توالت المواقف المنددة بالتجاوزات المرتكبة من طرف مليشيا الحشد الشعبي في العراق، وتحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن "قرائن قوية" لارتكاب تلك المليشيا المجازر؛ بينما اعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق أن بشاعة تلك الجرائم تعيد إلى الأذهان جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت على مدار التاريخ.
وقال المتحدث باسم منظمة هيومن رايتس ووتش، أحمد بن شمسي، إن هناك "قرائن قوية" تؤكد ارتكاب مليشيا الحشد الشعبي جرائم ضد السكان المدنيين، وأكد أن هناك معلومات "خطيرة جدا" ستعمل المنظمة على توثيقها خلال الفترة المقبلة، من بينها اعترافات من الحشد بقتل عشرات من المدنيين بشكل مباشر.
من جهتها، قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن بشاعة ما ارتكبته المليشيات التي تؤيدها حكومة حيدر العبادي في الصقلاوية، يعيد إلى الأذهان جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت على مدار التاريخ.
واعتبرت الهيئة أن مجزرة الصقلاوية "دليل صارخ على أن المليشيات المجرمة تنفذ مخططا طائفيا، يسعى لتحقيق تخندق طائفي وانقسام مجتمعي خدمة لمشروع إيران التوسعي".
وأكدت أن "مشروع إيران ومليشياتها في العراق سيكون على حساب دول في المنطقة لم تدرك ما يحاك ضدها، وما زالت تتأثر بالتوجهات الأميركية المؤيدة لإيران".
بدوره قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي إن الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحشد الشعبي بحق أهالي الصقلاوية تقع أمام أنظار رئيس الحكومة ورئيس البرلمان سليم الجبوري، اللذين لم يتخذا أي قرار يوقف انتهاكات المليشيات التي توعدت بالانتقام من أهالي الفلوجة بمجزرة كبيرة حال دخولها.
وكان ائتلاف في البرلمان العراقي ومسؤول في محافظة الأنبار قد اتهما الحشد الشعبي بارتكاب سلوكيات طائفية خطيرة ضد مدنيين في بلدة الصقلاوية (شمال غرب الفلوجة)، تضمنت إعدام 17 مدنيا -بينهم أطفال دون العاشرة- مطالبين بإبعاد من وصفهم بالمندسين الطائفيين من صفوف القوات العراقية.
وقال العيساوي إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب مئة آخرون بكسور جراء تعذيبهم على يد عناصر من الحشد الشعبي خلال معركة الفلوجة التي بدأت في 23 من الشهر الماضي.
من جانبه، اتهم ائتلاف العربية السني في بيان أصدره أمس الاثنين "عناصر مليشياوية اندست في صفوف الحشد الشعبي"، بممارسة "جرائم قتل وتعذيب واستهداف للمدنيين بسلوكيات طائفية مقيتة وخطيرة على وحدة البلد".
ولفت الائتلاف إلى وقوع عمليات تصفية وإعدام لمدنيين آخرين في مناطق الصقلاوية والأزركية قرب الفلوجة، فضلا عن اختطاف 73 مدنيا في الصقلاوية بعد أن هربوا من تنظيم الدولة وسلموا أنفسهم لقوات الأمن، لكنهم اختفوا في سجون الشرطة.
وحمّل الائتلاف الحكومة مسؤولية حماية المدنيين، وطالبها بالتحقيق في الانتهاكات.
وتكررت الاتهامات على مدى الأسبوعين الماضيين للحشد الشعبي -الذي تتلقى معظم فصائله دعما من إيران- بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة، تضمنت عمليات إعدام لمدنيين واعتقال مئات آخرين، فضلا عن نهب المنازل وحرق وهدم مساجد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها