جدد الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، قبوله بالخطة الأممية التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، وتحدى السعودية وامتدح الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وفي مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة "بي بي سي" العربية مساء الخميس، قال صالح إن خطة كيري وولد الشيخ تعتبر أرضية صالحة للنقاش، لكنها ليست كل الحل؛ مؤكدا أن الحل من وجهة نظره يتمثل في إيقاف ما أسماه بـ"العدوان" ورفع الحصار، وإنهاء وضع اليمن تحت البند السابع، ودفع التعويضات، وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وأشار إلى أن حكومة "الإنقاذ" التي شكلت مناصفة بين حزبه وجماعة الحوثي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، "لابأس بها"، وهي تضم كل القوى السياسية التي لم تؤيد العدوان، وفق تعبيره.
ودعا في الوقت نفسه إلى تشكيل مجلس رئاسي توافقي في ظل الدستور الحالي، حتى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وطالب صالح برفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على الأشخاص (في إشارة إلى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن عليه وعلى نجله أحمد وزعيم الحوثيين واثنين من قادة الجماعة) كخطوة أولى تمهد للسلام، يعقبها تهدئة إعلامية من جميع الأطراف حتى يتمكنوا من التفكير الجيد.
ولفت إلى أنه لم يكن متواجدا في صالة عزاء الرويشان التي تعرضت للقصف الجوي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بل كلف نجله "خالد" وابن شقيقه، طارق محمد عبد الله صالح، وهما ضابطان بالحرس الجمهوري سابقا، بحضور العزاء.
لكنه استدرك قائلا: "كنت قريبا من الصالة وعلى بعد 150 أو 200 متر، لكن كانت وجهتي مكان آخر، وليس الصالة، وبعد خمس دقائق تفاجأت بالقصف%".
وتابع: "من حسن حظ قيادات الحوثيين أنهم تأخروا عن الوصول إلى الصالة، بينما كانت قيادات بارزة في حزب المؤتمر قد حضرت مسرعة إلى صالة العزاء، ولذلك كان معظم الضحايا منها".
وزعم صالح أن إسرائيل تقوم بتزويد السعودية بالسلاح إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة، لكن المسؤول الأول والأخير عن قتل اليمنيين هي المملكة.
وتحدى السعودية بالنزال على الأرض وجها لوجه، بدلا من استخدام القصف الجوي بالصواريخ منذ 19 شهرا.
من جانب آخر، أكد المخلوع صالح أن واشنطن متورطة في الحرب على اليمن، ولذلك مبادرة كيري هي محاولة من الإدارة الحالية للخروج بحل يحفظ لهم ماء الوجه، قبل أن تودع البيت الأبيض قريبا.
وعبر عن تفاؤله بالرئيس الجديد لأمريكا، دونالد ترامب، وقال: "نعول عليه في العمل من أجل السلام في اليمن بالتعاون مع روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا"، لافتا إلى أن مصالح واشنطن مكفولة ولا أحد يستطيع اعتراضها.
وكشف عن وجود خطوط تواصل بينه وبين الأمريكان الذين يبحثون منه عن حلول، لكن ردنا عليهم أن الحلول بأيديهم، وهي وقف دعم التحالف بالأسلحة والخبرات والدعم اللوجستي... ومصالكم موجودة، ثم اتهمهم بـ"إنشاء القاعدة وداعش".
وفي هذا السياق، تهرب علي صالح من الرد على سؤال عن تحالفه مع الحوثيين والانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية، رغم أنه شن عليهم ست حروب في السابق. محملا المسؤولية للرئيس هادي وجماعة الإخوان المسلمين، في إشارة إلى حزب الإصلاح.
وقال إن هادي انقلب على نفسه، ولم ينقلب عليه الحوثيون، مجددا تأكيده على أنه "لاشرعية له". ودعا إلى مصالحة وطنية من أجل حقن الدماء.