تراجع الحوثيون (أنصار الله) عن فرض فارس منّاع وزيرا للتجارة في الحكومة التي شكّلوها مع علي عبدالله صالح برئاسة عبدالعزيز بن حبتور.
وأدّى التراجع، الذي حصل في اللحظة الأخيرة، عن تعيين تاجر سلاح وزيرا للتجارة إلى تفادي أزمة بين علي عبدالله صالح و”أنصار الله” في وقت يحتاج كلّ منهما إلى الآخر.
ومعروف أن منّاع، وهو من محافظة صعده، معقل الحوثيين، كان دائما على علاقة وثيقة بعلي عبدالله صالح، كذلك بالفريق علي محسن صالح الأحمر قريب الرئيس اليمني السابق الذي كان يعتبر من أبرز القيادات العسكرية المقربة من الإخوان والسلفيين.
وبعدما وزعت لائحة بأعضاء الحكومة تضمّنت اسم فارس منّاع وزيرا للتجارة، صدر مرسوم بتوقيع صالح علي الصماد، وهو حوثي، يرأس ما يسمّى “رئيس المجلس السياسي الأعلى”، عين بموجبه جمال عبدالواسع هائل سعيد وزيرا للتجارة.
وليس معروفا هل سيقبل جمال هايل بأن يكون وزيرا للتجارة نظرا إلى أنّه يمثل إحدى أكبر العائلات التجارية في اليمن. ولدى هذه العائلة، وهي من تعز، مصالح كبيرة خارج اليمن، خصوصا في دول الخليج العربي.
وكانت شخصيات سياسية كثيرة شكت في الماضي من أنّ فارس منّاع كان قبل الخلاف مع علي عبدالله صالح موجودا دائما في دار الرئاسة في صنعاء وكان يدخلها في كل وقت للقاء الرئيس السابق الذي مارس سلطته من ذلك المكان لفترة طويلة.
لكنّ خلافات وقعت بين منّاع وعلي عبدالله صالح في العام 2010 أدّت إلى وضع تاجر السلاح المعروف في السجن. وخرجت ألسنة السوء وقتذاك برواية صدّقها يمنيون كثر عن أن الخلافات القائمة ذات طابع مالي بين علي عبدالله صالح والمحيطين به من جهة ومنّاع من جهة أخرى.
وذكرت أن سبب هذه الخلافات كيفية تقاسم العمولات على صفقات أسلحة قام بها فارس منّاع بتغطية من السلطات الشرعية اليمنية وقتذاك.
وأمضى منّاع بضعة أشهر في السجن، بأمر من علي عبدالله صالح نفسه، فيما حاول أنصاره في إحدى المرات مهاجمة قافلة عسكرية كانت تنقله إلى إحدى المحاكم. ولم تمض أشهر على سجن تاجر السلاح، حتّى اضطرت السلطات إلى إطلاقه إثر اندلاع الثورة الشعبية في اليمن. وفور إطلاقه، انتقل فارس منّاع إلى صعده وعيّنه الحوثيون محافظا لها نكاية بعلي عبدالله صالح.
واعتبرت المصادر اليمنية أنّ تعيين منّاع وزيرا، قبل التراجع عن ذلك، استهدف إعادة الاعتبار لرجل معروف جيدا أن لديه حسابات يريد تصفيتها مع علي عبدالله صالح.
لكنّ شخصية يمنية، على علم بخبايا الأمور قالت إن المحيطين بعلي عبدالله صالح الذين كانوا مستفيدين من الصفقات التي كان يعقدها فارس منّاع أرادوا تكريس مصالحة بين الرئيس السابق وأحد رجاله السابقين.
ويأتي تراجع الحوثيين عن فرض فارس منّاع وزيرا بمثابة ترضية لعلي عبدالله صالح الذي خاض ست حروب معهم بين 2004 وأواخر 2010 قبل دخوله مباشرة في معركة كسر عظم مع الإخوان المسلمين ومع علي محسن صالح الأحمر الصديق المشترك له ولفارس منّاع.
وذكرت هذه الشخصية اليمنية أنّه تبقى هناك حاجة مشتركة لدى الحوثيين وعلي عبدالله صالح إلى فارس منّاع، أكان وزيرا أم لا، نظرا إلى أنّه يمتلك شبكة اتصالات واسعة في عالم تهريب الأسلحة.
وتصل هذه الشبكة إلى البرازيل حيث أثيرت قبل فترة قصيرة قضية ضدّه مرتبطة بصفقة أسلحة تشمل ثمانية آلاف مسدس.
وقد اعترف منّاع بنقل هذه المسدسات، التي تنتجها إحدى الشركات الكبيرة، من البرازيل إلى جيبوتي ومنها إلى اليمن. لكنّه نفى ما ذكر عن أنه دخل إلى البرازيل في العام 2013 بجواز مزوّر، مؤكدا أنّه دخل بـ”جواز دبلوماسي” صادر عن السلطات اليمنية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها