شهدت الأحياء الشرقية لمدينة الموصل (شمالي العراق) مواجهات عنيفة اليوم الاثنين بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة الإسلامية، فيما يسعى الجيش لتعزيز تقدمه الذي حققه في الأسابيع الماضية.
في الوقت نفسه، تواصل مليشيات الحشد الشعبي تقدمها في منطقة غرب نينوى باتجاه مدينة تلعفر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. وأفادت مصادر من داخل المدينة بأن القصف لا يزال مستمرا منذ عدة أيام على مركز تلعفر، وأنه أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وأضافت المصادر أن المدينة تعيش أوضاعا سيئة في ظل انعدام الكهرباء وشح المياه ووجود مستشفى وحيد مجهز بوسائل بسيطة.
وقالت مصادر عراقية إن سبعة من قوات الأمن العراقية وأربعة من تنظيم الدولة قتلوا في اشتباكات بين الطرفين بمنطقة الخضر التابعة لناحية النمرود جنوب شرق الموصل وفي تلعفر، فيما تواصل مليشيات الحشد الشعبي قصف المدينة.
في المقابل، قال تنظيم الدولة في بيان إن مقاتليه نفذوا اليوم الاثنين هجمات أدت لمقتل ما يزيد على 57 من قوات الجيش العراقي بسيارات ملغمة وعمليات قنص في أحياء عدة شرقي المدينة.
وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة بثت تسجيلا مصورا قالت إنه يظهر جانبا من الاشتباكات في حي عدن الذي قالت القوات الحكومية إنها سيطرت عليه قبل أيام.
حرب شوارع شرسة
وأفاد مصدر أمني بأن مقاومة تنظيم الدولة اشتدت حدتها حيث أخذ يزج بكل قوته لمنع استمرار تقدم القوات العراقية، موضحا أن حرب شوارع شرسة تدور بين الطرفين في شرق الموصل.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب الذي يضم قوات النخبة في الجيش العراقي استعادة ثلاثة أحياء من قبضة تنظيم الدولة شرقي الموصل، وهي عدن والإخاء ومشروع الماء.
يذكر أن القوات العراقية تواجه مصاعب في تأمين الأحياء التي سيطرت عليها حيث تواجه باستمرار هجمات خاطفة عبر عمليات تفجيرية وقصف بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا.
كما يواجه الجيش صعوبات كبيرة في اقتحام الأحياء السكنية بسبب استخدام تنظيم الدولة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة وشبكة أنفاق.
المدنيون أكبر الضحايا
وأفاد مراسل الجزيرة وليد إبراهيم بأن الحرب في الموصل تدخل شهرها الثاني، ولا مؤشرات حقيقية على قرب انتهائها، مشيرا إلى أن المدنيين هم أكبر الضحايا على مستوى القتل والتهجير.
وفي سياق ذي صلة، قالت مصادر من داخل مدينة الموصل إن 25 مدنيا -بينهم أطفال ونساء- قتلوا في قصف جوي استهدف حي النهروان غربي المدينة قبل يومين.
وأضافت المصادر أن طائرات مجهولة استهدفت حافلة كانت تقل عائلات نازحة من قرى في غرب الموصل إلى داخل المدينة، وصهريجا لنقل الوقود.
وقد أسفر القصف عن احتراق عدد من المنازل والسيارات، كما أدى إلى أضرار كبيرة في محيط المنطقة المستهدفة.
وانطلقت معركة الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها