ما قاله كيري في المؤتمر الصحفي يعبر عن رفض الانتصارات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على المليشيات الانقلابية، ورفض هزيمة المليشيات وايقاف انهيارها، ورفض انهاء الانقلاب، ويندرج في اطار رفض استعادة الدولة اليمنية الا بالشروط الايرانية، وعدم قبول التصعيد العسكري للحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي وايقاف الزحف نحو صنعاء، ورفض استكمال تحرير تعز وفك الحصار عنها..
ففي الوقت الذي يؤكد فيه القرار الاممي 2216 على الشرعية الدستورية وشرعية الرئيس هادي ويدين مليشيات الحوثي وعفاش الانقلابية التي احتلت المدن اليمنية بقوة السلاح ودمرت مؤسسات الدولة ونهبت مواردها اشعلت الحروب في جميع المناطق اليمنية.. تاتي امريكا ووزير خارجيتها كيري بخطة تساوي بين الشرعية الدستورية والمليشيات الانقلابية، فبدلاً من دعم السلطة الشرعية وفرض هيبة الدولة وبسط سيطرة الدولة على كامل الاراضي اليمنية ياتي مقترح كيري لينتقص من سيادية الدولة ويعزز موقف المتمردين الحوثيين.
وهذا ياتي ترجمة للتوجه الدولي بدعم حركات التمرد واثارة الصراعات في الشرق الاوسط، وتشجيع الصراعات ونشر الفوضى والمساومة والاتجار بتلك الصراعات لابتزاز الحكومات بالمنطقة وابتزاز الاطراف المتحاربة داخل الدولة الواحدة.
فلم تتوفر الرغبة لدى الامريكان لحل المشكلة اليمنية الا بالشروط الايرانية، بل هناك رغبة لمزيد من استنزاف القوى اليمنية والاطراف الاقليمية، واليوم تكرر على مسامعنا حكاية تسليم السلاح لطرف محايد.
ولنتذكر كيف تم تحييد الجيش اليمني سابقاً في اسقاط العاصمة صنعاء واحتلال المدن اليمنية، وتصريحات وزير الدفاع محمد ناصر احمد وهو يقول الجيش اليمني محايد، وتصريحات قيادات معسكرات الاحتياط والالوية والحرس الجمهوري سابقا، والقوات الخاصة بانها تقف موقف الحياد والحوثيين يقتحمون عمران، والزموا انفسهم الحياد الكاذب والحوثي يسقط صنعاء ويقتحم دار الرئاسة ويضرب منزل الرئيس هادي ويضعه تحت الاقامة الجبرية وهم محايدين ..
تلك المعسكرات المليشاوية وافرادها ومعداتها وآلياتها العسكرية والحربية قاتلت في صفوف الحوثيين ودمرت المدن اليمنية، وسلمت الاسلحة والمعدات العسكرية للحوثيين لقتل المواطنين اليمنيين وتشريدهم وقتل المتظاهرين السلميين..
الامر الذي يفسر ان من عمل على تحييد الجيش سابقاً هم الذين يريدون تحييد الاسلحة وتحييد الجيش حالياً ولاحقاً، وهم من كانوا يعطون الاوامر لقيادة الجيش اليمني والحرس الجمهوري بالتزام الحياد السلبي وعدم الوقوف في وجه مليشيات الحوثي وهم يحتلون عمران ويسقطون العاصمة. بل وتحويل قوات الاحتياط والقوات الخاصة الى مليشيات حوثية حال تطلب الامر ذلك، وهي الاداة نفسها التي منعت الجيش اليمني من الدفاع عن المواطنين والدفاع عن الرئاسة وسيادة الوطن، اي هي الادارة نفسها التي سهلت دخول الحوثيين صنعاء وذمار والحديدة ....
الخطة الانقلابية التي كان يراد منها تدخل عفاش وولده احمد في لحظة معينة وباموال خليجية فشلت، واظهاره كبطل ومنقذ للبلد واظهار حرسه الجمهوري كحماة للوطن والدولة، فقد كان يراد له ان يلعب الدور السياسي، ويمسك عبدالملك الحوثي الجانب الديني..
لكن سهولة اسقاط العاصمة وسرعة احتلال المدن من قبل المليشيات الحوثية تحت يافطة الشعار المزعوم بحيادية الجيش اليمني والمدعوم اقليمياً ودولياً لتحقيق هدف ما ...
فتح شهية التوسع الفارسي اكثر،،، والذي ذهب بعيداً بتمكين الحوثيين، وهم الآخرين وصلوا الى طريق مسدود .. وما حدث انقلاب على الانقلاب ،،، الخطة ذاتها تطرح من باب آخر كمحاولة مستميتة ومن نفس المخرج الداهية، ويقول للحوثيين انتم ليسو اغلبية بل اقلية واقلية قليلة جداً ..
ولا ندري ماذا يقصد كيري بتسليم السلاح لطرف محايد!!!؟ ومن غير المستبعد انه يقصد "الحرس الجمهوري العفاشي" الذي التزم الحياد سابقاً .
أ/ سلمان الصلوي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها