كشفت مذكرات صادرة عن وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وحليفها صالح في صنعاء عن إلزام المعلمين وطلاب المدارس بالمساهمة في حملة التبرع للبنك المركزي التي دعا لها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
واستنفذت جماعة الحوثي و صالح التي تسيطر على صنعاء خزينة البنك المركزي خلال عامين من انقلابهم على السلطة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، حيث كان البنك المركزي يحتفظ باحتيطات تقدر بـ 4.3 مليار ريال قبل انقلاب 21 سبتمبر 2014م.
وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الشهر الماضي قرارا جمهوريا بنقل البنك المركزي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتعيين منصور القعيطي محافظا للبنك بدلا عن محمد عوض بن همام، بعد أن تسبب الحوثيون وحليفها صالح في استنفاذ احتياطيات البنك المركزي وفشلها في دفع مرتبات موظفي الدولة.
وبحسب مذكرات نشرها موقع "يمن شباب نت" فقد وجه نائب وزير التربية والتعليم في صنعاء عبدالله الحامدي لوكلاء الوزارة وأمين العاصمة ومحافظي المحافظات ومكاتب التربية بالتفاعل مع حملة التبرع للبنك المركزي وتنظيم الحملات الوطنية للتربويين عبر مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات والمديريات والمدارس بالتوجه إلى مكاتب البريد والبنوك لدعم البنك المركزي من خلال التبرع أو الإيداع من قبل القيادات التربوية والمعلمين.
وفي المذكرتين الصادرتين بتاريخ 1 أكتوبر 2016 لم تكتف وزارة التربية الخاضعة للحوثيين بإرغام العلمين على التبرع للبنك المركزي بل وجهت بتحفيز الطلاب على فتح حسابات توفير بريدية أو بنكية لكي يساهموا في دعم حملة التبرع للبنك.
خداع إعلامي
وفي سبيل إمضاء حملة التبرع للبنك المركزي التي دعا لها زعيم الحوثيين كرد على قرار هادي بنقل البنك لجأ الحوثيون لاستخدام أساليب الخداع الإعلامي لجلب الدعم للبنك المركزي.
ونقل موقع "يمن شباب نت" موظفين في وزارة الداخلة تأكيدهم بقيام الحوثيين الخميس الماضي بإرغام موظفي الوزارة على الذهاب إلى مكاتب البريد لتسجيل حضور إعلامي عن مشاركتهم في حملة التبرعات للنك.
وأكد الموظفون أنهم تفاجأوا بحوثيين يوزعون مبالغ مالية على موظفين في الوزارة ظهروا أمام كاميرا قناة المسيرة معلنين عن تبرعهم للبنك فيما اصطف الموظفون أمام كاميرا القناة لتصويرهم كمنتظرين لدورهم في التبرع للبنك وهو الأمر الذي أثار استهجانهم.
ونشر الإعلامي سمير النمري، مراسل قناة الجزيرة، على صفحته رسالة قال إنه تلقاها على حسابه الخاص من أحد منتسبي جهاز الأمن السياسي بصنعاء، مؤكدا له أنهم أحضروا مبالغ مالية للظهور أمام الكاميرا على أنهم تبرعوا بها وأن موظفي الجهاز لم يدفعوا ريالا واحدا.
ولم تكتفي جماعة الحوثي بإرغام الموظفين على التبرع للبنك بل لجأت لإرغام خطباء المساجد في صنعاء على دعوة المواطنين للتبرع للبنك المركزي، وشكلت فرقا نسائية لزيارة المنازل لحث النساء على التبرع للبنك.
ويعاني البنك المركزي حتى الآن من عجز في دفع مرتبات موظفي الدولة لشهري أغسطس وسبتمبر بعد استنفاذ الحوثيين للمخزون المالي للبنك واستخدامه في جبهات القتال.
وتتهم جماعة الحوثي بصرف الموازنة المخصصة لمرتبات أفراد الجيش لشهر أغسطس الماضي على أمل أن تقوم بتعويض ذلك من مبلغ 400 مليار ريال كانت تخطط لطباعته بشكل سري عبر شركة روسية وهو الأمر الذي أفشله قرار نقل البنك المركزي إلى عدن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها