إلى جانب الخسائر الفادحة التي تعرّض لها القطاع الزراعي، الذي يساهم بـ 50 % من الأمن الغذائي، جرّاء الحرب والحصار، إلا أن هذا القطاع الحيوي بات مهدّداً من قبل آفّة الجراد الصحراوي، والتي انتشرت بشكل متسارع، من المناطق الساحلية الجنوبية إلى الصحرواية والجبلية الداخلية، وصولاً إلى ضواحي صنعاء.
خارطة اتّساع الجراد
إقترب الجراد من العاصمة صنعاء بعد اكتشاف أسراب من الجراد في مديريتي خولان وجحانة، في محافظة صنعاء، ووصول أسراب منها إلى عدد من مديريات الضالع. وفي ظلّ تواضع وسائل المكافحة يتهدّد الجراد الصحرواي القطاع الزراعي في محافظات ذمار وعمران وصعدة، ويتوقّع أن ينتقل إليها الجراد من محافظة الجوف التي تكاثر الجراد في عدد من وديانها خلال النصف الأوّل من الشهر الحالي. ولن تكون محافظات حجة والحديدة والمحويت وريمة بمأمن عن أضرار الجراد،
فعلى مدى الأشهر الماضية اتّسعت خارطة نموّ وتكاثر الجراد الصحراوي، من المناطق الساحلية كشبوة وحضرموت والمهرة إلى المناطق الصحراوية وخصوصاً في منطقة العبر والجوبة وبيحان، وامتدّت تأثيراتها إلى مديرية صرواح وخولان في محافظة صنعاء. وبصورة غير متوقّعة، أكّد سكّان محلّييون في محافظة الضالع، أواخر الأسبوع الماضي، اكتساح أسراب من الجراد الأراضي الزراعية في قرى مريس وقعطبة الواقعة على حدود محافظة إب، وهو ما ينذر بانتقال أسراب الجراد إلى مختلف قرى المناطق الوسطى.
تحذيرات
التكاثر المتسارع للجراد الصحرواي في عدد من المحافظات يأتي في ظلّ قدرات متواضعة للمركز الوطني لمكافحة الجراد، التابع لوزارة الزراعة والري في صنعاء. المركز أكّد أخيراً أن وضع الجراد يتّجه نحو منحى صعب، وينذر بمواجهة مشكلة حقيقية ستلحق بالثروة الزراعية في العديد من المحافظات أضراراً فادحة، مشيراً إلى أن التكاثر المتسارع للجراد الصحراوي لا تشكّل خطورة على القطاع الزراعي اليمني وحسب، وإنما ستمتدّ خطورتها إلى المنطقة والدول المجاورة.
بدورها، أعادت منظّمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة، “فاو”، أسباب انتشار الجراد إلى الأمطار الغزيرة التي تسبّب بها إعصارا “تشابالا” و”ميج”، مطلع العام الحالي، في المناطق الجنوبية والشرقية. وأشارت “الفاو”، في تقرير منتصف مايو الماضي، إلى أن انتشار الجراد يهدّد سبل عيش أكثر من 100 ألف من المزارعين والنحالين والرعاة في خمس محافظات يمنية، مؤكّدةً أن انتشار الجراد في أنحاء اليمن قد ينذر بكارثة حقيقية في بلد يفتقد فيها نحو 14.4 مليون شخص للأمن الغذائي ويحتاجون إلى المساعدة.
جهود المكافحة
وزارة الزراعة والري في صنعاء عزت ضعف جهود المكافحة إلى شحّ الإمكانيات وتردّي الوضع الأمني في المحافظات التي تشهد مواجهات مسلّحة بين طرفي النزاع، وعلى الرغم من ذلك اقتصر دورها في مراقبة تكاثر الجراد ومكافحته في المناطق الآمنه، حدّ قولها. وفي السياق نفسه، أوضحت منظّمة “الفاو” أن الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن كان لها تأثير على خدمات المراقبة، وحالت دون السيطرة على الوضع وتسببّت بتفشي الجراد.