شكل استمرار معاناة سكان قطاع غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي وندرة المياه دافعا لباحثين من غزة نجحا في تطوير نوع من الوقود يسمح بتشغيل محطة توليد الكهرباء هناك بتكاليف قليلة، ويسهم في حل مشكلة الكهرباء المزمنة.
واعتمد الباحثان المختصان في المجالين الميكانيكي والكيميائي على إضافة بخار ماء البحر ورماد الفحم إلى الوقود التقليدي في إنتاج وقود مركّب يعمل بفعالية تكافئ الوقود التقليدي، ودون الحاجة إلى إجراء أي تغيير ميكانيكي على محركات مولدات الطاقة.
وتستند فكرة المشروع البحثي إلى تخفيض قيمة الوقود المستخدم في إنتاج الطاقة، والتقليل من نسبة التلوث، وذلك بإضافة 30% من بخار ماء البحر و10% من رماد الكربون إلى 60% من الوقود التقليدي كالديزل والمازوت والسولار.
وواجهت الباحثان مشكلة كيميائية تتعلق بصعوبة ذوبان الوقود التقليدي في الماء كونه مركبا عضويا، وهو ما حدا بالباحث د. عبد الفتاح قرمان المختص في الكيمياء غير العضوية والتحليلية إلى إضافة مواد كيميائية تعمل على تجانس الوقود وتوزيع جزيئات بودرة الفحم فيه.
نجاح التجربة
واستغل الباحثان بخار ماء البحر المنبعث من مبردات مولدات محركات توليد الطاقة التي تعمل بواسطة مياه البحر، وأضافوا إليه الكربون والوقود التقليدي ومواد كيميائية أخرى ما ساعد على تمازج الوقود الجديد وتهييج المادة المشتعلة قبل دخولها غرف احتراق المحركات.
وتمكن الباحثان من إجراء مقارنة حرارية للوقود المركب في بيئة الضغط الجوي، ونجحا أيضا في تجربته داخل غرف الاحتراق عبر ضخه في محركات محطة تدفئة تابعة لإحدى الدول الأوروبية التي يحمل أحد الباحثين جنسيتها، وكانت النتائج مماثلة لما توصلت له الدراسة.
وتسير عملية التشغيل بالوقود المركب -وفقا للباحث د. علاء مسلم المختص في الهندسة الميكانيكية- بالاعتماد بداية على تشغيل محركات توليد الطاقة على الوقود التقليدي (الديزل أو المازوت) وبعد أن تسخن المحركات بفترة وجيزة يضخ إليها الوقود المركب الذي ينشطر داخل غرف الاحتراق إلى أوكسجين وهيدروجين، وينتج عنه انفجارات وطاقة حرارية هائلة.
ونفذ الباحثان- في طريق توصلهما إلى نتيجة بحثهما المنشور والمحكم لدى المجلة الدولية لأبحاث الطاقة والبيئة الصادرة بـالمملكة المتحدة في أغسطس/آب المنصرم- سلسلة من التجارب امتدت إلى أيام وليال، إلى أن توصلا إلى التركيبة المناسبة لأنواع الوقود التي تعمل عليها محركات مولدات الطاقة.
إمكانيات متواضعة
واستفاد الباحثان من الإمكانيات المتواضعة المتوفرة لدى جامعة الإسراء بغزة بغية السير في مشروعهما البحثي، وذلك بعد تعذر وصول عدد من الأجهزة المخبرية التي منعت سلطات الاحتلال وصولها لقطاع غزة، وهو ما دعاهما إلى إرسال عينات للفحص إلى الخارج لتعذر إجراء التجارب العملية المتعلقة بالطاقة في القطاع المحاصر.
ويقول الباحث قرمان إنه لو قُدر وصول أجهزة الفحص لقطاع غزة لحُلت مشكلة الكهرباء، إذ أن توفرها يؤكد للجهات المعنية جدوى ما توصلنا إليه.
واشتكى في حديثه للجزيرة نت من غياب الاهتمام والدعم الرسمي بالبحث العلمي ومشاريع تطوير الطاقة، أو حتى حث الباحثين على إيجاد سبل معالجة المشاكل الآنية التي تعاني منها فلسطين في مجال الطاقة والمجالات الأخرى.
ورغم ما توصل له الباحثان من إنجاز سبقا من خلاله غيرهما ممن بحث في هذا المجال وفق شهادة علماء أوروبيين، فإنهما ماضيان في البحث للوصول إلى تحقيق إنجازات أخرى رفضا الإفصاح عن ماهيتها.
ولا ينوي الباحثان التعجيل في تسجيل إنجازهما الجديد للحصول على براءة اختراع لأن الحصار المضروب على غزة يحول دون سفرهما لهذا الغرض، وأملا في محاولة إدخالهما أجهزة الفحص والتجارب إلى غزة بغية الإعلان عن مزيد من النتائج المهمة على هذا الصعيد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها