الحوثي وصالح على خطى الصهاينة لجان تدور بدوائر مفرغة على غرار القضية الفلسطنية، وميدان مشتعل بالخروقات العسكرية، تطغى على مفاوضات قاربت الشهر ولم تحرز خطوة واحدة بل على العكس، شهد التحرك العسكري للحوثي وصالح نقلات نوعية بداخل صنعاء وضد حدود الرياض، لدرجة تطرح تساؤل حول جدوى المفاوضات الجارية، ومن يضمن حقوق الشعب اليمني وسط مطالبات بضرورة تغيير النخب اليمنية السياسية بنخب جديدة تحقق حلول ناجزة، وصار المرجح الاتجاه للحسم العسكري بعد تأكد فشل المفاوضات والتنصل من الالتزامات الأولية.
أوضاع عسكرية خطيرة
أبلغ الجيش الوطني اليمني قيادته العليا بخطورة الأوضاع العسكرية على الأرض، وما يحدث من تعزيزات كبيرة في كثير من الجبهات الرئيسية، وما تقوم به ميلشيا الحوثيين، وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، هذه الأيام من تحريك وحدات عسكرية وآليات باتجاه المدن الجنوبية المحررة.
وحدد الجيش الوطني، في تقاريره العسكرية للقيادة، أبرز المواقع الجنوبية التي تسعى ميلشيا الحوثيين لاختراقها ومنها:كرش،ومكيرات،الصبيحة،بيحان،وهذه المناطق تقوم الميلشيا بضربها بشكل مستمر، وتسعى من خلال تقدم وحداتها العسكرية للعودة إلى بعض المواقع التي كانت فيها قبل عملية التحرير.
ورصد الجيش عمليات تسليح كبرى لميلشيا الحوثيين على بعض الجبهات، وذلك بعد أن أفرغت الميلشيات مستودعات القوات المسلحة في المدن التي تسيطر عليها، كما أنها تعتمد في عملية التسليح على ما يجلب من عمليات التهريب عبر وسطاء، الذي أكد الجيش أن كثيرا من العمليات أحبطتت في عدد من المنافذ الرئيسية.
وقال اللواء ركن الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية ل"الشرق الأوسط" إن ميلشيات الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع، استفادت كثيرا من الهدنة ووقف الضربات الجوية على الأهداف الرئسيسية للميلشيا في تعزيز مواقعها والدفع بكثير من الآليات الثقيلة إلى جميع الجبهات المباشرة مع الجيش الوطني.
ميدانيا تواصلت خروق الهدنة في مختلف الجبهات، واتهمت القوات المشتركة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مليشيا الحوثيين وقوات صالح بأنها جددت قصفها العنيف على عدد من الأحياء السكنية بمدينة تعز، مستخدمة صواريخ الكاتيوشا والقذائف المدفعية، كما استهدفت مواقع الجيش والمقاومة.
في 9 مايو أعلنت قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن، عن اعتراض لصاروخ باليستي مصدره الأراضي اليمنية مستهدفا المملكة، التوقيت اعتبر تصعيداً خطيراً من قبل المليشيات الحوثية وقوات المخلوع في وقت يسعى التحالف للتعاون مع المجتمع الدولي لإدامة حالة التهدئة وإنجاح مشاورات الكويت."
التوجه صوب صنعاء
في مؤشر على الاتجاه للحسم العسكري القادم بسبب تحالف الحوثي صالح وإفشالهم المتعمد للمفاوضات أعلن المتحدث باسم قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري، أنه إذا فشلت مفاوضات السلام الجارية حالياً في الكويت فستدخل الحكومة اليمنية صنعاء إثر عمل عسكري حاسم.
وقال عسيري، خلال لقائه مساء الثلاثاء ببرنامج العاشرة مساء على قناة دريم المصرية: "نعطي المسار السياسي وقتًا لتحقيق نجاح مع استمرار المسار العسكري. ولكن إذا أعلنت الأمم المتحدة فشل المفاوضات، فستحسم المسألة عسكرياً وتدخل الحكومة الشرعية صنعاء".
وأكد عسيري أن قوات التحالف بقيادة المملكة لم تطلب من مصر إرسال قوات برية إلى اليمن، لأن الأمر تطوعي، موضحاً أنه ليس في خطة التحالف إدخال قوات برية، لأنهم يعتمدون على الجيش اليمني، باعتباره العمود الفقري لأيّ عملية يقوم بها التحالف. وأضاف: "الطيارون المصريون نفّذوا طلعات جوية، إضافة إلى المشاركة الفعالة للقوات البحرية المصرية".
فشل المشاورات وتراجع عن الاتفاق
بسبب تصلب الحوثي وصالح أخفقت المشاورات التي دارت في الكويت، أمس الأربعاء، بين وفد الحكومة اليمنية، ووفد الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي صالح، في تحقيق أي تقدم في الملفين السياسي والأمني، وقللت مصادر قريبة من المشاورات من احتمال بدء تبادل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين قريباً، بعدما تراجع الحوثيون عن الاتفاق، واستبعدوا تنفيذاً سريعاً لهذه الأفكار.
وكانت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية نسبت، الثلاثاء، إلى اللجنة المختصة بالسجناء والأسرى والمعتقلين، "اتفاقاً من حيث المبدأ على بحث مقترح لإطلاق 50% من المحتجزين لدى كل طرف قبل شهر رمضان المقبل، وعلى إطلاق جميع المحتجزين مستقبلاً، كبادرة حسن نية، وإجراء لبناء الثقة".
اللجان والدوائر المفرغة
منذ انطلاق المفاوضات في 12 أبريل، لم تحقق مشاورات الكويت أي اختراق جوهري لجدار الأزمة اليمنية، وكان الإنجاز اليتيم هو الاتفاق على تشكيل اللجان الثلاث، الأمنية، والسياسية، والإنسانية، التي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216.
هناك مخاوف من تحول اليمن إلى فلسطين جديدة تدور في دوائر مفرغة للجان ميتة ومؤتمرات متزامنة تميت القضية وتطيل أمد الأزمة، بينما يحقق الخصوم تقدم ميداني على حساب الشعب اليمني وحقوقه الأولية وسط تواطؤ من الأمم المتحدة.
وتنص النقاط الخمس بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
فيما يرى مراقبون يمنيون أن الحوثيين يكسبون الوقت من جهة ويستخفون بجهود دول الخليج وخاصة الكويت التي تبذل دورا خاصا في هذه المفاوضات التي يرواغ فيها الحوثيون وأطلقوا خلالها صاروخا بالستيا اتجاه السعودية غير مكترثين بتهديد التحالف باقتحام صنعاء في حال فشل مفاوضات الكويت.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها