عبر ناشطون وإعلاميون عن استغرابهم من تصريحات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بخصوص مزاعم إطلاق سراح معتقلين سياسيين لدى مليشيات تحالف الانقلاب، في الوقت الذي لم تطلق المليشيات سوى محكومين في قضايا جنائية، فيما لا يزال المعتقلون السياسيون والصحافيون ومئات المدنيين رهن الاعتقال والإخفاء القسري في ظروف احتجاز سيئة للغاية.
وعلق الصحفي وديع عطاء، في تصريح ، قائلا بأن "الحوثيين حاولوا تقديم رشوة لولد الشيخ عبر إطلاق مجموعات من الذين أخذوهم من الشوارع بغير تحقيقات ولا تهم، فيما أن بعض المفرج عنهم محكومون أصلا في قضايا جنائية كما حصل أمس في اب".
وتابع عطاء: "بالنسبة لنا فإطلاق المعتقلين هو أمر القرار الدولي وهي بالنهاية جريمة، لكن حتى اللحظة يرفض الحوثيون الإفصاح حتى عن معلومات عن المعتقلين السياسيين والصحفيين وناشطي حقوق الإنسان"، مؤكدا بأن "المفرج عنهم فقط مجموعات من الناس العاديين الذي اختطفتهم الميليشيات في مخالفة للقانون بل بعضهم اختطفوا لمكايدات شخصية لا علاقة لها بالحرب ولا بالسياسة".
ولفت إلى أن "كل مسئول ميليشيا يربط الناس ويعتقل حرياتهم دون أي محاكمات وبلا أي قانون واليوم يقدمونهم رشوة للمجتمع الدولي في محاولة لوضع الوفد الحكومي في الزاوية".
وطالب عطاء بـ"إطلاق كافة المعتقلين بمن فيهم المشمولين بالقرار الأممي وكل الصحافيين والناشطين فورا ودون أي شروط، أما بالنسبة للأسرى فسوف يتم التبادل بهم وفقا للأحكام الدولية والإنفاقات ذات الصلة".
وكان المبعوث الأممي رحب بإفراج الحوثيين عن 57 من المحتجزين في عمران, ودعا الأطراف إلى "الاستمرار في الإفراج عن المحتجزين وخاصة الفئات المستضعفة منهم والسجناء السياسيين وسجناء الرأي والأشخاص الذين من شأن الإفراج عنهم أن يحدث أثرا إيجابيا في المجتمع اليمني وعلى مسار السلام"، حد تعبيره.
كما طالب ولد الشيخ بتحسين ظروف احتجاز المعتقلين السياسيين والصحفيين في سجون المليشيات.
وقال الصحفي زيد السلامي " إن ولد الشيخ بعد أن عجز عن إحراز أي تقدم في ملف الإفراج عن المعتقلين والمختطفين بسبب تعنت المليشيات الانقلابية يطالب بتحسين أوضاعهم في المعتقلات"، وأضاف: "بدلا من أن يوجه أصابع الاتهام إلى المليشيات الإجرامية ويحملهم المسؤولية بعرقلة جهود الأمم المتحدة وارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين من قتل ودمار واختطاف وتعذيب يواصل تسويق الوهم ويجمل صورتهم القبيحة ولا ضير لديه بفتح مزيدا من السجون من قبل المليشيات بشرط يحسن فيها أوضاع المعتقلين"
واعتبر السلامي ما يحدث بأنه "مهزلة أممية تتجلى بأبشع صورها على يد ولد الشيخ".
إلى ذلك، علق الناشط الشبابي اليمني حمزة المقالح على تصريحات ولد الشيخ، قائلا: "ولد الشيخ بعد شهرين من التفاؤل طلع لنا بتحسين أوضاع المختطفين في سجون المليشيا"، متسائلا ما إذا كان المقصود بتحسين أوضاعهم تجديد إقامتهم في سجون المليشيات".
وأضاف المقالح بأن "مواقف المبعوث الأممي بشأن المختطفين في سجون المليشيات الانقلابية في اليمن تكشف حجم التدليل الذي تحظى به هذه المليشيات برعاية الأمم المتحدة بدلاً من أن الضغط باتجاه الإفراج عن المختطفين يذهب ولد الشيخ لشرعنة حالة الاختطاف بالدعوة إلى تحسين أوضاعهم في السجون".
وأقدم أدمن الصفحة الرسمية للمبعوث الأممي ولد الشيخ على "تويتر" على حظر الصحافي والباحث اليمني نبيل البكيري لدوره في فضح تناقضات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إزاء الأحداث في اليمن.
وكان ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام أعلن، في منشور على صفحته بالفيس بوك، عن إطلاق 57 معتقلا في محافظة عمران، في إطار ما وصفها ب"الخطوات المماثلة التي تمت منذ بدء شهر رمضان المبارك في بعض المحافظات".
وعلم ، من مصدر حقوقي بمحافظة إب ، بأن مليشيات الحوثيين أفرجت عن 41 شخصا محكوما عليهم بالإعدام، ضمن دفعة أفرجت عنهم الجماعة المسلحة من السجن المركزي بالمحافظة.
كما أفرجت ميليشيا الحوثي منتصف الأسبوع الحالي، عن أكثر من مائة شخص، معظمهم عليهم سوابق جنائية وآخرين محكوم عليهم بالإعدام، إضافة إلى أشخاص آخرين اختطفوا من نقاط تفتيش بين محافظة إب ومحافظات أخرى.
وزعمت مليشيات الحوثيين بأن المفرج هم "أسرى"، يتبعون المقاومة الشعبية والجيش الوطني وسياسيين، في إطار اتفاقات مشاورات الكويت، ما دفع المبعوث الأممي إلى الترحيب بالإفراج عن هذه المجموعة من قبل الحوثيين.
غير أن رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات عمران، كشف في تصريحات صحافية عن وجود 41 ضمن من أفرج عليهم، محكوم عليهم بالإعدام، مؤكداً أن 41 سجينا محكوما عليهم بالإعدام من المحكمة العليا، أفرجت عليهم جماعة الحوثي واعتبرتهم سجناء سياسيين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها