كشف مصدر استخباراتيّ عربيّ عن أن تركيا على قناعة تامّة بأنّ دولاً عربيّة تقفُ وراء محاولة الانقلاب العسكريّ الفاشل على الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، ليل الجمعة الماضية، وعلى رأسها دولة الإمارات العربيّة ومصر، بحسب موقع وطن. بالإضافة إلى الدور الإعلامي الذي لعبته وسائل الإعلام الإماراتية والمصرية والتي جزمت ليلة الإنقلاب بأن الإنقلاب قد تم وأن الجيش قد سيطر على كامل تركيا وأن أردوغان قد فر إلى ألمانيا .
وأضاف المصدر أن أنقرة ترى ان دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، وهما من ألد أعداء جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي، كانتا تسعيانِ لتقويض نظام الرّئيس رجب طيّب أردوغان، الحليف والرّاعي للجماعة. وفقاً للمصدر.
وأكد المصدر الإستخباراتيّ، حسبما ذكر “آرون كلاين” مدير مكتب التحقيقات الصحفية في موقع “Breitbart”، أن السفارات التركيّة وأجهزة الإستخبارات تحاول جمع أدلة تدين مشاركة هذه البلدان في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وشدّد على أن تركيا الآن تتحقّق من المعلومات التي نُشرت حول زيارة رجل الدين التركي “فتح الله غولن” العدّو اللدود للرئيس اردوغان، لدولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، لوضع اللمسات الأخيرة على مخطط محاولة الانقلاب الفاشلة. مضيفاً أنه منذ يوم الجمعة والسلطات التركيّة تستعرض كل الأدلة التي تشير الى الى تورط مصر والإمارات في الانقلاب الفاشل.
وقال المصدر إن تركيا تحقق في دور القيادي الفلسطيني المفصول من حركته “فتح” محمد دحلان، الذي يعمل حالياً مستشاراً أمنياً مقربا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وحليفهما الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، في الانقلاب الفاشل، مشيراً إلى أنّ هذا المحور يحارب جماعة الاخوان المسلمين ، وله حالة من العداء الواضحة مع الرئيس التركي أردوغان .
لكنّ المصدر الإستخباراتيّ ذكر أنّ تركيا لم تتأكد بعد بشكلٍ قاطعٍ من دور مصر والإمارات ودحلان في الانقلاب الفاشل، غير أنها في حال توصّلت الى دليل قاطع على زيارة “غولن” للإمارات للتخطيط مع الإمارات الى جانب مصر ومحمد دحلان في الانقلاب فإنها لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر.
وعرقلت مصر إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة المحاولة الانقلابية في تركيا وأعمال العنف والاضطرابات التي اعقبتها.
كانت مسودة البيان التي تقدمت بها الولايات المتحدة تعرب عن القلق العميق بشأن الوضع في تركيا وتدعو “كل الأطراف إلى احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا”.
بيد أن مصر، وهي عضو غير دائم في الدورة الحالية لمجلس الأمن، اعترضت على العبارة الأخيرة وطالبت بتعديلها.
وقالت الخارجية المصرية على صفحة متحدثها الرسمي لاحقا إن مصر لم تبد أي اعتراض على بيان مجلس الأمن الخاص بالأحداث في تركيا.
ونقلت عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن ممثل مصر في الاجتماع طالب بتعديل عبارة واحدة في صيغة البيان، مشيرا إلى أن مصر تتفق مع ما ورد في البيان إجمالا.
وأكد المصدر أن مصر طلبت تغيير عبارة “احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا” بعبارة احترام المبادئ الديمقراطية والدستورية وحكم القانون”.
ويوم السبت، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بتسليم رجل الدين التركي المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا الجمعة.
وقال أردوغان أمام حشد من الجماهير في إسطنبول مخاطبا الأميركيين إن “هذه الشخصية الموجودة عندكم (غولن) يجب عليكم أن تسلموها لنا، وكما أعلمتكم سابقا بأنهم ينوون هذه المؤامرة ويخططون لهذا الانقلاب، مرة أخرى أقول لكم يجب أن تسلموا هذه الشخصية التي تقيم في ولاية بنسلفانيا إلى الجمهورية التركية إذا كنا حلفاء إستراتيجيين مع بعضنا البعض”.
من جانبه، نفى “غولن” علاقته بتدبير الانقلاب العسكري في تركيا، قائلا إن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق من خلال العمل العسكري.
وأشار غولن أثناء حديث للصحفيين في بنسلفانيا إلى أن هناك احتمالا ضعيفا بأن هذا الانقلاب كان “انقلابا مفتعلا”، مضيفا أنه “ربما كان الهدف منه توجيه اتهامات قضائية واستهداف جمعيات”.