تواصلت الإدانات الدولية والأممية للمجزرة التي قتل فيها 28 طفلا بريف إدلب الأربعاء جراء غارة يعتقد أنها روسية، حيث طالب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بمحاسبة المسؤولين، بينما أصرت روسيا على نفي مسؤوليتها.
ودعا غوردن براون مبعوث الأمم المتحدة العالمي للتعليم مجلس الأمن الدولي للاتفاق على أن يجري المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في ما "يعتقد أنه جريمة حرب"، في إشارة إلى القصف الجوي الذي تسبب بمقتل 28 طفلا في مدرسة ببلدة حاس في ريف إدلب.
وبدوره، قال ستيفن دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأخير يعتبر أن الهجوم قد يرقى إلى جريمة حرب إذا ثبت تعمده، ودعا إلى "التحقيق الفوري والنزيه في هذا الهجوم والهجمات المماثلة على المدنيين في سوريا".
كما اعتبر مفوض الاتحاد الأوروبي كريستوس ستيليانيدس أنه من غير الممكن القبول بالهجمات التي أدت إلى مقتل 25 طفلا والعديد من المدرسين في إدلب وغرب حلب ودوما، وأنه من غير الممكن القبول أيضا ببقاء المسؤولين من دون محاسبة.
ووصف ستيليانيدس قصف المدرسة بأنه الأكثر دموية منذ بدء الحرب قبل حوالي 5 سنوات، مشيرا إلى أن "القانون الدولي تعرض لخروق عديدة وبشكل لا مثيل له في سوريا".
مجلس الأمن
وعقد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس جلسة لمناقشة التحقيق الأممي حول الهجمات الكيميائية في سوريا، وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن العديد من سفراء الدول لدى الأمم المتحدة أعربوا عن استيائهم من قصف المدرسة، حيث اتهم السفيران الفرنسي والبريطاني روسيا أو النظام السوري بالهجوم.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة سالم المسلط للجزيرة إن المجتمع الدولي تخاذل عن حماية الشعب السوري، معتبرا أن ما يحصل في سوريا هو استهداف للمدنيين وليس الإرهابيين فقط بحسب ما تدعيه روسيا.
وأشار المسلط إلى أن القصف الروسي للمدارس والمدنيين في سوريا هو بسبب عجزها عن مواجهة مقاتلي المعارضة السورية الذين قرروا البقاء في حلب والدفاع عنها.
وكان ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قد دعا في إفادته لأعضاء مجلس الأمن الأربعاء إلى التحرك لوقف العنف فورا في سوريا، وقال إن "روسيا والنظام السوري يواصلان قصف المستشفيات فيما يستخدم جميع أطراف النزاع الاحتياجات الإنسانية ورقة ضغط بهدف المساومة".
وفي وقت سابق الخميس، قال البيت الأبيض إن الغارة على المدرسة شنها نظام الأسد أو روسيا، متهما الطرفين بمحاولة كسب الحرب بأي ثمن، عبر نهج سلوك وصفه بالمخزي وغير الأخلاقي.
كما اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الروس أو النظام السوري بالهجوم، في حين دعت الخارجية التركية المجتمع الدولي إلى محاسبة المسؤولين.
في المقابل، أنكرت الخارجية الروسية مسؤوليتها عن الهجوم، كما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا خيار أمام بلاده سوى تطهير ما أسماه وكر الإرهابيين في حلب "على الرغم من حقيقة وجود المدنيين فيها".
وبعد ساعات من قصف مدرسة إدلب، قتل تسعة أشخاص بينهم أطفال وجرح عشرات في غارات روسية وقصف مدفعي لقوات النظام على محيط مدرسة في دوما بريف دمشق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها