دافع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن قرار المشاركة في غزو العراق عام 2003, واعتبره صائبا وقدم في الوقت نفسه "اعتذاراته" عن نتائج الحرب التي قالت لجنة تحقيق بريطانية إن أسسها القانونية لم تكن مقنعة.
وقال بلير في مؤتمر صحفي بلندن إنه يتحمل بالكامل مسؤولية قرار مشاركة بريطانيا مع الولايات المتحدة في الغزو الذي أفضى إلى الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وجاءت تصريحاته بعيد صدور تقرير لجنة "تشيلكوت" الذي استغرق إعداده سبع سنوات وتضمن انتقادات لقرار المشاركة في الغزو.
وأضاف "اتخذت هذا القرار لأنني كنت أعتقد أنه الشيء الصواب الواجب عمله استنادا إلى المعلومات التي كانت لدي والتهديدات التي استنتجتها". واعتبر أن أن قرار المشاركة في تلك الحرب اتخذ لأن صدام كان "يمثل تهديدا لشعبه وللسلم العالمي".
وقال بلير إنه لم يكن بمقدوره تأخير اتخاذ قرار المشاركة بالغزو لأن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش كانت قد قررت التحرك عسكريا. علما بأن واشنطن ولندن تذرعتا بمزاعم عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل لاحتلاله, وتبين لاحقا أنها كانت كاذبة.
بلير "يعتذر"
واعتبر رئيس الوزراء الأسبق أن العالم بات أكثر أمنا بعد غزو العراق والإطاحة برئيسه, وأن هذا البلد تديره الآن حكومة ديمقراطية.
بيد أنه أشار في المقابل إلى النتائج الكارثية للغزو, ومنها مقتل أعداد كبيرة من المدنيين العراقيين, فضلا عن 179 جنديا بريطانيا بين عامي 2003 و2009, وفق بيانات رسمية بريطانية.
وقال أيضا "أعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي". وكان بلير أقر بأنه كان من نتائج الغزو انتشار جماعات متطرفة. وقد كشفت رسالة نشرت اليوم أن بلير أبلغ بوش في رسالة قبيل غزو العراق بأنه "سيدعمه أيا كان الأمر".
وتعليقا على تقرير لجنة تشيلكوت, قال رئيس الوزراء ديفد كاميرون إن علاقة بلاده بالولايات المتحدة حيوية بالنسبة للأمن القومي. واعتبر أنه رغم أن غزو العراق أفسح المجال أمام تنظيم القاعدة, فإنه يجب تذكر أن عنف "المتطرفين الإسلاميين" بدأ قبل وقت طويل من حرب العراق.
من جهته, قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كورين إنه ينبغي إقامة علاقة أكثر استقلالا وعلنية مع الولايات المتحدة.
انتقادات اللجنة
وكان رئيس لجنة التحقيق بدور بريطانيا في غزو العراق قال في وقت سابق اليوم إن الأسس القانونية لـالتدخل العسكري البريطاني في العراق لم تكن مقنعة.
وأضاف جون تشيلكوت -في مؤتمر صحفي قبيل نشر التقرير- أن تقييم بريطانيا حجم تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية جاء دون مبررات مؤكدة، وأن لندن أضعفت سلطة مجلس الأمن بالتصرف دون الحصول على تأييد الأغلبية للتحرك العسكري ضد العراق.
وقد احتشد آلاف من أنصار ائتلافيْ "أوقفوا الحرب" و "نزع السلاح النووي" في العاصمة لندن تزامنا مع صدور تقرير تشيلكوت.
وشاركت بالمظاهرات عائلات عدد من الجنود البريطانيين الذين قتلوا بالحرب. كما رفع المحتجون لافتات تنتقد سياسات بلير، وتندد بقراره الاشتراك في حرب العراق، معتبرين أن التقرير الذي أصدرته لجنة تشيلكوت لا يمثل أي تعزية لهم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها