قال الكاتب والمحلل الاستراتيجي السعودي علي حسن التواتي: حشود التحالف العربي في محافظة مأرب طبيعية مع فشل مفاوضات السلام اليمنية بالكويت.
وأضاف لبرنامج "ما وراء الخبر" أن الحوثي تحت ظل مشاورات الكويت يتمدد في محافظات مأرب والجوف وصعدة وهي محافظات حيوية للسعودية وما زالت الصواريخ تطلق على الأراضي السعودية.
وعليه فقد بين التواتي أن الحشود في مأرب تأتي تحوطا لفشل ذريع في المشاورات، وفي ضوء تحريض عبد الملك الحوثي والانتصارات الطائفية في الفلوجة التي أرادت أن تعطي "زخما للحرب القذرة".
وكانت مليشيا الحوثي وصالح كثفت عملياتها العسكرية في عدد من المناطق بما فيها مواقع بمحافظتي لحج وتعز، وخرجت قيادات حوثية بتصريحات تتهم فيها التحالف العربي بحشد التعزيزات استعدادا لما قالت إنه عمل عسكري كبير.
ولا يجري الحديث عن حشود في اليمن دون ربطها باحتمالات فشل مشاورات الكويت للسلام. فهي لم تبرح مربعها الأول منذ انطلاقها قبل حوالي ثلاثة أشهر، وفق ما يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميح.
وعاد إلى الوراء ليسرد مسلسل الحروب التي أشعلها الحوثي وصالح، وقال إن الحوثي "يكذب بسهولة ما يتنفس" ومنذ عشر سنوات والمفاوضات معه لتسليم السلاح، وفي كل مرة تندلع الحرب وتوقع اتفاقية ثم تنقض.
أما التواتي فرأى أنه لا بد في اليمن من منتصر ومهزوم، وإلا فإن البلاد في طريقها إلى الصوملة. وعليه فإن اليمن، حسب رأيه، على مفترق طرق، فإما أن توجد قوة على الأرض تخضع الجميع لكلمة سواء أو قبول الاحتمالات السيئة مثل تمكين الحوثيين في الشمال والحراك الجنوبي بالجنوب وبدء مسلسل الانفصالات.
التواتي رأى أن مشاورات الكويت لم تفض إلى أي شيء، لأن "المندوب الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بنصف لسان، فهو تارة يقول للحكومة إن نزع السلاح مقدم على تشكيل الحكومة، ثم يقول للحوثيين إن إزاحة هادي مقدمة على نزع السلاح".
ومن صنعاء قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي إن ما سماه "طرف الرياض" يريد تطبيقا انتقائيا للقرار الأممي 2216 بخصوص الأزمة اليمنية، مثل الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، ولا يريد فتح موضوع الرئاسة.
وفي رأيه أنه لا قبول بوجود أي كيانات مسلحة في اليمن على أن تكون هناك الدولة اليمنية الضامنة للجميع.
ورد جميح بالقول في انتقائية القرار الأممي إن القرار لم يتعرض قط لمنصب الرئاسة ويعترف بشرعية عبد ربه منصور هادي.
أما مشاورات الكويت فهي، في رأيه، لم تعد إلى المربع الأول، لأنها أصلا لم تغادره، بل استمر الحديث عن "إجراءات بناء الثقة" حتى مله الناس.