حامد ميرزا كمالي، أو حامد كمال محمد بن حيدرة .. كلاهما إسمان لزعيم الديانة البهائية في اليمن الذي تجري محاكمته حاليا في محكمة أمن الدولة بصنعاء منذ قرابة العامين.
يحمل ميرزا كمالي جنسيتين الأولى إماراتية والثانية يمنية، فيما تضيف النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء جنسية ثالثة للرجل وهي الجنسية الإيرانية، وتزيد عليها باتهامه بالتخابر لدولة رابعة هي إسرائيل.
يبلغ ميرزا كمالي من العمر 52 عاما بحسب الوثائق التي حصل عليها "المشاهد"، وتحمل هذه الوثائق تواريخ ميلاد متعددة لكنها جميعا في العام 1964 .. دخل كمالي إلى اليمن في العام 1991 وأصبح يمنيا وواحدا من رجال الأعمال الذي يحق له الإستيراد والتصدير من وإلى هذا البلد.
بعد 26 عاما من نشاطه في اليمن ألقي القبض على كمالي في 2014 بمحافظة حضرموت، وتم تقديمه للمحاكمة في يناير 2015، ولازالت جلسات محاكمته مستمرة حتى اليوم، وكانت آخر جلسات محاكمته تلك التي عقدت الأحد 4 ديسمبر 2016 بصنعاء، والتي قرر فيها قاضي المحكمة الجزائية المتخصصة رفض طلب الإفراج عنه بالضمان وفق ما أكده ناطق البهائيين في اليمن عبدالله العلفي.
وفي حين تتواصل جلسات محاكمة كمالي، حاول "المشاهد" الإقتراب من القضية للتعرف أكثر على الرجل الإيراني الذي أصبح زعيما للبهائيين في اليمن، خصوصا وأن هذه القضية لقيت اهتماما واسعا من قبل المنظمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان في اليمن وخارج اليمن.
مؤامرة تستهدف الدين الإسلامي
يقول حامد القرم - محامي على اطلاع بملف القضية في المحكمة الجزائية المتخصصة - إن قضية البهائية تندرج ضمن مؤامرة ومخطط سعى إليه مؤسس البهائية في اليمن المتهم الرئيسي حامد كمالي. معتبرا أن هذه المؤامرة تستهدف بالأساس الدين الاسلامي من خلال تحويل الناس الى الديانة البهائية التي تنادي بانتهاء دين الاسلام وقيام الدين الجديد (الدين البهائي).
لكن الناطق بإسم البهائية في اليمن عبدالله العلفي ينفي ذلك، ويؤكد أن كمالي ليس هو مؤسس البهائية وأن كمالي هو من الرعيل الثاني للديانة، ويقول في حديث مع "المشاهد" إن الديانة البهائية ليست وليدة اللحظة وأنها متواجدة منذ 172 عاما عندما حيث دخلت إلى اليمن على يد علي محمد الشيرازي عام 1844م.
ويفند العلفي تهم التخابر أو العمالة لأي بلد كان لأن هذه القضية محرمة في دينهم، والبهائيون بتأكيده يرفضون الخروج على الدولة ويعتبرونه خيانة، وهم يعملون يدا بيد مع أبناء مجتمعاتهم من مختلف الأطياف والانتماءات والقبائل والطوائف - حسب تعبيره.
كمالي الغامض .. كيف وصل اليمن؟
وبعيدا عن ما يحمله ميرزا كمالي من معتقدات دينية هو لاينكرها، وسواء كان هو مؤسس البهائية أم لا، فإن وثائق ينشرها "المشاهد" تجعل الغموض يحيط بشخصية ميرزا كمالي ذو الخمسة عقود من العمر، حيث تشير هذه الوثائق إلى كثير من التناقض كما أنها في المقابل تثير كثير من التساؤلات.
دخل ميرزا كمالي إلى اليمن في العام 1991 بجواز سفر إماراتي صادر من دبي بتاريخ 15 إبريل 1991، وإسمه في الجواز حامد ميرزا كمالي من مواليد دبي الإمارات عام 1964م، أما مهنته في الجواز فموظف.
لم يشير جواز السفر الإماراتي إلى نوع الوظيفة التي يعمل فيها كمالي إلا أن وثيقة أخرى كشفت أن الرجل هو أحد أفراد القوات المسلحة الإماراتية. والوثيقة هي عبارة عن بطاقة عسكرية عثر عليها بمنزله بعد الإمساك به.
تحمل البطاقة العسكرية الإماراتية إسمه الموجود في الجواز (حامد ميرزا كمالي) وبرقم عسكري هو (300533)، حيث تثبت البطاقة التحاقه بالمنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الإماراتي بتايخ 15 أغسطس 1990.
كمالي في الإمارات وبن حيدرة في اليمن
بعد دخوله إلى اليمن في عام 1991 تمكن كمالي من استخراج هوية يمنية (بطاقة شخصية) يدوية تحمل إسما محرفا له يختلف عما هو في جواز السفر الإماراتي الذي دخل به اليمن، حيث أصبح إسمه وفقا للهوية اليمنية (حامد كمال محمد بن حيدرة). وبدلا من أن كان من مواليد دبي في جوازه الإماراتي، أصبح من مواليد جزيرة سقطرى في اليمن بتاريخ 1 أكتوبر 1964م.
في 13 إبرايل 1996 تمكن حامد ميرزا كمالي الذي أصبح إسمه حامد كمال محمد بن حيدرة من استخراج سجل تجاري من العاصمة صنعاء يسمح له من خلاله باستيراد السلع التي تم تسجيلها من قبله، وحمل السجل إسما تجاريا هو "المؤسسة اليمنية للتجارة والمشاريع الفنية" في محافظة الأمانة صنعاء بحي معين شارع الرياض، وبرأس مال 300 مليون ريال.
وفي تاريخ 14 فبراير من العام 2000م تمكن كمالي الذي هو إبن حيدرة من استخراج سجل تجاري آخر بنشاط تصدير من محافظة حضرموت تم بناء عليه السماح له بمزاولة العمل في تجارة تصدير السلع بعد أن كان في سجله السابق الصادر من صنعاء مستوردا لبعض السلع المحددة في طلبه.
كما تمكن كمالي من استخراج تصريح حمل سلاح من دائرة الإستخبارات العسكرية العامة برئاسة هيئة الأركان في وزارة الدفاع من شعبة حضرموت بإسم حامد كمال محمد حيدرة ورقم عسكري (2956)، وبناء عليه سمح له بحمل سلاح آلي (كلاشنكوف ومسدس) - وفق الوثائق التي ينشرها "المشاهد".
أضف إلى ماسبق فقد استخرج كمالي بطاقة شخصية إلكترونية تحمل رقما وطنيا هو (08010050866) .. من مواليد جزيرة سقطرى بتاريخ 29 مايو 1964م.
كمالي يتمسك بهويته الأولى
وعلى الرغم من أن كمالي أصبح يحمل الهوية اليمنية ورجل أعمال يمني بإمكانه الإستيراد والتصدير، إلا أنه ظل متمسكا بهويته الإماراتية. ففي نوفمبر من العام 2000 نشر كمالي إعلانا بجريدة الثورة الرسمية عن فقدانه جواز سفره الإماراتي، وجاء في الإعلان أن حامد ميرزا كمالي فقد جواز سفره الإماراتي، وعلى من وجده إيصاله إلى السفارة الإماراتية أو الإتصال بـ 7919289 أو بيجر 5826652 .
كما تقدم كمالي ببلاغ مماثل إلى قسم شرطة النصر في أمانة العاصمة صنعاء بتاريخ 12 نوفمبر 2000م والذي نص بفقدان حامد ميرزا كمالي جواز سفره الإماراتي الذي يحمل الرقم 1161720، موقعا من مدير القسم سالم شيخ عبدالله.
الدولة تمنح كمالي قطعة أرض بمساحة 20 كيلو متر
استمر كمالي يمارس أنشطته بشكل طبيعي متنقلا بين حضرموت وصنعاء، وفي العام 2011 تمكن كمالي من الحصول على قطعة أرض بمساحة 20 كيلو متر مربع في حضرموت بناء على توجيهات حصل عليها من محافظ المحافظة حينها خالد سعيد الديني.
وبحسب محضر حرر لهذا الغرض وينشره "المشاهد" ضمن وثائق أخرى فإنه "في يوم الإثنين الموافق 9 مايو 2011 تم بمكتب الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني غيل باوزير، تسليم الأرضية المملوكة للدولة للأخ حامد كمال بن حيدرة بصفته مديرا لمؤسسة الإمارات للمقاوملات والتجارة".
وبحسب الوثيقة فإن قطعة الأرض تبلغ أبعادها 200 متر في 100 متر وبمساحة 20 ألف متر، حيث سلمت له الأرض مقابل إيجار سنوي لم يحدد في المحضر. وأكد المحضر أن تسليم الأرض تم بناء على توجيهات محافظ محافظة حضرموت.
لا وثائق تثبت أنه إيراني
تتمسك المحكمة الجزائية المتخصصة بمخاطبته بجنسيته الإيرانية وتتعامل معه وفقا لذلك، حتى في الأخبار التي كانت تنشرها وكالة سبأ في صنعاء من يناير وحتى مايو 2015، رغم أنه لا توجد في الوثائق التي حصل عليها "المشاهد" مايثبت أنه إيراني الجنسية. إلا أن المحامي حامد القرم المطلع على ملف القضية يؤكد في منشور له على صفحته بالفيسبوك أن كمالي هو من أبوين إيرانيين وزوجته إيرانية وتحمل الجنسية الإيرانية حتى الآن.
وجاء في قرار الإتهام الذي وجهته النيابة الجزائية المتخصصة أن حامد ميرزا كمالي سروستاني سعى خلال العام 1991م وحتى العام 2014م، لدى دولة أجنبية هي (اسرائيل) ممثلة بما يسمى "بيت العدل الأعظم" التي يعمل لمصلحتها لنشر الديانة البهائية في أراضي الجمهورية اليمنية والتحريض على اعتناق تلك الديانة من خلال السعي للتغرير على بعض اليمنيين بغية إخراجهم من الدين الإسلامي ليعتنقوا هذه الديانة المزعومة الأمر الذي من شانه الاضرار بمركز الجمهورية اليمنية السياسي والمساس باستقلالها وسلامة اراضيها ".
وقال قرار الإتهام إن كمالي ومن قبله والده سعى لتأسيس وطن قومي لمعتنقي الديانة البهائية على أراضي الجمهورية اليمنية على إحدى جزر أرخبيل سقطرى وفي المكلا محافظة حضرموت وأمانة العاصمة صنعاء، واقام فيها بأسماء مستعارة وتبنى تنفيذ مشاريع اقتصادية ومساكن ومراكز إيواء تستوعب أصحاب الديانة البهائية الوافدين إلى اليمن من الدول العربية وشرق آسيا تنفيذا لتوجيهات ما يسمى "بيت العدل الأعظم" في اسرائيل.
ولا ينفي منتسبو الديانة البهائية أن مركز الديانة البهائية هي عكا بإسرائيل. وبحسب عبدالله العلفي الذي تحدث في حوار نشره "المشاهد" سابقا فإن في عكا قبر صاحب حضرة الباب علي محمد الشيرازي والذي تم سجنه من قبل الدولة العثمانية في عكا بفلسطين سابقا وإسرائيل حاليا، حيث تعتبر حاليا هي مركز الديانة وبها تم إنشاء الجامعة البهائية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها