كتب خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق مقالا تحدث فيه عن حادثة الصالة الكبرى ووصفها بالمحرقة وأم الجرائم.
وقال الرويشان في منشور له على صفحته في فيسبوك تابعه مأرب برس بأن قرار مجيء لجنة تحقيق دولية عالية المستوى فنيًا واحترافيًا هو اقل ما يمكن واقل ما يجب.
الرويشان الذي سرد في منشور سابق كيف نجا من الموت اثناء تواجده في الصالة المستهدفة أكد على ضرورة تحريز كل الأدلة والموجودات في القاعة للمحققين الدوليين بعيدا عن عبث العابثين .
يذكر أن معدات بدأت اليوم الاثنين بجرف بقايا ما خلف القصف في الصالة الكبرى في خطوة عداها مراقبون محاولة من الإنقلابيين لطمس معالم الجريمة وإخفاء الأدلة.
أمّ الجرائم تحتاج لجنة تحقيق دولية!
محرقة العزاء في الصالة الكبرى لم تكن مجرد جريمة كبرى فحسب بل أنها أمّ الجرائم!
صاروخان في نفس المكان بينهما حوالي سبع دقائق! ..وعلى كومة هائلة ..بل جبل من اللحم البشري المحترق!
وحتى تتخيل حجم الجريمة لك أن تعرف أن الصالة الكبرى تتسع لثلاثة ألاف إنسان على الأقل!
من السهل أن تعلن إدانة
لكن الإدانة لا تكفي .. هذا شغل السياسيين المتربصين ..والمنظمات العاطلة الفاشلة!
التحقيق أهم!
وعقاب الجاني أكثر أهمية!
وبقرار دولي حاسم!
لذلك فإن قرار مجيء لجنة تحقيق دولية عالية المستوى فنيا واحترافيا هو أقل مايمكن ..وأقل ما يجب!
المطلوب باختصار مجيء أفضل لجنة خبراء وخِبرة فنية عالية في هذا المجال تحديدا ..
على أن يكون قرار تشكيلها من الأمم المتحدة ..خيارا وقرارا فنيا دقيقا ومسؤولا واحترافيا وليس سياسيا
هذا أقل ما يمكن ، وأقل ما يجب ، وأقل ما يقال!
هذا مطلبنا ومطلب كل ذي عقل وضمير ويجب أن يتم في أسرع وقت .. والمفروض أن يكون خلال أيام إذا لم يكن خلال ساعات!
يجب تحريز كل الأدلة والموجودات في القاعة للمحققين الدوليين بعيدا عن عبث العابثين .. حتى أن بعضهم دخل لسرقة أسلحة الضحاياوأشيائهم!
النار ماتزال تشتعل والدخان يتصاعد حتى هذه اللحظة في القاعة ..تصوّروا !
أين كانت سيارات الإطفاء؟
متى حضر رجال الدفاع المدني؟
ظل أبناؤنا وبعض أقارب الضحايا الأخرين في القاعة حتى الثانية صباحا وهم يبحثون وسط أكوام الجثث المحترقة والممزقة عن أقاربهم!
والكارثة أن ثلاجات الموتى في العاصمة نادرة إذا لم تكن غير موجودة بسبب الكهرباء!
أحزان آل الرويشان على شهداء المحرقة الكبرى وجرحاها من اليمن كله لا تقل عن أحزانهم على شهداء أسرتهم الذين وصل عددهم حتى هذه اللحظة إلى 30 شهيدا وعشرات الجرحى ..
لذلك ، واحتراما لدماء اليمنيين المستباحة كل يوم فإن المطلوب لجنة تحقيق دولية متخصصة ومحترفة فنيا ..وعالية المستوى
وبقرار دولي ..
وحتى يكون العقاب دوليا وفوريا
والذي يمكن أن يتوانى أو يعرقل ..إنما يتهم نفسه ويشير إلى تورطه!
يجب أن تفهموا ..لا عقاب دوليا بلا لجنة تحقيق دولية!
مسألة بديهية .. وقانونية
رؤوسنا ماتزال تنزف
وجثث أهلنا وضيوفنا ما يزال دخانها يتصاعد ..
ووحده التحقيق ...يقود إلى عقاب الجاني ..أيّا كان!
هذا الكلام لا يْغضب إلاّ الشياطين!
منشور الرويشان بعد الحادثة
أنا بخير ..الحمدلله
كيف نجوت وأنا على بعد أمتار من الصاروخ الأول ..كيف خرجت أثناء المحرقة حتى البوابة وسط الظلام والبارود الذي أغلق رئتي..لا أعرف!
وحين أصبحت عند البوابة الخارجية للقاعة ..سمعت الصاروخ الثاني!
وكان وضّاح ولدي ممسكا بيدي مثل ملاك نزل من السماء ..والبندق ماتزال في يده رغم أنه كان خلفي مباشرة في القاعة!
ليس إلاّ إرادة الله ورحمته ..
ثمّة إصابة بسيطة في الرأس تم علاجها
لتوّي دخلت البيت
حزني على الضحايا أكبر من الكلام
ولقد شعرت أنها من الأنانية أن أعلن أني بخير .. بينما لا أعرف شيئا عن مئات الضحايا ..
لكني تغلّبت على ظن الأنانية وأحببت أن أطمئنكم أحبائي في اليمن كله ..
أعرف أنكم قلقون درجة الموت
لكن، مَنْ يطمئنني أنا عن مئات الضحايا
..سأنااااام
هل سأنام حقا! ..لا أعرف!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها