تتواصل الجهود الروسية والتركية اليوم الأربعاء لإقرار اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، حيث ذكرت مصادر بأنقرة أنه تم التوصل فعلا إلى اتفاق، بينما رفضت روسيا التعليق على الموضوع.
وقالت مصادر موثوقة لوكالة الأناضول التركية الرسمية إن تركيا وروسيا اتفقتا على مقترح لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار وإجلاء السكان من مدينة حلب ليشمل جميع مناطق الاشتباكات، مضيفة أن أنقرة وموسكو ستبذلان جهودا حثيثة ليدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بحلول منتصف الليل.
وقال مراسل الجزيرة في أنقرة المعتز بالله حسن إن المصادر تتحدث عن مسودة اتفاق تستثني المناطق التي توجد فيها "منظمات إرهابية" بحسب وصف أنقرة، وهي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني.
وعلى هامش حفل في أنقرة نقلت رويترز عن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو قوله إن هناك اتفاقين جاهزين بشأن سوريا، أحدهما يتعلق بالحل السياسي والثاني بوقف إطلاق النار، وإنه بالإمكان تنفيذهما في أي وقت.
وأضاف أن بلاده لم تغير موقفها بشأن سوريا، وأن الحل الأمثل هو الحل السياسي، وأن أي عملية انتقال سلمي تضم رئيس النظام بشار الأسد ستكون "مستحيلة" لأن المعارضة السورية لن تقبله.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يمكنه أن يؤكد ما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية التركية عن الاتفاق الروسي التركي، مضيفا للصحفيين "ليست لدي معلومات كافية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا اتصل هاتفيا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث أعرب عن دعمه لجهود روسيا وتركيا وإيران لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا وترتيب محادثات للسلام في كزاخستان.
تصريحات المعارضة
ومن إسطنبول قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري للجزيرة إن المعارضة لم تتسلم حتى الآن مسودة الاتفاق الروسي التركي، مؤكدا أنه لم يوافق أي فصيل مسلح حتى الآن على ما أشيع عن بنوده.
كما قال مسؤول بالمعارضة لوكالة رويترز إن من المتوقع أن تستمر الاجتماعات بين الحكومة التركية وقوى المعارضة هذا الأسبوع، وإن هناك عدة خلافات بين الطرفين، ومنها أن روسيا تريد استبعاد ريف دمشق من الاتفاق.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع غدا الخميس بين ممثلين عن المعارضة المسلحة وعسكريين روس وأتراك تمهيدا لاجتماعات في العاصمة الكزاخية أستانا.
ومن ريف حلب، قال مراسل الجزيرة أمير العباد إن مصادر بالمعارضة المسلحة قالت إنها ستشترط في اجتماع غد أن يشمل الاتفاق كافة الأراضي السورية باستثناء مقار تنظيم الدولة، وأن تضمن تركيا وروسيا عدم استهداف قوات النظام المناطق التي تسيطر عليها الفصائل.
كما تشترط الفصائل أن يضمن الروس والأتراك عدم استيلاء النظام على مناطق أخرى، وأن يخضع الاتفاق لمراقبة أممية، وأن يسمح على الفور بإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، على أن تنطلق بعد شهر عملية سياسية لحل الأزمة.
بدوره، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إن المعارضة مستعدة لهدنة ومفاوضات بشأن الانتقال السياسي على أن تعقد في جنيف برعاية أممية، مضيفا أن المعارضة غير معنية بأي صفقات خارجية تتم بمنأى عنها، وأنها لم تتلق دعوة لحضور مفاوضات أستانا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها