تراجعت أسعار النفط مع تزايد شكوك السوق في طريقة تطبيق أوبك خطة تقليص إنتاج النفط الخام بعد يوم من اتفاق المنظمة على ذلك.
وكانت الأسعار القياسية قد واصلت بادئ الأمر مكاسبها التي بدأتها في الجلسة السابقة بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول خفض الإنتاج بين 700 و800 ألف برميل يوميا إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا.
وبحلول الساعة 0646 بتوقيت غرينتش تراجع خام برنت 17 سنتا إلى 48.52 دولار للبرميل بعد أن ارتفع إلى 49.09 دولار عند فتح السوق وهو أقوى سعر له منذ التاسع من سبتمبر/أيلول. كان سعر التسوية لبرنت تحدد على ارتفاع 2.72 دولار بما يعادل 5.9 بالمئة في الجلسة السابقة.
ونزل خام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات إلى 47.01 دولار للبرميل بعد أن سجل 47.47 دولار وهو أعلى مستوى له منذ الثامن من سبتمبر أيلول. كان الخام الأمريكي صعد 2.38 دولار أو 5.3 بالمئة الأربعاء.
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال سابقا إنه يجب السماح لإيران ونيجيريا وليبيا بالإنتاج "بالمستويات القصوى المعقولة" في إطار أي اتفاق لتحديد مستوى الإنتاج.
وقال مايكل مكارثي كبير محللي السوق لدى سي.ام.سي ماركتس في سيدني متحدثا لرويترز "المستثمرون والمتعاملون متشككون - ولسبب وجيه. المتعاملون الأميل للسخرية يتساءلون عن الغياب الكامل للتفاصيل وعن الإشكال المحتمل المتعلق بأي الدول ستخفض الإنتاج."
وقالت أوبك إن حجم خفض إنتاج كل عضو سيتحدد خلال الاجتماع الرسمي التالي في نوفمبر تشرين الثاني وقد توجه الدعوة إلى منتجين آخرين مثل روسيا للانضمام إلى الاتفاق.
وكانت أسعار النفط قد حققت ارتفاعا كبيرا أول الأمر بعد قرار وزراء الدول الاعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" خفض الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات.
وقال وزير النفط النيجيري إيمانويل كاتشيكو، بعد اجتماع غير رسمي لأوبك في الجزائر، إنه حسب الاتفاق، سيتم تخفيض الإنتاج بحوالي نصف مليون برميل يوميا.
وقال بيغان زنغنة وزير النفط الإيراني بعد مباحثات الجزائر "لقد اتخذت أوبك قرارا استثنائيا اليوم"
وبعد الإعلان عن الاتفاق قفز سعر خام برنت، وهو المؤشر الرئيسي لسعر النفط في السوق العالمية، بنسبة تقترب من 5 في المئة ليصل إلى حوالي 49 دولارا للبرميل.
ولن تعلن تفاصيل الاتفاق قبل اجتماع أوبك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقالت تقارير إن التوصل إلى الاتفاق جاء بعد أن خففت السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، موقفها حيال خصمها إيران وسط تنامي الضغوط التي يفرضها هبوط الأسعار على اقتصادات الدول الاعضاء.
شكوك
ونقلت وكالة رويترز عن مصديرن في أوبك قولهما إن المنظمة ستخفض إنتاجها من 33.24 مليون برميل يوميا حاليا إلى إلى 32.5 مليون برميل يوميا.
وأضاف المصدران أنه سيتم تحديد مستوى الإنتاج لكل دولة في الاجتماع الرسمي القادم لأوبك في نوفمبر تشرين الثاني الذي قد تدعو فيه المنظمة المنتجين المستقلين مثل روسيا أيضا إلى المشاركة في خفض الإنتاج.
غير أن بعض المتعاملين مازال متشككا وطالب بالاطلاع عن بنود الاتفاق بالكامل، بما في ذلك حجم التخفيض من جانب كل دولة بالأوبك.
بيغان زنغنة وزير النفط الإيراني وصف قرار اجتماع الجزائر بأنه استثنائي.
وقال جيف كويجلي مدير أسواق الطاقة لدى ستراتاس أدفيسورز ومقرها هيوستون "لا نعرف بعد حجم إنتاج كل دولة. أريد أن أسمع من فم وزير النفط الإيراني أنه لن يرجع إلى مستوى ما قبل العقوبات، حسب رويترز.
وأضاف كويجلي "بالنسبة للسعوديين فإن الأمر يتعارض منطقيا مع ما يقولونه."
"تحول استراتيجي"
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قد قال يوم الثلاثاء إنه ينبغي السماح لإيران ونيجيريا وليبيا بالإنتاج "بالمستويات القصوى المعقولة" في إطار أي اتفاق لتحديد مستوى الإنتاج قد يتوصل إليه خلال اجتماع أوبك المقبل في نوفمبر تشرين الثاني.
ويوصف هذا التصريح بأنه تحول استراتيجي في موقف السعودية التي قالت سابقا إنها ستخفض الإنتاج شريطة إقدام الدول الأعضاء في أوبك والمنتجين المستقلين بخطوة مماثلة.
وقالت إيران إنها لابد أن تستثنى من تثبيت مستوى الإنتاج لأن إنتاجها ما زال يتعافى بعد رفع العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها.
ويعتمد الاقتصادان السعودي والإيراني بدرجة كبيرة على النفط، لكن في فترة ما بعد رفع العقوبات تواجه إيران ضغوطا أقل من هبوط أسعار النفط للنصف تقريبا منذ عام 2014 وربما ينمو اقتصادها نحو أربعة بالمئة هذا العام بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
أما السعودية، فتعاني عجزا في الميزانية للعام الثاني بعد عجز قياسي بلغ 98 مليار دولار العام الماضي إضافة إلى جمود اقتصادي بما اضطرها إلى اتخاذ تدابير تقشفية شملت تخفيض رواتب موظفي الحكومة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها