فنّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تصريحات نظيره الأمريكي حول إرسال طهران الصواريخ إلى اليمن، ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، مطالباً واشنطن بالاعتراف بأخطائها في العراق وسوريا.
وزعم «حكومة الولايات المتحدة من خلال هذه التصريحات تعتبر نفسها شريكة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وقتل الأطفال التي يرتكبها النظام السعودي ضد الشعب اليمني البريء والمظلوم، وبلا شك فإنها بقبولها هذه المسؤولية يجب أن تتحمل مسؤولية جميع هذه الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية».
وأضاف أنه من المؤكد أن جون كيري يعلم أفضل من الآخرين أن الحكومة السعودية أفشلت خلال 18 شهرا الماضية على الدوام جميع الجهود الجادة المبذولة لوقف إطلاق النار في اليمن، على حد وصفه.
ورفض وزير الخارجية الإيراني تصريحات نظيره الأمريكي بشأن تهديدات إيران للمنطقة والولايات المتحدة، وقال «آن الأوان أن تأخذ الحكومة الأمريكية الدروس والعبر من اخطائها الفاحشة السابقة في سوريا والعراق، وأن ترى الحقائق الراهنة»، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مراراً أنها لن توجه إطلاقاً قدراتها العسكرية ضد أي دولة، وأنها ذات طابع دفاعي بحت.
وتابع قائلاً إن ما يهدد المنطقة والعالم في الوقت الحاضر، هو الأسس الفكرية والمصادر المالية والسياسية للإرهاب التكفيري، وإن على جون كيري أن يكون على بينة من مصدرها وأسبابها، وبلا شك فأن الإدارة الأمريكية بدعمها وتغاضيها وعدم اكتراثها للحقائق الراهنة، ستزيد من عدم مصداقية سياساتها في المنطقة أكثر من السابق.
وفي السياق، لفت أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وممثل الولي الفقيه، علي شمخاني، إلى أن الجمهورية الإسلامية ارسلت المستشارين العسكريين الإيرانيين الذين اكتسبوا خبرات طيلة 37 عاماً الماضية إلى سوريا والعراق بطلب من الحكومتين للمساعدة على دحر الإرهاب.
ونفى شمخاني تواجد مستشارين عسكريين إيرانيين في اليمن، واعتبرها ضجة إعلامية تثيرها وسائل الإعلام السعودية دون أن تقدم أي دليل على ذلك، مؤكداً أن إيران تدافع عن جميع الشعوب المظلومة سواء في اليمن أو البحرين أو سوريا أو العراق. وزعم علي شمخاني أن الهجمات العسكرية التي تشنها السعودية بأحدث الأسلحة ضد الشعب اليمني المظلوم طيلة 18 شهراً الماضية، باءت بالفشل، وأن الحضور الجماهيري الواسع في صنعاء بدون أي غطاء جوي أثبت أن العمليات العسكرية السعودية ضد الشعب اليمني لم تكن فاعلة بأي حال من الأحوال.
وقال إن التحالف العربي في الحقيقة ليس له وجود خارجي، وإن السعودية بقت لوحدها تشن العمليات العسكرية، وحتى الإمارات التي تعتبر من حلفاء السعودية المقربين قد انسحبت من الحرب على اليمن، على حد زعمه.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن تدرس فرض حزمة جديدة من العقوبات على طهران لأنها ترسل الصواريخ البالستية إلى الحوثيين.
ووفقاً لوكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إليزابث ترودو، إلى التقارير التي تتحدث عن إرسال إيران الصواريخ البالستية إلى الحوثيين في اليمن، وقالت إن الإدارة الأمريكية تدرس فرض حزمة جديدة من العقوبات على النظام الإيراني لهذا السبب.
وعن كيفية هذه العقوبات وتوقيت فرضها على طهران، أوضحت أنها لا تريد أن تتحدث حالياً عن تداعيات العقوبات المحتملة حالياً.
ووصفت اعتراض 4 زوارق حربية إيرانية المدمرة الأمريكية (يو آس آس نيتش) هذا الأسبوع خلال عبورها المياه الدولية بالقرب من مضيق باب السلام (هرمز) بأنه أمر غير آمن وغير مهني.
وقالت اليزابيث ترودو إنه ليس من المعروف بعد هدف الزوارق الحربية الإيرانية من اعتراض السفينة الأمريكية، وإن مثل هذا السلوك غير مقبول، خاصةً وأن السفينة الأمريكية كانت في المياه الدولية.
وأشارت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري إلى الحادث وكتبت أن زورقين إيرانيين اقتربا لمسافة 300 متر من المدمرة الأمريكية «نيتز»، حيث اضطرت لتغيير مسارها لتزيد مسافة ابتعادها عن السفن الإيرانية. وقال مسؤولون أمريكيون إن إحدى السفن التابعة للبحرية الأمريكية اضطرت إلى إطلاق أعيرة تحذيرية على بعد أمتار من إحدى السفن الإيرانية.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، عادل الجبير، في مدينة جدة شدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري على أن إرسال إيران صواريخ إلى المتمردين الحوثيين وحلفائهم لا يمكن أن يستمر، وأنه «يجب أن تنتهي هذه الحرب وأن تنتهي في أسرع ما يمكن».
وحذر كيري طهران من تزويد المتمردين بالسلاح، قائلاً «التهديد الذي يشكله إرسال الصواريخ وغيرها من الأسلحة المتطورة إلى اليمن من قبل إيران، يمتد أبعد من اليمن بكثير، وهو ليس تهديداً للمملكة العربية السعودية والمنطقة فقط، بل هو تهديد للولايات المتحدة ولا يمكن أن يستمر».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها