عقد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الخميس، جولة جديدة من مشاورات السلام بين طرفي الأزمة اليمنية، وسط مؤشرات بقرب طرح مشروع اتفاق أممي مدعوم بقرار من مجلس الأمن، ما يشكل ضغطاً على المشاورات، في حين شهدت محافظات تعز تصعيداً مسلحاً مع استمرار الخروقات من جانب الميليشيات على أكثر من جبهة مع استهداف متواصل للأحياء السكنية.
وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي للمشاورات إن جلسة جديدة عُقدت عصر أمس بحضور المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، وأربعة أعضاء من كل فريق، بينهما رئيسا الوفدين، حيث ناقش الوفدان الآليات والمهام المرتبطة باللجنة العسكرية والأمنية.
وأكد محمد العمراني، نائب رئيس المركز الوطني للمعلومات برئاسة الجمهورية اليمنية، مسؤول الرصد والتحليل الإعلامي في فريق المشاورات الحكومي، إن الحكومة الشرعية تسعى للدولة بمفهومها الأبعد والشامل، بينما يريد الانقلابيون السلطة كحق حصري.
وأوضح العمراني أن مشاورات الكويت تسير دون سقف زمني أو إطار ناظم، ولم تتمكن حتى من الاتفاق على جدول الأعمال، ومنذ 59 يوماً، لم يتم الاتفاق حتى على جملة واحدة. لكنه علق على الحديث حول انفراجة في المشاورات قائلاً: «نحن نأمل حدوث أي انفراج، ولكن المعطيات الواقعية في المشاورات تشير لنفق طويل ينتهي بطريق مسدود».
وبشأن موقع سلاح الحوثيين في حال وصول لاتفاق نهائي، قال العمراني: «ما نريده وما يتوقعه الشعب اليمني، أن يكون مصير السلاح بيد الجيش الوطني، عبر لجنة عسكرية متخصصة وكفوءة ومهنية وذات رصيد نضالي معروف تعمل على الإشراف على تسلم الأسلحة واستعادتها إلى معسكرات الدولة، بحيث تظل الدولة هي صاحبة الحق الحصري في حيازة السلاح». وأوضح أن «أسلحة الدولة مكانها الطبيعي هو معسكرات الدولة، وليس في أيدي ميليشيات منفلتة لا يحكمها قانون أو نظام أو عرف».
واجتمع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أمس، مع ولد الشيخ أحمد والوفد المرافق له، وذلك في إطار المساعي لإنجاح مشاورات السلام اليمنية.
ميدانياً، ارتفعت وتيرة المواجهات، أمس، بين قوات المقاومة والجيش الوطني من جهة ومليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، في محافظة تعز. وشهدت جبهات الضباب، صباح أمس، مواجهات بين الطرفين، بعد أن شنت الميليشيات قصفاً على منطقتي الربيعي والمقهاية في المدخل الغربي للضباب وعلى مواقع المقاومة في ميلات، وفي تبة الكربة وتبة الحرمين، حيث تصدت لمحاولات الميليشيات التقدم في المنطقة، ومنعتها من التوغل في الضباب.
وكانت الميليشيات استهدفت، الأربعاء، مواقع وقرى الضباب بقصف مدفعي أدى إلى إحداث أضرار في بعض المنازل، وفقاً لمصادر المقاومة. كما تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش والمقاومة والمليشيات في شارع الأربعين في الجهة الشمالية الغربية لمدينة تعز.