اشتعلت المواجهات في جبهات القتال شمال وغرب اليمن، بالتزامن مع بدء المبعوث الدولي مشاوراته مع الأطراف، تمهيدا لجولة جديدة من محادثات السلام.
ففي محافظة صعدة والشريط الحدودي، واصل المسلحون الحوثيون مهاجمة مواقع الجيش السعودي، فيما واصلت المدفعية السعودية ومقاتلات التحالف شن غارات مكثفة ومتواصلة على المناطق الحدودية داخل الأراضي اليمنية امتدت من مقابل منطقة نجران السعودية إلى قرية الموسم - آخر قرية حدودية للسعودية مع اليمن في ساحل البحر الأحمر.
وفي تعز ونهم والجوف، تتركز المواجهات بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومة بمقاتلات التحالف بقيادة السعودية، والمسلحين الحوثيين المسنودين بقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث قُتل العشرات وأصيب آخرون في مواجهات تسبق جولة منتظرة من محادثات السلام التي بدأ التحضير لها.
وبحسب ما أفاد به سكان في تعز، شن الحوثيون وقوات الرئيس السابق هجوما عنيفا على مواقع القوات الموالية لهادي على جبل الهان ومحيط اللواء 35 ومواقع أخرى في المحافظة. كما شهدت مناطق جبل المنعم والتبة السوداء بمنطقة الربيعي وفي محيط جبل الهان غرب تعز ومنطقة الضباب.
ومع استخدام الجانبين المدفعية والدبابات في المواجهات وصواريخ الكاتيوشا، ساندت مقاتلات التحالف القوات التابعة للحكومة وشن طيران التحالف سلسلة من الغارات على مواقع المسلحين الحوثيين وحلفائهم في مديرية الوازعية مع استمرار المواجهات في جبهة كهبوب بمنطقة باب المندب.
وفي مديرية نهم شرق صنعاء، تستمر المواجهات العنيفة في السلسلة الجبلية المؤدية إلى نقيل بن غيلان من دون إحراز أي تقدم من الجانبين الذين يخسرون عشرات المقاتلين بصورة يومية، في حين قصفت مقاتلات التحالف عدة مرتفعات جبلية ضمن مهمات إسناد القوات الحكومية التي تحاول منذ عدة أشهر التقدم للسيطرة على نقيل بن غيلان، وهي السلسلة الجبلية المهمة التي تفصل جبهة القتال عن آخر حزام أمني للعاصمة صنعاء من المدخل الشرقي باتجاه محافظة مأرب.
وعلى جبهة حجة في غرب البلاد، واصلت مقاتلات التحالف شن سلسلة من الغارات على مواقع مفترضة للمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في حرض وميدي وعبس. كما امتدت الغارات إلى ميناء الحديدة، واستهدفت مقر قيادة القوات البحرية المدمر أصلا والمطار الذي قصف بعشرات الغارات، ووصلت إلى ميناء رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر.
وفي عدن حيث تسعى القوات الحكومية للحد من الأنشطة الإرهابية، ذكرت السلطات أن وحدات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على قيادي بارز في تنظيم "القاعدة" يدعى اللحجي بالتنسيق مع أمن محافظة لحج.
ووُصف اللحجي بأنه الأمير الفعلي لتنظيم "القاعدة" في مديريات: التواهي، المعلا والقلوع) في مدينة عدن، التي غادرها بعد أن استعادت السيطرة عليها القوات الحكومية، حيث انتقل للإقامة في محافظة لحج المجاورة. وقد سبق له القتال في العراق، وتدرب في أحد معسكرات تنظيم "القاعدة".
هذه التطورات الميدانية تأتي متزامنة مع بدء المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاورات جديدة بهدف استئناف محادثات السلام استنادا إلى المقترحات التي تبناها لقاء جدة لوزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وهي المقترحات التي قاربت بين مطالب الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق وشروط الحكومة المعترف بها دوليا والمقيمة في الرياض.
ووفق ما قاله مفاوضون عن جانب التحالف المسيطر على صنعاء، فإن ولد الشيخ وصل إلى العاصمة العمانية التي عاد إليها فريق المفاوضين عن الحوثيين بعد زيارة إلى بغداد، وإن الرجل سيرافق الوفد في عودته إلى صنعاء ليناقش معه الأفكار التي خرج بها لقاء جدة على أن يعود بعد ذلك إلى الرياض للقاء الجانب الحكومي لينقل إليه ملاحظات هذا الفريق الذي رحب مبدئيا بالمقترحات وأجل إعلان إي موقف نهائي منها إلى حين تسلُّمها بشكل رسمي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها