باستعادة معظم مناطق مديرية «صرواح» غربي مأرب، وسط اليمن، فتحت القوات الحكومية اليمنية بوابة جديدة نحو تحرير العاصمة صنعاء، من قبضة جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ووفقاً للمعطيات على الأرض، فإن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، الموالية للحكومة، تواجه مقاومة شرسة من «الحوثيين» الذين يتمركزون في جبال وعرة بمديرية «نهم»، (محافظة صنعاء)، الأمر الذي حدا بها لاستحداث جبهة قتالية جديدة في «صرواح» للتخفيف على جنودها في «نهم»، واستنزاف مقاتلي «الحوثيين» على عدة جبهات.
وتنقل وكالة الأناضول التركية عن مصادر في «المقاومة الشعبية»، قولها إن الدعم اللوجيستي اتجه في معظمه صوب «صرواح»، فيما تشهد جبهة «نهم» هدوءا نسبيا منذ أسابيع. إن «خطة عسكرية ما غيَّرت معادلة القتال، وأحد جوانب هذه الخطة يهدف لاستنزاف الحوثيين على أكثر من جبهة». مشيرة إلى أن «الحوثيين» يمرون «بأسوأ مراحلهم» منذ اندلاع شرارة الحرب في البلاد في مارس من العام الماضي.
وتكمن أهمية مديرية «صرواح»، بحسب المصدر ذاته، في أنها آخر معاقل «الحوثيين» غربي محافظة مأرب، وبتحريرها تكون القوات الحكومية قد تجاوزت المحافظة، باتجاه «خولان» أولى مديريات العاصمة صنعاء، المحاذية لمأرب من جهة الشرق.
كما أن «صرواح» باتت - على مدى عام ونيف - معقلاً مهماً لـ»الحوثيين» بعد تهجير سكانها وتحويلها لمنطقة عسكرية، ومستودعاً لإمداد المقاتلين في مناطق «هيلان» و»المشجح» (غربي مأرب)، بالتالي مَن يسيطر عليها يمكنه التحكم بخطوط إمداد «الحوثيين»، وفقا للمصادر.
وقبيل مغادرة مناطق واسعة في «صرواح»، لجأ «الحوثيون» إلى زراعة مئات الألغام، الأمر الذي حدَّ من التقدم بوتيرة أسرع للقوات الحكومية، غير أن فرقا متخصصة أزالت الكثير وفككت العديد من هذه الألغام خلال الأيام الماضية.
واستطاعت القوات الحكومية، خلال الأيام الماضية، السيطرة على العديد من المواقع في «صرواح» بينها المطار العسكري للمدينة وسلسلة جبال «أتياس»، وهي مواقع مهمة كان «الحوثيون» يتمركزون فيها. وتُولِي القيادات العسكرية اليمنية جبهة «صرواح» اهتماما كبيرا، فتشهد المنطقة زيارات مكثفة من تلك القيادات إضافة إلى أن وحدات عسكرية حديثة التدريب التحقت بها.
وبدأت ترتفع وتيرة مخاوف «الحوثيين» من الجبهة الجديدة التي تشهد قتالا أشد ضراوة من حيث القوة والتخطيط من جبهات سابقة، حيث تمكنت القوات الحكومية من استعادة عدة مناطق مهمة في صرواح خلال ساعات قليلة فقط.
وتكثف جماعة «أنصار الله» لقاءاتها الميدانية بقبائل محيط صنعاء، وتحرض المساندين لها على «وجوب الدفاع عن صنعاء ومنع أي تقدم نحوها»، في إشارة إلى معركة صرواح. ومنذ 26 من مارس 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد «الحوثيين»، وذلك استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ»حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية».;
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها