أثار خبر تهديد ميليشيات الحوثي للعلامة اليمني "محمد بن اسماعيل العمراني" الجمعة بإحراق مكتبته غضب المئات من اليمنيين.
واعتبر العشرات من النشطاء تهديد الحوثيين للعلامة العمراني تهديد لليمن بأكمله كون العمراني اكبر عالم يعتمد علية اليمنيين ويثقون في علمه ومعرفته.
وأبدى الشطاء استغرابهم من ممارسة الحوثيين التي لم يسلم منها حتى الشيخ العمراني الذي رفض أن ينجر إلى المعارك السياسية.
الحوثيون يؤذون العمراني...
وكتب الكاتب والمحلل السياسي اليمني "محمد جميح" بصفحتة على "فيس بوك" مقالا عن ممارسة الحوثيين قائلا حتى علامة اليمن الكبير، رمز السلام والتسامح، الرجل العابر للمذاهب، العالم الجليل الذي رفض أن ينجر إلى معارك سياسية، ورفض أن يكفركم، ورفض الفتوى بالجهاد ضدكم! حتى العمراني الذي يزحف بعمره نحو المئة! العمراني الذي نذر عمره للعلم والتدريس! العمراني! لم يسلم منكم! مئة سنة لم تشفع له.
وأضاف "جميح" شعره الأبيض، ووهن عظمه، ومرضه، ومكانته بين الناس كل ذلك ليس له أي اعتبار! ما استحيتم من قامته في التاريخ أيها الأقزام! أي شيء أنتم بالله عليكم! أعجزتم من سيأتي بعدكم! لم تدعوا لأحد مجالاً لينافسكم! أعجزتم كل من يريد أن يكتب عن هذه الحقبة المظلمة من تاريخ "اليمن السعيد" بكم حتى الثمالة!
وتابع العمراني "شوكاني العصر"، وكره السلاليين الطائفيين للعمراني يوازي كرههم للشوكاني، وجد محمد بن إسماعيل العمراني، العلامة الشهير محمد بن علي العمراني كان تلميذ الشوكاني ورفيق دربه، وقتل العمراني الجد على يد السلاليين، أسلاف الحوثيين في جامع في زبيد، وهو يدرس في حلقته، بتهمة أنه ناصبي لآل البيت، وقبره هناك إلى جوار قبر الفيروزابادي صاحب القاموس المحيط.
وذكر ان احد أحد أقارب العمراني قال له : تحفظ الحوثيون قبل عام على مكتبة مركز العمراني للدراسات الملحقة بجامع بلال ، بحجة أن فيها كتباً للوهابية والإرهابيين وداعش، وهي الآن في حكم المصادرة.
وأكد ان العمراني آثر رمز اليمن الكبير في حينها ألا يثير الموضوع، ظناً منه أن ذلك سيحدث فتنة رغم رؤية أتباعه، وكل مريديه بأن سكوته في هذا الوقت ليس مستساغاً.
وقال اليوم وبعد عام كامل من صبر الشيخ على أذية الحوثيين، يتواصل معي أحد أقاربه، ليشرح وهو يتفطر حزناً أن الحوثيين سيطروا على المكتبة، وأن التخلص منها مسألة وقت ليس أكثر.
يضيف: قبل رمضان بيوم أو يومين جاء صالح الصماد وحسن زيد إلى مسجد العمراني القريب من بيته، وكأنهما يحققان معه ضاغطين عليه لنقلها، تمهيداً للتخلص منها، بعد أن تم وضعها تحت سيطرتهم عاماً كاملاً.
الشيخ العمراني رفض، ولذا قرر الحوثيون إبقاء المكتبة تحت تصرف سامي شرف الدين، المسؤول الثقافي للجماعة، والذي حولها إلى مقيل للقات.
وقال المصدر: الحوثيون يريدون حرق كتب نفيسة في المكتبة، بحجة أنها كتب للوهابية والدواعش.
القاضي العمراني ..روح اليمن!
وعلق وزير الثقافة اليمني السابق "خالد الرويشان" ان العمراني ملاكٌ في إهاب بشر .. وبشرٌ في روح ملاك!
وأضاف في منشور بصفحته على "فيس بوك" ستكون محظوظا لوجلست مع القاضي الملاك العلامة محمد إسماعيل العمراني!
وخاطب الحوثيين بقوله دعوا الملاك في سماواته هو يحلّق .. يرفرف ..في آفاقه وأنتم تدبّون وتزحفون مثل جرّافة
تزورونه!متى كانت الشياطين تزور الملائكة؟
حرب ضد الفكر المخالف
وقال الصحفي "محمد الشبيري" الواضح أن الحوثيين مستمرون في خطتهم الاقصائية لأي فكر لا يتوافق معهم.
وأضاف "الشبيري" ماذا يعني محاولة مصادرة مكتبة العلامة العمراني.. اليست هذه حرب ضد الفكر المخالف؟
وأفاد بأن الحوثي يصنع لنفسه خصما فكريا، وسيجني ثمار ما زرعه.. ولو بعد حين.
وتضم المكتبة التابعة للشيخ العمراني كتباً قيمة في العلوم الدينية من جميع المذاهب وكتباً في التاريخ والأدب وكتباً نادرة عن اليمن أرضاً وحضارة.
وتداول نشطاء صورة حسن زيد وصالح للعمراني وهم في قائمون في غرفة العمراني وهو جالس ويشيرون إليه بغضب واستهجان.