أثار قرار السلطات الجزائرية سحب الشرطة من ملاعب كرة القدم جدلا واسعا بين مؤيد للقرار، لأنه بنظرهم اتخذ قبل ثلاث سنوات، ورافض يحتج عليه بأن الأندية غير قادرة على توفير الأمن داخل الملاعب.
وشهدت المرحلة الأولى من دوري المحترفين الأسبوع الماضي أحداث عنف وشغب في أربعة ملاعب على الأقل خلفت عدة إصابات، بينما انتهت مباراة الدربي السبت الماضي بين اتحاد الحراش ومولودية العاصمة بأعمال عنف استخدم فيها المشجعون السيوف والخناجر.
وكان المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل أعلن قبل أكثر من ثلاث سنوات نيته سحب الشرطة من ملاعب كرة القدم، على أن يحل بدلها أعوان أمن تابعون للأندية ضمن خطة إدخال الدوري الجزائري عالم الاحتراف.
وتسود المخاوف من تداعيات القرار، واستفحال مظاهر الشغب والعنف خلال الموسم الكروي الحالي في ظل السحب الجزئي والمحسوس لرجال الأمن من الملاعب.
ويقول مدير نشر صحيفة "ماركا سبور"، رفيق حريش للجزيرة نت إن أسباب سحب الشرطة من الملاعب تعود لتعرض رجال الأمن ومركباتهم لعنف الجماهير.
ويضيف أن اللواء الهامل يسعى من وراء القرار لدفع مسؤولي الأندية لتقاسم أعباء الأمن بعد الاتهامات التي طالت الشرطة في تعاملها العنيف مع الجماهير.
كما يعتقد حريش أن القرار ستكون نتائجه "سلبية ووخيمة"، مؤكدا أن تكليف أعوان أمن تابعين للأندية بتأمين المباريات ليس قرارا صائبا، لأن هؤلاء غير مدربين ولا يملكون خبرة التحكم في الجماهير المشاغبة، ويبدي حريش تخوفه من وقوع أحداث شغب وعنف خطيرة في الدوري.
من جانبه يبدي مراد لحو رئيس نادي "حسين داي"، معارضته للقرار مؤكدا للجزيرة نت أن الملاعب والأندية غير جاهزة لتولي زمام الأمن بدلا عن الشرطة.
ويؤكد لحو أن القرار غير سليم وغير مناسب، "فلا يمكن سحب الشرطة نهائيا من الملاعب، لأن ذلك يعني تحول الملاعب لساحات مواجهة" ويتساءل "إن كان الشغب نال من الدوري وهو في بداياته فكيف سيكون الحال عندما تلعب المباريات الحاسمة مع انتهاء الموسم"؟
كما يشدد على استحالة استيراد تجربة الأندية الأوروبية كما هي وإسقاطها على كرة القدم المحلية دون مراعاة للفوارق والاختلافات. ويطالب لحو المسؤولين بضرورة مراجعة القرار وتأجيل تطبيقه حتى التأكد من جاهزية الأندية.
في المقابل يرى الناطق الرسمي باسم نادي جمعية الشلف، عبد الكريم مدور أن القرار صائب وسليم ولا مفر منه وسينفذ تدريجيا، وأضاف للجزيرة نت أنه "من غير المقبول لعب مباراة كروية وأرضية الميدان تعج برجال الأمن".
ويعتقد أن القرار يجب أن يطبق مهما كان الثمن "رغم وجود بعض الجماهير التي تنزع نحو الشغب"، وتابع أن "على هذه الجماهير تعلم كيف تكون رياضية وتدرك أن ذهابها للملاعب هو من أجل المتعة".
ويدعو مدوار، النائب البرلماني عن حزب جبهة التحرير الحاكم، الأندية للتكيف مع القرار بدل المطالبة بالتراجع عنه أو تأجيله.