استعرضت صحيفة الجارديان البريطانية ملابسات تراجع الأمم المتحدة عن إدراج التحالف العربي في القائمة السوداء بشأن انتهاك حقوق الأطفال في اليمن، مشيرة إلى أن الدول العربية هددت بفضح قصف أمريكا وروسيا لمستشفيات الأطفال في كل من أفغانستان وسوريا.
وتحت عنوان "خلاف السعودية مع بان كى مون حول اليمن يشهد تدهورا جديدا فى العلاقة مع الأمم المتحدة" كتب إين بلاك يقول : "لم ترق الأمم المتحدة قط للسعودية بيد أن خلاف الرياض الأخير مع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون بشأن ضحايا الحرب في اليمن من الأطفال هذا الأسبوع يدلل على تدني جديد في مستوى العلاقات بين الطرفين".
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم أنه من غير العادى سماع "مون" وهو يعترف علانية يوم الخميس الماضى بأنه تعرض للضغط من أجل تغيير النهج فى أعقاب غضب الرياض.
وذكرت أن الخلاف بدأ عندما نشرت الأمم المتحدة تقريرا حول الانتهاكات العالمية لحقوق الأطفال وتمت الإشارة فى محتواه إلى التحركات التى يقوم بها التحالف الذى تقوده السعودية فى اليمن والذى يساند عودة الرئيس الشرعى ويقاتل المتمردين الحوثيين هناك.
وترى أن الحرب فى اليمن تثير الجدل حولها وتعكس أيضا التوترات الإقليمية لاسيما مع إيران، مشيرة إلى أن للسعودية أصدقاء أقوياء وأعداء كثر أيضا فضلا عن أنها تمر بفترة تؤكد فيها حزمها فى عهد الملك سلمان والسياسات الرئيسية التى يطبقها نجله الطموح الأمير محمد ولى ولى العهد.
ونوهت الجارديان إلى أن تقرير الأمم المتحدة الذى تم نشره فى الأسبوع الماضى هاجم كلا من قوات التحالف والمتمردين.
وأضافت أن حالة من الغضب سادت عندما أعلنت الأمم المتحدة أنها حذفت قوات التحالف من قائمتها السوداء السنوية المتعلقة بحقوق الأطفال انتظارا لمراجعة المنظمة الدولية والتحالف لهذه الحالات والإصابات، لافتة إلى أن مصداقية الأمم المتحدة قد تقوضت، ثم تحدث "مون" عن ضغط "غير مقبول، لكنه لم يقل على وجه الخصوص أن السعوديين هددوا بقطع التمويل، وصرح للصحفيين قائلا: "الأطفال معرضون للخطر بالفعل فى فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن ومن المنتظر أن تمر الكثير من الأماكن الأخرى بهذه الظروف البائسة".
ونوهت الصحيفة إلى أن حلفاء السعودية بما فى ذلك الأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر والكويت وقطر وجميعهم أعضاء فى التحالف احتجوا أيضا.
وذكرت أن السفير السعودى لدى الأمم المتحدة نفى التلويح بأية تهديدات والتى تردد أن من بينهما الانسحاب من المنظمة الدولية جملة واحدة، مشيرة إلى ما صرحت به مصادر سعودية بأنها تشك فى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتسريب تفاصيل ضارة عن الاتصالات الدبلوماسية السرية المتبادلة.
وتابعت الصحيفة تقول إن الجيش السعودى يؤكد أن تقارير منظمات حقوق الإنسان عن حالات الوفيات فى أوساط المدنيين فى اليمن جراء الضربات الجوية تستند إلى تحقيق غير كاف، وأعلن عن المثل بشأن المزاعم التى تدور حول استخدام قنابل عنقودية أمدته بها المملكة المتحدة بيد أنه لم يجرى بعد تحقيقه الخاص فى هذا الصدد.
وأكدت على أنه بصفة عامة فإن السعوديين غاضبون فقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعى فى المملكة بشكاوى من أن المنظمات الحقوقية الغربية لا تطبق المعايير القويمة نفسها على حكوماتها وقواتها المسلحة أو على تلك الخاصة بروسيا أو إسرائيل ولم تشر قط إلى ما يحدث فى سوريا حيث يُقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله محلل سعودى: "إننا نعلم أن الولايات المتحدة هى من هاجم المستشفى فى كندوز (بأفغانستان) فضلا عن مقتل آلاف من الأفراد على يد السلاح الجوى الروسى فى سوريا حيث يتم نشر حرس الثورة الإيرانى أيضا. وهو ما يمثل ازدواجية فى المعايير وليس دولة قوية تدفع المال من أجل إخراس صوت منتقديها".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها