أعلن مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، تأكيده مجدداً استمرار دعم الشرعية الدستورية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورفضه أي تدخل عسكري في ليبيا.
وشدد مجلس الجامعة، وفق قرار أصدره في ختام أعمال دورته غير العادية التي عقدت، السبت، بالقاهرة، برئاسة مملكة البحرين على أن "أية مشاورات أو مفاوضات (بخصوص الأزمة اليمنية) لا بد وأن تنطلق من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة خاصة القرار رقم 2216 لسنة 2015".
والمبادرة الخليجية اتفاق رعته دول الخليج عام 2011، تم بموجبه تسلم الرئيس هادي للحكم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، عقب ثورة شعبية أطاحت بالأخير.
وبخصوص الأزمة اليمنية أيضاً أكد المجلس أهمية "المرجعيات المتفق عليها، وما تم الالتزام به في أجندة "بيل" السويسرية، وعلى النقاط الخمس المقدمة من المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والإطار العام واللجان المشتركة"، مشدداً على أن "الأولوية هي لانسحاب المليشيات (الحوثية) من مختلف المناطق والمدن وتسليم الأسلحة وإخلاء مؤسسات الدولة".
وتنص النقاط الخمس بالترتيب على انسحاب جماعة "أنصار الله" (الحوثي) و"قوات صالح" من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014؛ وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
وشدد على "ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والأسرى والمحتجزين والمختطفين والسجناء السياسيين ومعتقلي الرأي؛ وفي مقدمتهم الصحفيين والناشطين، دون قيد أو شرط".
وكانت مصادر يمنية مطلعة قد ذكرت في وقت سابق، اليوم، أن لجنة المعتقلين المنبثقة عن مشاورات السلام الجارية في الكويت، التزمت، أمام الأمم المتحدة، بتسليم "الكشوفات النهائية" للسجناء (من الطرفين) في الجلسة القادمة مساء غدٍ، تمهيداً للإفراج عنهم قبيل شهر رمضان.
وشددت الجامعة العربية على "ضرورة وأهمية التزام المليشيات الانقلابية بالضمانات التي قدمها المبعوث الأممي، بناء على اللقاء الذي تم في الدوحة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون".
وفي 21 مايو/أيار الجاري نجحت مساع قادها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إقناع الرئيس هادي بعودة وفد الشرعية إلى محادثات الكويت التي انطلقت في 21 من أبريل/نيسان الماضي، بعد تعليق مشاركته 5 أيام.
وجاءت موافقة الرئيس اليمني على استئناف وفد الشرعية للمحادثات بناء على ضمان من الأمم المتحدة بأن تكون تلك المحادثات وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وفي الشأن الليبي أكد مجلس الجامعة العربية رفضه أي تدخل عسكري في ليبيا؛ لـ"عواقبه الوخيمة على البلاد والمنطقة جمعاء"، مشدداً على أن "أي عمل عسكري موجه لمحاربة الإرهاب لا يتم إلا بناءً على طلب من حكومة الوفاق الوطني، وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة".
جاء ذلك في قرار آخر صدر عن المجلس، عقب ختام أعمال دورته غير العادية، اليوم، دعا فيه جميع الدول إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، بما في ذلك توريد الأسلحة للجماعات المسلحة، والامتناع عن استخدام الوسائل الإعلامية للتحريض على العنف ومحاولة تقويض العملية السياسية.
وأكد "ضرورة مواجهة الإرهاب بشكل حاسم، ودعم الجيش الليبي في مكافحته لكافة التنظيمات الإرهابية بما فيها (داعش) و(القاعدة) وأنصار الشريعة وغيرها من التنظيمات المصنفة من قبل الأمم المتحدة إرهابية".
ودعا القرار الدول الأعضاء إلى "تقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي لحكومة الوفاق بوصفها الحكومة الشرعية الوحيدة لليبيا، والامتناع عن التواصل مع أي أجسام تنفيذية أخرى موازية لها"، وإلى "مساعدة ليبيا بشكل عاجل لتفعيل وتأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية، ومدها بالخبرات والأدوات اللازمة في المجالات التي يحددها المجلس الرئاسي".
تجدر الإشارة إلى أن شخصيات سياسية من طرفي الصراع في ليبيا، توصلت في ديسمبر/كانون الأول 2015، وعبر حوار انعقد برعاية أممية في مدينة الصخيرات المغربية، إلى توحيد السلطة التنفيذية في حكومة واحدة هي "حكومة الوفاق الوطني"، والتشريعية في مجلس نيابي واحد، هو "مجلس النواب" في طبرق.
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، توجهت "حكومة الوفاق" إلى طرابلس، وبدأت في ممارسة مهامها دون الحصول على موافقة مجلس "طبرق"
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها