فتح البرنامج العام لحكومة الانقلابيين في العاصمة صنعاء التكهنات حول الخطوات التي سيقدمون عليها، خاصة ما يتعلق بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال العام القادم.
و يرى محللون استطلع (الموقع بوست) آراءهم، أن هذه الخطوة تمهد لانفصال البلاد، وتشظيها مذهبيا، مقللين في الوقت ذاته من أهميتها.
فرقعة إعلامية
وفي هذا الصعيد، يعتبر المحلل السياسي عبدالناصر المودع، حديث الانقلابيين عن التحضير لانتخابات، بمثابة" قنبلة صوتية ليس إلا".
موضحا في حديثه لـ(الموقع بوست)أن الانتخابات لا يمكن أن تجرى في اليمن، إلا بعد أن يسود السلام والاستقرار، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وتعترضه كثير من المعوقات.
ويشير" المودع" إلى أن الحوثيين لا يسعون لإجراء انتخابات" لأنهم ﻻ يريدوا أن يحتكموا لصناديق الانتخابات؛ لأنها ستكشف حجمهم الحقيقي، إضافة إلى أن سيطرتهم على السلطة بالقوة، تؤكد أنهم ليسوا بوارد الاحتكام للصندوق".
ويضيف:" في المقابل صالح وفريقه يحلمون باستعادة السلطة عبر الانتخابات، لأنهم يعتقدون بأنه لازال لديهم جمهور انتخابي قوي"، والنتيجة من كل ذلك تعني أن هذا الحديث ليس له أي قيمة عملية، والقصد من ورائه توجيه رسائل للداخل، وتحديدا لأنصار المؤتمر بأن الأمور ستذهب نحو الأفضل، وللخارج للاعتقاد بأن الحديث عن الانتخابات سيجبر العالم على الاعتراف بشرعيتهم، وهو أمر غير محتمل في ظل الحرب والفوضى والانقسام الذي يعيشه اليمن"، فضلا عن أن اليمن، ما يزال بعيدا عن استعادة الدولة، وتشكيل مؤسسات منتخبة ذات مصداقية، وقبول داخلي أو خارجي، حد قوله.
السيناريو الليبي
المحلل السياسي، فيصل المجيدي يؤكد وجود محاولة من قِبل الانقلابيين، لتكرار السيناريو الليبي، وتشكيل كيانين في اليمن.
ويعتقد في تصريحه لـ(الموقع بوست)، أن إعلان الانقلابيين لحكومة، يطبق الانفصال على أرض الواقع، بما يناقض طروحاتهم الوحدوية، ليحققوا نظرية احتفاظهم بالشطر الشمالي، والتخلي عن الجنوب في هذه المرحلة، لافتا بأن تعز هي التي ستعيق مشروع الانفصال، وذلك سبب حرص الحوثيين على القتال بشراسة فيها.
ويستبعد المجيدي الحصول على دعم لصيغة الانفصال الحالية التي يعمل الانقلابيون عليها، منوها أن التأخر في حسم معركة تعز، والسيطرة على السواحل الغربية، سيشكل أمر واقع، وستلعب بعض الدول على تلك الفراغات.
ويشكك" المجيدي" في قدرة الحوثيين على إيجاد الظروف الموضوعية لخلق سلطة تشريعية، بسبب عجزهم في المجال الاقتصادي وعدم قدرتهم على تسليم المرتبات للموظفين، وكذا الجانب الأمني وظروف الحرب والانكسارات التي يتعرضون لها في الجبهات.
ويستبعد ايضا إمكانية إجراء الانقلابيين لانتخابات، بسبب عقليهم والعقيدة الحوثية التي لا ترى جواز أن يتولى الحكم أحد، مالم يكن لديه تفويض من السماء، وفقا لنظريتهم الثيوقراطية القائمة على فكرة الاصطفاء الإلهي، إلا إذا كانوا يقصدون إفراغ التجربة من محتواها، ونقل التجربة الإيرانية، بجعل كل السلطات الحقيقة والحاسمة، بيد مرشد الثورة الحوثي الخميني، وتعطيل مهام باقي المسؤولين.
ويقول في نهاية تصريحه بأن الحوثيين، كيان جاء من خارج مؤسسات الدولة، ويفتقرون لأبسط مقومات إدارة الدولة، كون مشروعهم هو الاستيلاء على السلطة بأي ثمن، وهو ما يحول دون تحولهم من جماعة إلى دولة، وذلك جعلهم يفقدون الدعم الدولي والإقليمي والعربي.
مستقبل اليمن الموحد
بدوره يراهن الصحافي السعودي في صحيفة الحياة اللندنية، يحيى جابر، على التحالف العربي المساند للشرعية، من أجل إنهاء الانقلاب المدعوم إيرانيا، وبناء دولة يمنية موحدة.
ويؤكد في حديثه لـ(الموقع بوست) أن تخلص اليمن من الانقلاب، وبقائه موحدا، سيفتح الباب لها للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، لحماية أمن دول المجلس، كونها تشكل البوابة الجنوبية للخليج.
ويردف، أن دول الخليج لن تدعم الانفصال، لافتا إلى العلاقات التي تربطها باليمن، وعدم سماحهم لـ"غزو الصفويين" لها، عبر مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها