاثة بالموصل بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، فيما قتل مدنيون بغارة أميركية.
وقال قائد حملة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله إن "قوات الفرقة الـ16 بالجيش العراقي وحرس نينوى استعادت قريتي طويلة والسادة شمال الموصل بالكامل".
وأضاف أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تقاتل في الجبهة الشرقية داخل المدينة استعادت حي القدس الأولى، بينما تقدمت قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية والفرقة التاسعة بالجيش في جنوب شرقي المدينة، وتوغلت في أحياء الانتصار والشيماء بعد اختراق دفاعات تنظيم الدولة.
من جهته، قال العميد وليد خليفة معاون قائد الفرقة التاسعة إن القوات العراقية ما زالت تخوض مواجهات وصفها بالشرسة ضد مقاتلي تنظيم الدولة لاستعادة ما تبقى من حي الانتصار في المحور الجنوبي الشرقي للموصل.
وفي المقابل، بثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة تسجيلا مصورا قالت إنه يظهر مقاتليها أثناء اشتباكات مع القوات العراقية في حي الانتصار، وتظهر الصور مقاتلي التنظيم وهم يطلقون النيران من أسلحة خفيفة.
وأعلنت الوكالة تكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة شملت مقتل أكثر من عشرين جنديا عراقيا وتدمير تسع عربات "همر" في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في أطراف حي الشيماء جنوب شرقي الموصل.
وكان الجيش العراقي قد أعلن أنه استعاد الجزء الأكبر من حي القدس شرق مدينة الموصل بعد ساعات من بدء ما وصفها بالمرحلة الثانية من عمليات استعادة ما تبقى من أحياء شرقي المدينة.
ثلاثة محاور
ووفقا للجيش العراقي، فقد دخل أكثر من خمسة آلاف من الجنود وقوات الشرطة الاتحادية الذين أعيد نشرهم من المشارف الجنوبية للموصل أمس الخميس ستة أحياء في جنوب شرق المدينة، في حين تقدمت قوات مكافحة الإرهاب بحي القدس وحي الكرامة، وتوغلت قوات الجيش في الوقت نفسه باتجاه الحدود الشمالية للمدينة.
وقال قائد المحور الشمالي للقوات العراقية الفريق الركن علي الفريجي لوكالة الأناضول إن المرحلة الثانية من عمليات الموصل لن تتوقف إلا بالقضاء على تنظيم الدولة في الجانب الشرقي والوصول إلى ضفاف نهر دجلة، والالتقاء مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تتقدم من جهة الشرق، والفرقة التاسعة التي تتقدم من الجنوب الشرقي.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويساند القوات العراقية إن عملية أمس الخميس فتحت جبهتين جديدتين داخل الموصل وحدت من قدرة تنظيم الدولة على زيادة عدد مقاتليه أو نقلهم أو التزود بالإمدادات.
وتجري المعارك بغطاء جوي كثيف من قبل التحالف، فيما شوهد بعض المستشارين على سطح مبنى خلف الخطوط الأمامية مع بدء المعارك صباح أمس الخميس وهم يوجهون النصح للقادة العراقيين ويراقبون العمليات.
وكان قادة عسكريون أميركيون قد أكدوا في الأسابيع القليلة الماضية أن المستشارين العسكريين الأميركيين سيندمجون بدرجة أكبر مع القوات العراقية.
وفي سياق متصل، قال الجيش الأميركي مساء أمس الخميس إن ضربة جوية لقوات التحالف أثناء عملية استعادة مدينة الموصل ربما تكون قد أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
وأكد البيان أن الضربة أصابت عربة فان في مرآب للسيارات بمجمع طبي، وربما تسببت في مقتل مدنيين.
يذكر أن المرحلة الثانية من معركة الموصل بدأت بعد توقف دام أكثر من أسبوعين كانت القوات العراقية تقول فيهما إنها لإعداد خطط الهجوم وتطويرها، واستيعاب هجمات تنظيم الدولة التي أوقفت تقدم القطعات العراقية في أكثر من محور.
ومنذ بدء الهجوم في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استعادت القوات العراقية ربع الموصل، لكن تقدمها كان بطيئا، وشهد ديسمبر/كانون الأول الجاري أول توقف رئيسي للحملة التي توقعت سابقا أنها ستستعيد الموصل قبل حلول نهاية العام الجاري.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها