تحدثت دوائر يمنية مطلعة عن ما وصفته بإحباط السعودية ل "مسرحية اماراتية حوثية " لتدويل وخلط الأوراق باليمن من خلال حادث السفينة الاماراتية واستغلاله لإحداث تدخل عسكري دولي بزعم تعرض حركة الملاحة في باب المندب للخطر وبما يحقق مصالح استراتيجية للجانبين .
وأشارت المصادر التي تحدثت لعدد من وسائل الاعلام اليمنية شرط عدم ذكر اسمها انه كانت هناك مؤشرات عدة -رصدتها تلك الدوائر - تمهد لذلك التدخل العسكري الدولي في الحرب باليمن وخاصة في باب المندب من خلال تهيئة الأرضية لذلك بتصعيد اعلامي وعسكري بين الجانبين الحوثي والإماراتي للتغطية على الحدث الأصلي .
واشارت المصادر في هذا الصدد الى التصريحات العنيفة التي أطلقها لأول مرة المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام ضد الامارات واتهامها بأنها تسعى لفصل الجنوب عن شماله وأنها تحتل عددا من الجزر اليمنية في بحر العرب مقابل باب المندب ثم جاء حادث السفينة الاماراتية بعدها بأيام على الرغم من أن الحوثيين يدركون خطورة ضرب أهداف في الممر الملاحي الدولي خاصة أنهم قدموا تعهدات لمصر ولعدة دول بعدم تعريض الملاحة في مضيق باب المندب للخطر لكون ذلك سيقلب عليهم المجتمع الدولي الذي تمر سلعه ونفطه عبر هذا الممر .
وأشارت المصادر الى أن تصوير الحوثيين لعملية قصف السفينة بباب المندب وبث الصور والفيديو عدة مرات عبر قناة "المسيرة" المعبرة عنهم جاء وكأنهم يقولون للعالم "تدخل.. هانحن نهدد مصالحك ونقولها صراحة وعلانية" ثم تضخيم الاعلام الإماراتي للحدث على نفس الطريقة جاء وكأن هناك تنسيق مسبق بين الجانبين في هذا الصدد.
وتقول المصادر اليمنية ذاتها أن السعودية تنبهت لذلك مبكرا وقامت طائرات قوات التحالف العربي التي تقودها بشن ضربات قوية ومركزة ضد القطع العسكرية الحوثية والتجمعات في باب المندب حتى تستبق أي ذريعة أو تحرك دولي في هذا الصدد وبما أحبط مخطط كانت تسعى الامارات من خلاله لفصل الجنوب بهدوء عن الشمال ويستفيد الحوثيون منه بتخفيف الضغط العسكري العربي عليهم وخلط الأوراق باليمن والذي سيكون في صالحهم بالتأكيد .
وقالت المصادر ذاتها ان ما تبع تلك الحادثة وفشل المخطط أدى الى اطلاق موجات من الشائعات من الجانبين للتضليل وللتغطية على الواقعة وشغل الرأي العام عنها ومنها تسريب أنباء عن التوقيع على اتفاق شامل لإيقاف الحرب في سلطنة عمان أمس الأحد تلاها أنباء عن توقيف شاحنة تحمل أسلحة للحوثين قادمة من مركز عمان الحدودي وهى الأنباء التي ثبت عدم صحتها .
وكان مجلس الوزراء السعودي قد استنكر حادثة السفينة وقال في بياننشرته وكالة الانباء السعودية (واس) "ان الاعتداء على السفينة الاماراتية يعرض الملاحة الدولية في باب المندب للخطر ، ويتنافى مع قوانين الملاحة الدولية، ويتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإرسال المساعدات الإغاثية إلى الجمهورية اليمنية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق".