يسعى موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى تحقيق اختراق، أمس، بين المفاوضين اليمنيين في الكويت، غداة تعليق الوفد الحكومي مشاركته في المباحثات في ظل غياب أي تقدم، فيما تم إلغاء جلسة المشاورات التي كانت مقررة على مستوى اللجان بين وفد الحكومة اليمنية ووفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، بسبب عدم حضور وفد الميليشيا.
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الموفد الدولي شربل راجي، إن ولد الشيخ أحمد أجرى مشاورات «ثنائية» مع المفاوضين أمس. يأتي ذلك غداة تعليق وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، مشاركته في المباحثات المباشرة مع وفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، في ظل عدم إحراز تقدم منذ بدء المشاورات في 21 أبريل.
وقال مصدر في الوفد الحكومي، أول من أمس، إن وفد الميليشيا «تراجع (عن مواقفه) إلى نقطة البداية»، وإن ذلك «عقّد الوضع». وكان مصدر في الوفد الحكومي أفاد أمس، بأن المتمردين «لم يلتزموا بتعهداتهم»، المتعلقة بمناقشة المسائل الأساسية في إطار ثلاث لجان عمل مشتركة تم تشكيلها برعاية الامم المتحدة.
وكلفت اللجان درس سبل حل المسائل ذات الطابع السياسي والأمني والإفراج عن المعتقلين بموجب القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وينص على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها منذ عام 2014، وتسليم الاسلحة الثقيلة التي استولوا عليها. وأضاف أن المتمردين يشترطون «الاتفاق أولاً على انشاء هيئة تنفيذية انتقالية».
وأفاد مصدر قريب من الوفد الحكومي اليمني، بأن ولد الشيخ أبلغ الوفد الحكومي بأنه تقرر أن تستأنف اللجان الفرعية الثلاث المنبثقة عن وفدي المفاوضات اجتماعاتها مساء أمس، وذلك لمناقشة المهام المنوطة بها وفق الإطار العام للمحادثات الذي وافق عليه الطرفان في وقت سابق.
وأوضح المصدر أن هذا التطور يأتي بعد مشاورات أجراها المبعوث الأممي صباح أمس مع وفد الميليشيا لإقناعه باستئناف عمل اللجان الأمنية والعسكرية والسياسية ولجنة المعتقلين والأسرى، وذلك بعد أن توقف عملها أمس نتيجة رفض الانقلابيين الخوض في عمل اللجان دون إعطاء أولوية للجنة السياسية للبحث في تشكيل سلطة انتقالية. وأبدى الوفد الحكومي موافقته على استئناف عمل اللجان الثلاث وفقاً لجدول الأعمال الذي تم إقراره.
وفي ما يتعلق بعقد جلسات عامة مباشرة للوفدين، لاتزال متوقفة حتى يتم التقريب بين وجهات نظر الطرفين، والتي تتسم بالاختلاف والتباعد، حيث يرفض الوفد الحكومي الخوض في حديث بخصوص تشكيل حكومة وفاق وطني قبل إنهاء مظاهر الانقلاب وانسحاب الميليشيات من المدن والمحافظات وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة.
وقالت مصادر سياسية يمنية قريبة من المفاوضات إن الخلافات بين الطرفين لاتزال كبيرة، ما يعيق أي تقدم في المحادثات خلال اجتماعات اللجان المصغرة.
وكانت المباحثات قد أنهت أعمالها، أول من أمس، بجلسة عمل مشتركة مباشرة بين الفرقاء اليمنيين، إلا أنها انتهت في ظل تباين كبير في وجهات النظر حول عدد من الملفات المدرجة على جدول الأعمال.
وفي الجلسة التي كان يفترض أن تبحث وضع آلية عمل اللجان، أعلن وفد الحوثي وصالح رفضه لجدول الأعمال أو البدء في بحث آلية عمل اللجان قبل تحقيق مطالبه بالسلطة الانتقالية، وعلى رأسها الحصول على منصب رئاسة الجمهورية. وقد طلب وفد الحوثي وصالح بربط وقف قصف الميليشيات لتعز والبيضاء ومأرب، بوقف ضربات التحالف لتنظيم «القاعدة» في حضرموت وشبوة. كما لم يشهد التقرير الميداني الذي كلفت لجنة التنسيق بإعداده وتسليمه للأمم المتحدة خلال 72 ساعة أي تقدم، نتيجة عدم تمكن فريق المتابعة الميدانية من إنجاز مهامه.
وكان ولد الشيخ أكد الليلة قبل الماضية استمرار مشاورات، وأنه سيتم عقد سلسلة جديدة من الجلسات. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن المبعوث الأممي في بيان صحافي أصدره الليلة قبل الماضية، أن الجلسات المشتركة ضرورية لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع في معالجتها، مؤكداً التصميم على التقدم رغم كل التحديات والصعوبات.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها