كلما اقتربت الشرعية اليمنية المدعومة من قوات التحالف العربية بقيادة السعودية من تحرير صنعاء سارعت الولايات المتحدة الأمريكية للتحرك والحيلولة دون حسم المعركة عسكريا وبحثت عن مبادرات من شأنها إطالة أمد التفاوض على حلول يرفض الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح القبول بها.
مؤخرا توجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الرياض عندما شهدت جبهات القتال احتداما كبيرا خصوصا في نهم شرق العاصمة اليمنية، وأعلن عن مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية كاشفا عن ثلاث نقاط منها حكومة وحدة وطنية بالتزامن مع تسليم الأسلحة لطرف ثالث.
ورغم أن الحوثيين يرفعون شعارات معادية للولايات المتحدة الأمريكية ويقولون إنهم يحاربون أمريكا في اليمن، إلا أن أمريكا أظهرت حرصا على بقاء الحوثيين بل وتعمل على جعلهم شركاء في حكم اليمن ومحاربة القاعدة ما أثار استفهامات عدة وراء هذا الموقف الأمريكي المساند للحوثيين.
أمريكا لاتريد الحسم
يقول ياسين التميمي كاتب وباحث سياسي لـ"آي إن أي" إن الموقف الأمريكي واضح جداً في تحديده طبيعة دور الحوثيين، فواشنطن سكتت ولم تتخذ موقفاً عملياً من الانقلاب الذي نفذ في صنعاء على النظام الانتقالي وعلى الإجماع الوطني، وهذا السكوت الذي يصل حد الرضا يعود إلى اعتقاد أمريكي سخيف بأن الحوثيين فصيل مسلح يمكن الاعتماد عليه في مكافحة ما تسميه الإرهاب.
وأضاف: "بهذه الذريعة يجري اليوم إعادة دمج الحوثيين في الحياة السياسية دون الالتفات إلى مسئوليتهم في تفجير حرب أهلية طاحنة لا تزال تعصف باليمن حتى اليوم".
وقال: "لا تريد واشنطن والغرب للأزمة اليمنية أن تحسم بالقوة العسكرية فهي تدرك أن الحسم سيقصي الحوثيين، ولهذا أعادت توصيفهم كأقلية يتعين استيعابها في بنيان الدولة اليمنية، كما جاء في مبادرة كيري، ولهذا تضغط واشنطن بقوة لمنع التوجه نحو صنعاء واستعادتها".
وأكد أن واشطن ليست وحدها من لاتريد الإنتصار عسكريا "ولكن التحالف نفسه لا يريد انتصاراً حاسماً يضعف الحوثيين ويقوي خصومهم ولهذا جزء من المعركة تتجه نحو هؤلاء الخصوم الذين ينظر إليهم العالم كله بأنهم شركاء التحالف في المعركة الدائرة في اليمن حالياً".
أما الدكتور عبدالملك اليوسفي -سياسي - فيقول: "المجتمع الدولي و خصوصا صانع القرار الأمريكي الذي يمارس الضغوط على الشرعية هو نفسه الذي أصدر القرارات 2041 و 2216 التي استندت في ديباجتها لقرارات سابقة بشأن القاعدة وتضمنت عقوبات على الانقلابيين مضمونها أنهم إرهابيون وأخذ هذا الامر في الاعتبار عند قراءة الموقف الامريكي الحالي و التراخي الاممي مع الانقلابيين حتى لا يتحول التعاطي الإعلامي مع المرضوع لدعم محاني و مغفل للإنقلابيين".
وأكد لـ"آي إن أي" أن المحتمع الدولي يصنع قراراته ناس بضعون توجهات الناخبين ومزاج الناخب كأولوية والمعروف أن القاعدة تعتبر المؤثر الأقوى خارجيا على الناخب الغربي ولان إيران وأدواتها في اليمن اشتغلوا ملف القاعدة وتفرعاتها بشكل أوصلت دوائر القرار الدولي لقناعات شبيهة بـ "باب يجيك منه الريح سده و استريح".
تطمين المجتمع الدولي
وطالب اليوسفي التحالف العربي والشرعية بتطمين دوائر القرار الدولي بالقدرة على ضبط ملف القاعدة.
وقال: "هذا يستدعي امور مهمة على وجه السرعة أولهما توحيد عمليات الجيش الوطني بحيث تتبع غرفة عمليات واحدة في رئاسة الأركان لطمأنة المجتمع الدولي من مخاوفه تجاه حالة التشظي العملياتي في جانب الشرعية، والامر الثاتي وهو إبراز الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش الوطني في فترة قياسية وظروف استثنائية.
أما الأمر الثالث وفق اليوسفي فهو تحريك الملفات التي بداتها لجنة التحقيق الاممية في تقريرين بشان ارتباط صالح بالقاعدة وشن حملات إعلامية تفضح تلك الحقائق وتفصح ارتباط المخابرات الايرانبة بالارهاب تستهدف المتلقي في الغرب و جماعات الضغط و صناع القرار.