قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن وفدا أمنيا وعسكريا تركيا سيتوجه إلى موسكو لمناقشة الملف السوري، مشيرا إلى أن بلاده تتفق مع روسيا حول ضرورة حل سياسي للأزمة السورية، ورافضا حصار حلب واستهداف المعارضة المعتدلة.
وذكر أوغلو في حديث لوكالة الأناضول أن وجهات النظر بين تركيا وروسيا متطابقة حول ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا وتقديم المساعدات الإنسانية وإيجاد حل سياسي، وأنه سيتم بناء آلية تعاون قوية مع روسيا في سوريا من أجل ذلك.
وأشار إلى أن مدير المخابرات وممثلا عن الخارجية وآخر عن الجيش التركي سيصلون مساء اليوم إلى سانت بطرسبرغ، وسيتم رفع مستوى التمثيل مستقبلا، ليشارك فيه وزيرا خارجية البلدين.
وأكد الوزير أنه قد يكون هناك خلاف فكري حول كيفية تطبيق وقف إطلاق النار، وأن بلاده لا تريد الهجمات التي تلحق الأذى بالمدنيين "ونرى أنه من غير المناسب مهاجمة المجموعات المعتدلة ومحاصرة حلب".
وأضاف أنه سيتم توقيع اتفاقات إضافية مع روسيا من أجل ضمان بدء العمل في مشروع السيل التركي "تركيش ستريم" للغاز.
وبخصوص حادثة سوخوي، أكد أوغلو أنه تم توقيف بعض الطيارين الأتراك الذين شاركوا في إسقاط الطائرة الروسية، وسيقوم القضاء بدراسة وتقييم المسألة بجميع أبعادها.
وقال الوزير التركي إن موقف بلاده وعلاقاتها مع روسيا لا يحدده الغرب وإن الاتحاد الأوروبي قام بخطأ كبير فيما يتعلق بـمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وأشار إلى أن قرار زيادة تعاون مع روسيا في مجال الصناعات الدفاعية لا يعتبر خطوة ضد حلف شمال الأطلسي (ناتو) مشيرا إلى أن عددا من دول الحلف تتعاون في هذا المجال مع دول من خارجه.
صفحة جديدة
وبعد أشهر من القطيعة طوى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء صفحة الأزمة بين بلديهما، وشددا على أولوية إعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه قبل إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينما لم تستبعد موسكو إمكانيةَ التوصل إلى توافق مع أنقرة يسهم في إنهاء الأزمة السورية.
وأكد بوتين -في مؤتمر صحفي عقده مع أردوغان عقب لقائهما أمس في سانت بطرسبرغ- أن بلاده تريد استئناف العلاقات مع تركيا بشكل كامل، وأنه يجري العمل على ذلك، مضيفا أنه تم في اللقاء رسم أولى الخطوات لاستعادة المستوى الذي كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل أزمة إسقاط المقاتلة.
من جهته، قال الرئيس التركي إن العلاقات الروسية التركية ستدخل مرحلة مختلفة، وإن بلاده وروسيا مصممتان على إعادة العلاقات بينهما لسابق عهدها، ويأمل أن تصبح أقوى مؤكدا أن دعم بوتين لأنقرة بعد المحاولة الانقلابية كان مهما.
وشدد على أن الجانبين يمتلكان الإرادة اللازمة لتطوير العلاقات، مشيرا إلى الاتفاق مع الروس على إحياء آليات التعاون على كافة الصعد، ورفع مستوى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وإنشاء الصندوق التركي الروسي للاستثمارات المشتركة.
وتجنب الزعيمان التطرق إلى النزاع السوري خلال المؤتمر الصحفي، إلا أنهما عقدا اجتماعا مغلقا في قصر كونستانتينوفيسكي بسانت بطرسبرغ حول هذا النزاع. وبينما لم ترشح معلومات عن الاجتماع، ذكرت مصادر أن موسكو لا تستبعد توافقا مع أنقرة بشأن سوريا.
وفي هذا الإطار، قال بوتين إن الجانبين أكدا توافقهما حول التعاون في مجال مكافحة ما سماه "الإرهاب" مشيرا إلى أنه اتفق مع أردوغان على "السعي لإيجاد حلول للأزمة السورية من خلال لقاءات بين وزارتي الخارجية في البلدين، وأجهزتهما الاستخباراتية، فالحلول الديمقراطية لا تكون إلا بالطرق الديمقراطية".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها