بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم السبت، تحضيراته لجولة مرتقبة من مشاورات السلام اليمنية المتوقفة منذ رفعها بالكويت في وقت سابق من أغسطس/آب المنصرم، وذلك من خلال زيارة لعمّان التقى خلالها وزير خارجيتها.
جدير بالذكر أن مشاورات السلام التي انعقدت بين الحكومة اليمنية من جهة، وجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وحزب "المؤتمر الشعبي العام" (جناح الرئيس السابق، علي عبد الله صالح) من جهة أخرى، بالكويت، فشلت في التوصل لحل الأزمة، ولم تحقق أية تقدم منذ انطلاقها في 21 نيسان/أبريل الماضي، وتم تعليقها في 6 أغسطس الماضي، بسبب تمسك الحوثيين وحزب صالح بتشكيل حكومة وحدة وطنية يكونون شركاء فيها، وهو ما يرفضه الوفد الحكومي قبل أن يتم انسحابهم من صنعاء وعدد من المدن الرئيسية.
ومن المقرر أن تبدأ الجولة القادمة الثلاثاء المقبل، حسب إعلان المبعوث الأممي، لكن التصعيد العسكري الكبير الذي رافق الأسابيع الماضية في الجبهات اليمنية والشريط الحدودي، بالتزامن مع تعليق المشاورات، يهدد إقامة الجولة المرتقبة في الموعد المحدد.
وفي أحاديث منفصلة للأناضول، قالت مصادر مقربة من وفد (الحوثي-صالح)، فضلت عدم كشف هويتها لأنها غير مخولة بالتصريحات الإعلامية، إن ولد الشيخ وصل العاصمة العمانية مسقط مساء اليوم، من أجل بحث ترتيبات الجولة الجديدة من المشاورات.
وذكرت المصادر، أن الوفد المشترك للحوثيين وصالح لم يلتقِ المبعوث حتى مساء اليوم، وأنه ما زال مصرا على عدم الالتقاء به إلا في العاصمة صنعاء.
ووفقا للمصادر، يطالب وفد (الحوثي ـ صالح)، العالق في مسقط منذ رفع المشاورات، من المبعوث الأممي مرافقته إلى صنعاء، للتباحث معه هناك.
وفي التاسع من أغسطس الماضي، علّق التحالف العربي، الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي بشكل تام، بسبب ما وصفها بـ"ظروف الحرب الراهنة"، قبل أن يتراجع ويستثني الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
واعتبر وفد (الحوثي ـ صالح)، حينها، أن قرار حظر الرحلات، هدفه منعهم من العودة إلى اليمن بعد أكثر من 90 يوما قضوها في مشاورات الكويت لم تخرج بأي نتيجة ويتهمون بأنهم السبب وراء إفشالها، لرفضهم خطة سلام أممية قدمها ولد الشيخ، اقترحت على الانسحاب من 3 مدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة، والانتقال للملف السياسي وتشكيل حكومة بعد 45 يوما من ذلك، واشتراطهم تشكيل حكومة في المقام الأول.
وأشارت المصادر، اليوم أن المبعوث الأممي عقد لقاءً مساء اليوم مع وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، ومن المتوقع أن يكون قد سلمه تصورا للخطة الدولية التي كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن بعض ملامحها، في 26 أغسطس المنصرم، في مدينة جدة السعودية.
وأعلن، كيري، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة جدة السعودية إطلاق مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية بعد عدة لقاءات عقدها مع زعماء دول الخليج العربي والمبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد.
وتتضمن المبادرة كيري انسحاب القوات المسيطرة على العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق، مع حلفائها، ونقل جميع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ البالستية، من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح إلى طرف ثالث.
ولم تحدد الأمم المتحدة بعد موعد الجلسة المرتقبة التي ستناقش مبادرة كيري، الخميس الماضي، عن بعض ملامحها، لكن مصادر حكومية قالت للأناضول، إنها ستقام في دولة أوروبية.
وما يزال التصعيد العسكري الكبير، منذ رفع مشاورات الكويت، يشكل عقبة أمام انطلاق الجولة المرتقبة من مشاورات السلام، ويوم الأربعاء الماضي، كشف ولد الشيخ عن مخاوفه من تلك النقطة، وقال إنه "من أجل تسريع الوتيرة لعقد جولة جديدة من المشاورات يبقى الالتزام الكامل بوقف الأعمال القتالية ضرورياً وملحاً".
وذكر ولد الشيخ في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، أن الأولوية في اجتماعاته المرتقبة مع الأطراف "ستكون لتجديد التزامهم بتثبيت وقف الأعمال القتالية".
ومنذ أكثر من عام يشهد اليمن حربًا بين القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مدعومة بقوات "التحالف العربي" من جهة، والقوات الموالية للحوثيين، والرئيس السابق، من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى.، فضلًا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.
وتقود المملكة العربية السعودية تحالفاً عربياً ضد مسلحي "الحوثي"، وقوات صالح، منذ 26 مارس/ آذار 2015، تقول الرياض، إنه "جاء تلبية لطلب الرئيس اليمني هادي، لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية في بلاده.