فجرت المعارضة السورية المسلحة نفقا داخل مدينة حلب وصدت هجمات للنظام والمليشيات المؤيدة له على عدة محاور بالمدينة، في وقت تحشد فيه كل من الفصائل وقوات النظام قواتهما لخوض معركة وصفتها المعارضة بمعركة حلب الكبرى.
ونقل مراسل الجزيرة محمد عيسى عن مصادر من المعارضة أن عددا من الجنود قتلوا صباح اليوم عقب تفجير النفق تحت مبان تسيطر عليها قوات النظام في حي الإذاعة الذي يقع في منطقة مرتفعة وسط حلب، ويشرف على أحياء خاضعة للمعارضة وأخرى يهيمن عليها النظام.
وأضاف المراسل أنه بالتزامن مع التفجير تجددت الاشتباكات بهذا الحي الذي تسيطر قوات النظام على أجزاء كبيرة منه. وقال ناشطون إن مقاتلين من "غرفة عمليات فتح حلب" فجروا النفق، وتحدثوا عن مقتل وجرح عشرات بينهم عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني.
وتأتي هذه العملية بينما قالت مواقع موالية للنظام السوري إن قواته استقدمت نحو ألفين من مقاتلي حركة النجباء العراقية وآخرين من الإيرانيين ومن قوات النخبة بحزب الله -المعروفة بقوات الرضوان- إلى مدينة حلب، بينما ذكرت صحيفة الوطن السورية أن الجيش وحلفاءه استقدموا تعزيزات استعدادا لهجوم لاستعادة مواقع انتزعتها المعارضة منهم جنوب وجنوب غرب حلب.
كما تحدثت تقارير عن استقدام جيش الفتح وفصائل المعارضة مئات المقاتلين من ريف حلب الغربي ومن محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) لبدء هجوم أوسع نطاقا يستهدف استعادة مدينة حلب برمتها.
معركة حاسمة
وكان جيش الفتح الذي شارك مع فصائل معارضة أخرى في معركة كسر حصار حلب قد أصدر الليلة الماضية بيانا أعلن فيه بدءَ مرحلةٍ جديدة مما سماها ملحمة حلب الكبرى لاستعادة كامل مدينة حلب وفك حصار قوات النظام عنها.
وأكد البيان بدء التجهيز لما وصفه بجيش جرار لتلك المهمة، كما أكد أن الهجوم لن ينتهي إلا بالسيطرة على قلعة حلب التاريخية التي تقع وسط المدينة، وتعد رمزا لسيطرة النظام على المدينة.
كما طمأن المدنيين الموجودين بمناطق القتال وخيّرهم بين البقاء في منازلهم دون التعرض لهم أو الخروج آمنين، ودعا الجنود السوريين إلى الانشقاق. وبعد ساعات من صدور البيان قال مراسل الجزيرة إن جيش الفتح بدأ تمهيدا ناريا للتقدم إلى ما بعد حي الراموسة الملاصق لحي الحمدانية غربي حلب.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة سيطرت في أقل من أسبوع على منطقة مساحتها أربعين كيلومترا مربعا جنوب وجنوب غرب حلب، تضم مجمع كلية المدفعية وحي الراموسة، كما سيطروا على أجزاء من طريق الراموسة جنوب حلب، مما أتاح كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بيد أن الطريق ما زالت خطرة.
وأعلنت تلك الفصائل أنها صدت هجوما من معمل الإسمنت في حي الشيخ سعيد في أطراف حلب الجنوبية، وآخر على حي الراموسة. كما أكدت أنها صدت هجمات لقوات النظام وحلفائه على مخيم حندرات ومزارع الملاح شمال المدينة, وقالت إنه قتل في تلك الهجمات العديد من الجنود وعناصر المليشيات.
وقال مراسل الجزيرة إن الطائرات الروسية والسورية شنت اليوم سلسلة من الغارات الجوية على أحياء حلب الخاضعة للمعارضة مما أسفر عن خسائر جديدة بين المدنيين، في حين قال ناشطون إن حالات اختناق سجلت في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي جراء استهدافها بصواريخ تحتوي على غاز الكلور.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها