هي حلب تحررت لما توحدتوا.. ونحنا ما منتحرر ومنخلص من بشار الأسد لحتى تتوحدوا كلكم".. بهذه الكلمات البسيطة لخص الحاج أبو سامي رأيه، وعبر في حديثه للجزيرة نت عما يدور في خلد الآلاف من سكان غوطة دمشق الشرقية المحاصرين منذ أكثر من أربعة أعوام.
فالمنطقة المحيطة بالعاصمة السورية من شرقها والمؤلفة من عشرات المدن والبلدات، تعيش منذ بداية الثورة السورية معاناة لا تنتهي مع القصف والمعارك والحصار، حالها كحال كل مدينة وقرية خرجت عن سيطرة النظام السوري لتخضع لسلطة الجيش الحر بفصائله المختلفة.
ولأن الاتحاد من أهم أسباب القوة والنجاح، وبعد أشهر من الخلافات الدامية بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية وعلى رأسها جيش الإسلام وفيلق الرحمن -وهي خلافات أودت بحياة العشرات وانتهت بهدنة بين الأطراف المتحاربة- أطلقت مجموعة من إعلاميي الغوطة مبادرة ترمي لتوحيد جهود تلك الفصائل وتوجيهها نحو هدف واحد مشترك، هو قتال النظام السوري والمليشيات الموالية له.
وبدأت المبادرة بمرحلة تمهيد الشهر الماضي إذ نشر ووزع بيان يوضح المبادرة، تبعها مؤتمران لإطلاقها في الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري، بحضور عدد كبير من ممثلي الفصائل المسلحة والمجلس العسكري لدمشق وريفها والإعلاميين والأهالي.
ويعتزم القائمون على المبادرة متابعة عملهم من خلال تنظيم أنشطة مدنية كحملات التوعية واستطلاعات الرأي والمظاهرات السلمية والرسوم الجدارية.
خطر الاقتتال
وفي حديث للجزيرة نت، قال رئيس لجنة مبادرة الجيش الواحد يوسف البستاني إن حالة النزاع الكبير بين فصائل الغوطة والخطر الحقيقي لهذا النزاع على واقع الغوطة المحاصرة، والرغبة في التخلص من "وباء" الحالة الفصائلية المنتشر في كثير من المناطق المحررة، كانت من أهم أسباب إطلاق المبادرة.
وأضاف أن لجنة تشكلت لمتابعة المبادرة من مجلس إدارة رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية وإعلاميين آخرين، وطالبت اللجنة بداية قادة الفصائل المسلحة المختلفة بالموافقة على المبادرة ومباركتها عبر بيانات رسمية.
وأكد البستاني أن الموافقات شجعت اللجنة على الانتقال للخطوات التالية باتجاه تشكيل جسم عسكري جامع تنضوي ضمنه جميع القوى الثورية بالغوطة، وأشار إلى عقد مؤتمرين لبحث أهداف وتفاصيل وآليات المشروع، الأول عقد في القطاع الأوسط للغوطة والثاني في مدينة دوما.
وتضمّن المؤتمران تعريف الحاضرين بخطوات المبادرة واللقاءات بين اللجنة والفصائل العسكرية، وتبع ذلك كلمة لقائد المجلس العسكري لدمشق وريفها العقيد الركن عمار النمر، كما دارت حوارات اتسمت بالإيجابية.
ورأى يوسف البستاني -وهو عضو مجلس إدارة رابطة إعلاميي الغوطة- أن الأجواء الإيجابية التي سادت المؤتمرين أعطت الأمل للقائمين على المبادرة وشجعتهم على الاستمرار والتوجه للشارع بهدف كسب حاضنة شعبية قادرة على المساهمة بشكل فعال في إنجاح المشروع.
أسئلة جريئة
وأيد أبو اليسر براء -وهو أحد أعضاء لجنة مبادرة الجيش الواحد- هذا الرأي، وقال للجزيرة نت إن حضور قائد جيش الإسلام أبو همام البويضاني مع مدير مكتبه الإعلامي، وشخصيات من مؤسسات مدنية مثل المجلس المحلي لدوما وحوش الضواهرة والكثير من المثقفين، أغنى المؤتمَريْن، حيث عقد الأول في منطقة نفوذ فيلق الرحمن، والثاني في منطقة سيطرة جيش الإسلام.
وأكد الناشط الإعلامي طرح الحضور الكثير من الأسئلة الجريئة خاصة لقائد جيش الإسلام، وركز معظمها على معركة تحرير حلب التي أحرزت تقدما غير مسبوق إثر توحد الفصائل المقاتلة، مع التأكيد على أهمية تكرار هذه التجربة في مختلف المناطق السورية.
ونوّه براء إلى أن الحماس الذي استشعره القائمون على المبادرة لدى المشاركين دفعهم لتشكيل لجنة من 15 إعلاميا على رأسهم مجلس إدارة رابطة إعلاميي الغوطة لمتابعة الخطوات التالية وصولا لهدف المبادرة المنشود.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها