قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إن الاجتماعات الأولى للجان الثلاث المنبثقة عن مشاورات السلام اليمنية جرت، اليوم الإثنين، في "أجواء إيجابية"، لكنه ذكَّر بـ"جسامة التحديات وعمق الهوة" بين طرفي الصراع.
وفي بيان صحفي، قال ولد الشيخ إن "اللجنة السياسية" و"لجنة الترتيبات الأمنية المؤقتة" (اللجنة الأمنية) و"لجنة الأسرى والمعتقلين" (اللجنة الإنسانية) في المشاورات اليمنية، التأمت بصورة متزامنة، عصر اليوم، "في أجواء طغت عليها الإيجابية".
واستدرك المبعوث الأممي قائلا "لا شك أننا في مفترق طرق حقيقي: إما السلام أو العودة للمربع الأول".
وأضاف "ما سمعته من الوفدين اليوم يبعث على التفاؤل، لكننا لا ننسى جسامة التحديات وعمق الهوة بين الطرفين".
وأشاد المبعوث الأممي بـ"روح المسوولية الوطنية التي تحلى بها المشاركون في المشاورات، وحثهم على تكثيف الجهود من أجل الخروج باتفاق سياسي شامل".
وكشف ولد الشيخ، أنه عقد صباح اليوم ومساء أمس، اجتماعات ثنائية مع رؤساء الوفود لبحث التطورات الميدانية وحلحلة القضايا العالقة، بالاضافة إلى اجتماعه بعدد من السفراء والمسؤولين بصورة ثنائية.
وشكر الحكومة السعودية على "دعمها الكبير" لعمل لجنة التهدئة (المركزية) والتواصل مع لجان التهدئة المحلية الهادفة لتثبيت اتفاق "وقف الأعمال القتالية"، التي بدأ سريانه منذ 11 أبريل/نيسان الماضي، متمنياً على الدول الأخرى تقديم الدعم لهذه العملية.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه بدعم لجان التهدئة في اليمن ماليا؛ بما يسهل من أدائها المهام المكلفة بها.
المبعوث الأممي أعرب، أيضا، عن شكره لدولة الكويت على "دعمها اللامحدود للمشاورات الجارية على كافة المستويات"، لافتا إلى أن اللجان الثلاث ستستأنف عملها صباح غدا الثلاثاء.
وبخلاف الأجواء الإيجابية التي قال ولد الشيخ إنها سيطرت على اجتماعات طرفي المشاورات اليمنية، اليوم، أبلغ مصدر من الوفد الحكومي إلى المفاوضات "الأناضول"، في وقت سابق، بأن اجتماعات لجان المشاورات اليمنية الثلاث انهت اجتماعاتها الأولى، مساء اليوم، "دون تحقيق أي تقدم ايجابي".
المصدر ذاته أوضح أن اللجنتين الأمنية والسياسية لم تحزرا "أي تقدم يذكر" في الاجتماعات، اليوم؛ حيث تمسك الحوثيون بعدم الخوض في مناقشة الإجراءات الأمنية وقضايا تسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة، دون تشكيل حكومة جديدة يكونون شركاء رئيسيين فيها.
لكن اللجنة الإنسانية حققت "تقدما طفيفا"، حسب المصدر ذاته؛ حيث تم تبادل قوائم المعتقلين والأسرى والمخفيين قسريا، دون أن يتطرق الجانبين إلى أي نوايا بشأن الإفراج عنهم أو كشف مصيرهم.
وكانت جهود قادتها دولة الكويت والمبعوث الأممي إلى اليمن نجحت في إعادة طرفي الأزمة اليمنية إلى طاولة مشاورات السلام، اليوم، بعد توقفها يومي أمس الأحد وأمس الأول السبت.
وكانت المشاورات اليمنية، وصلت، خلال اليومين الماضيين، إلى "مرحلة حرجة" بعد انسداد الرؤى بين الأطراف اليمنية أدى إلى فشل اجتماعات اللجان الثلاث التي تم الاتفاق على إنشاءها الخميس الماضي.
وكان من المقرر أن تبدأ جلسات مشتركة للجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، لكنها تعذرت يومي السبت والأحد الماضيين؛ بسبب تخلف ممثلي وفد الحوثيين وحزب صالح، عن الاجتماعات، بسبب رفع مطالب محددة.
ويتمسك الحوثيون وحزب صالح بالبدء في مناقشة المسار السياسي الذي يفضي إلى تشكيل حكومة توافق يكونون شركاء أساسيين فيها، ومن ثم الانطلاق في مناقشة الترتيبات الأمنية التي تناقش انسحاب المليشيات من المدن وتسليم السلاح، لكن وفد الحكومة يتمسك بمناقشة البدء الأخير أولا.
ومنذ انطلاقتها في 21 أبريل/نيسان الماضي، بعد تأخر 3 أيام عن موعدها الأصلي، لم تحقق مشاورات الكويت، أي اختراق جوهري لجدار الأزمة اليمنية، وكان الانجاز اليتيم هو الاتفاق على تشكيل اللجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216.
وتنص النقاط الخمس بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.