منع الانقلابيون (مليشيا الحوثي وصالح) مسؤولاً أممياً من دخول تعز, وسط اليمن من المنافذ, التي يسيطرون عليها, منذ عام ونيف, مانعين دخول الدواء والغذاء على أكثر من 800 ألف نسمة من السكان, الذين يتعرضون أيضاً لانتهاكات أخرى منها القصف بالأسلحة الحديثة.
تحدث المسؤول الأممي في منظمة "أوتشا" حسين يونس, إنه يسعى إلى فتح المنفذ الغربي للمدينة, وهو ما ترفضه مليشيا الانقلاب, هدف آخر من زيارته, هو زيارة قرية الصراري, الذي تباكى عليها الانقلاب, فالخوف أن يكتشف الوفد الأممي كذبته بأن تطهيراً عرقياً, تمارسه المقاومة الشعبية التي عملت مؤخراً على استعادة مواقع مهمة كان قد سيطر عليها مسلحون تابعون لجماعة الحوثي التي قادت انقلاباً على الشرعية في اليمن في 21 سبتمبر من العام 2014م بمعية الرئيس السابق علي عبدالله صالح, التي أطاحت بعرشه ثورة شعبية كانت شرارتها من تعز المحاصرة.
طريق وعرة إذن من تقودك إلى مدينة تعز, مدينة الثقافة والسلام, فانتهاكات الانقلابيين لاحدود لها, خصوصاً بعد أن عملوا مؤخراً على غلق المنافذ نهائياً, وكان آخرها منفذ غراب الذي تم غلقه أمام المدنيين في أواخر يوليو الماضي.
لتعز 3 منافذ رئيسة المنفذ الشرقي ما يسمى خط الحوبان والذي يربطها بمحافظتي لحج وعدن ومنفذان غربيان (بئر باشا) ويربط المدينة بخط التربة عدن, وتعز الحديدة, الثلاثة تحت سيطرة الانقلابيين إلى اللحظة. طريق واحدة "طالوق" هكذا اسمها تقع جنوب المدينة في ارتفاع شاهق يصل بك إلى قمة جبل صبر ثاني أكبر قمة جبلية في اليمن, طريق للحيوانات والأفراد, تم توسعتها مؤخراً لتمر بها ناقلات الدفع الرباعي فقط, وبشق الأنفس, تستمر ساعات لتنقل شيء من الإبرة حتى الأكسجين لمدينة تموت أمام أنظار العالم.
يتحدث حقوقيون بأن الانقلابيين في تحركاتهم الأخيرة, يسعون إلى خنق المدينة تماماً, تحركات عسكرية, كتلك التي تحاول تطويق عزل ريف تعز, ومن ثم جعل الطرق المؤدية إلى مدن جنوبية تحت السيطرة النارية, إضافة إلى تحركات أخرى في أطراف المدينة, إذ يعمد الانقلابيون إلى استحداث النقاط والحواجز ومنع المدنيين من الدخول والخروج.
عقاب جماعي ينتهج الانقلابيون سياسة للعقاب الجماعي الممنهج, فتضييق الخناق عن المدنيين هو سلاحهم الفتاك, حتى اللحظة, فمرضى ومعاقون وباحثون عن لقمة عيش وطلاب هم من يعلقون في الحواجز الأمنية والترابية الكبيرة التي استحدثت كغراب شمال غرب المدينة, يتعرضون لانتهاكات أخرى منها الضرب والاعتقال دون أية مبررات سوى انتهاك الإنسانية.
معاناة مستمرة يقول فريق "رصد" بأن هناك قصصاً كثيرة من قصص الحصار, التي ستظل عالقة في ذاكرة الأجيال, معاناة كبيرة يتعرض لها السكان, منها امرأة في المنفذ الغربي تعاني من مرضاً مزمناً "الفشل الكلوي" منعت في الأسبوع الماضي من الدخول لتعمل جلسة غسيل للكلى المتعبة, لم يسمح لها بالعبور اضطرت للمرور إلى طرق جبلية, وصلت بعد جهد كبير, لكنها حسب شهادتها كانت تتمنى الموت في تلك اللحظة فالتعب والإرهاق بادياً عليها.
علي محمد صالح زيد 28 عاماً مريض بالفشل الكلوي أيضاً, منع هو الآخر من الدخول إلى المدينة لعمل جلسة غسيل, مقررة له زادت حالته سوءاً, سمح له بعد محاولات, وبعد أن كاد يموت والكل ينظر إليه, لا رحمة عند الانقلابيين بتاتاً, سمح له بالدخول, لكن مشياً على الأقدام, لـ "مسافة" 4 كيلو مترات, في طرق وعرة يعتلي منازل محاذاة لها قناصون لا يعرفون غير الموت واصطياد الضحايا بمكر وخبث لم تعرفه اليمن من قبل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها