جدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا دعوته لمقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) إلى مغادرة شرق حلب عبر ممر آمن، وأشار إلى أن هذا الإجراء سيساعد في تجنب إراقة الدماء.
وأوضح أن المنظمة الدولية تبحث كيفية تنفيذ مقترح روسي لإقامة أربعة ممرات إنسانية في المنطقة المحاصرة من حلب حيث تواصل قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الأجنبية التقدم وسط استمرار عملية نزوح السكان في ظل تدهور خطير للوضع الإنساني.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند أكد دي ميستورا استمرار جهود المنظمة الأممية لإطلاق عملية سياسية في اللحظة المناسبة بالتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة المنتهية ولايته بان كي مون والأمين العام المنتخب للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، لكنه أكد أن الأولوية الآن هي إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين والنازحين.
وفي هذا السياق، أوضح دي مستورا أن النظام السوري وروسيا رفضا طلبا من الأمم المتحدة لوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو أربعمئة مريض ومصاب في حاجة للعلاج، مشيرا إلى أن موسكو تريد مناقشة فكرة إقامة ممرات إنسانية، ولفت إلى أن نحو ثلاثين ألف شخص نزحوا من مناطق شرق حلب المحاصرة في الأيام الأخيرة ليرفع عدد النازحين إلى زهاء أربعمئة ألف شخص.
وفي الإطار نفسه، قال إيغلاند إن روسيا اقترحت إقامة أربعة ممرات إنسانية بالتعاون مع الأمم المتحدة للسماح بدخول المساعدات وإجلاء مئات الحالات الطارئة، وأشار إلى أن موسكو تريد بحث كيفية استخدام الأمم المتحدة لهذه الممرات لإجلاء المحاصرين.
كما أوضح المساعد الأممي للشؤون الإنسانية أن لدى المنظمة الدولية غذاء يكفي 150 ألف شخص في غرب حلب جاهزة للعبور إلى شرق المدينة المحاصرة، لكنها لا تستطيع الوصول حتى الآن إلى المنطقة التي نفد منها مخزون الغذاء وتجرى فيها عمليات جراحية بظروف مأساوية دون مخدر.
تحذيرات
وكان مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين حذر أمس الأربعاء من أن القسم الشرقي من حلب قد "يتحول إلى مقبرة ضخمة" إذا لم تتوقف المعارك واستمر الحؤول دون إيصال المساعدات الإنسانية للسكان.
كما أشار أوبراين في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي إلى أن قوات النظام السوري تعتقل النازحين من شرق حلب وتقودهم إلى مراكز اعتقال سرية، مطالبا على لسان السوريين بالحماية والوصول الآمن للمساعدات وإنهاء "الحصار الوحشي".
من جانبه، قال دي ميستورا أمس الأربعاء في إفادة أخرى أمام مجلس الأمن إن 40% من شرق حلب سقطت بيد قوات النظام، كما أشار إلى أن مجموعات مسلحة معارضة لم يسمها تمنع أيضا المدنيين من مغادرة حلب، في مقابل اعتقال قوات النظام للنازحين الذين نجحوا في الخروج من المنطقة المحاصرة.
الجدير بالذكر أن أحياء حلب الشرقية المحاصرة تتعرض منذ أسبوعين لقصف عنيف ومكثف من طائرات النظام السوري وطائرات روسية أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، في وقت تقدمت قوات النظام والمليشيات الموالية لها على الأرض وسيطرت على نحو ثلث المناطق الخاضعة للمعارضة في المدينة في ظل وضع إنساني صعب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها