أفشلت قوات الجيش الوطني بمحافظة لحج جنوب البلاد مخططا عسكريا كبيرا لميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح كانت تهدف من خلاله التقدم ناحية المحافظة وإسقاط مواقع عسكرية مطلة على قاعدة العند الجوية التي تتخذها قوات التحالف العربي مقرا لها منذ تحرير لحج في أغسطس (آب) من العام الماضي.
وكانت الميليشيات قد شنت هجوما مباغتا من 4 محاور كان يهدف لإحراز أي تقدم للميليشيات ناحية لحج٬ مشيًرا أن الميليشيات حاولت خلال الأيام الفائتة عبر عمليات عسكرية شنتها من جبهات كرش والمضاربة وراس العارة وباب المندب إلى إحداث إرباك في صفوف القوات الموالية للشرعية مما يمكنها السيطرة على مواقع جبلية استراتيجية مطلة على قاعدة العند الجوية وممر الملاحة الدولية باب المندب.
ولم تتمكن الميليشيات من خلال مخططها تحقيق أي عمليات توغل في المناطق الجنوبية٬ حيث نجحت القوات الموالية للشرعية من إفشال تلك المحاولات٬ وأجبرت من خلالها الميليشيات على التراجع بعد أن كبدتها خسائر فادحة في الأرواح٬ وسقوط العشرات من عناصر الميليشيات قتلى وجرحى وأسرى في جبهات مديريات كرش والمضاربة ومناطق راس العارة وباب المندب والشريط الساحلي بالصبيحة.
مدير عام مديرية كرش عماد أحمد غانم أكد في تصريحات له أن قوات الجيش الوطني يفرضون كامل سيطرتهم على كرش٬ مشيًرا أن أرض كرش عصية على طغاة وعصابات الإجرام المتغطرسة التي دأبت على شراء الذمم الضعيفة والأفواه المأجورة لتعلن عن انتصارات من وحي الخيال وهي لن تحقق إلا مزيًدا من الجرائم والعبث عبر أسلحتها الثقيلة التي تطلقها بشكل عشوائي فتتسبب بتدمير منازل وسقوط ضحايا من المواطنين من أبناء كرش المدنيين.
وأردف يقول لمن عاد في قلبه حنين أو وهم بعودة الميليشيات إلى كرش والجنوب فهو كالذي يهوي به الشيطان إلى مكان سحيق فلا يستطيع أن يفرق بين شيء في أمور حياته٬ مؤكًدا أنه بعد اليوم لا يمكن أن تطأ أرض كرش والجنوب أقدام تلك الميليشيات مهما تألفت وتآمرت وتقاربت قوى العبث والحقد والإجرام والتي لن تحقق على حد قوله إلا مزيًدا من الهلاك والتراجع والخسران بفعل ما كسبت يداها من ظلم وطغيان وقتل لكل شيء يتحرك أمامها.
ودعا غانم دول التحالف العربي إلى دعم الشرعية في مواقع الجبهة وتعزيزهم بالسلاح والذخيرة والغذاء وتعزيزهم بالطلعات والضربات الجوية للسلاح الثقيل للميليشيات الذي بات يستهدف وبشكل شبه يومي قرى كرش ويسقط بسببه شهداء وجرحى من المواطنين وتهدم به عشرات المنازل على حد تعبيره.
إلى ذلك قال الناطق الرسمي باسم القوات الشرعية بلحج رمزي الشعيبي بأن ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح تواصل لليوم الثالث على التوالي حشد تعزيزاتها العسكرية والدفع بها إلى موقع الجبهات ناحية كرش٬ حيث تستمر المواجهات معها بشكل مستمر٬ وسط فشل محاولاتها للتقدم ناحية المناطق الجنوبية الرابطة بين محافظتي لحج وتعز.
وأشار الشعيبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات بعد فشل أي عمليات تقدم لها ناحية كرش تلجأ إلى شن قصف عشوائي بالمدفعية والسلاح الثقيل على المناطق السكنية بمديرية كرش على حد قوله.
وأوضح ناطق قوات الشرعية أن الميليشيات لم تحقق أي تقدم لها يذكر في المناطق الجنوبية رغم محاولاتها المتكررة وحشودها العسكرية المتواصلة لإيجاد موطئ قدم لها ناحية لحج.
وقال الشعيبي بأن تحركات كبيرة للميليشيات رصدت في المناطق المقابلة لكرش في مديرية المسيمير من اتجاه ماوية التابعة لمحافظة تعز وتهدف الميليشيات من خلالها السيطرة على السلسلة الجبلية المحيطة بقاعدة العند العسكرية على حد قوله.