تلقفت وسائل الإعلام المحلية والدولية رفع الحزب الاشتراكي اليمني لتمثيله أمام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة بالرياض بإهتمام بالغ، يعكس الأهمية الكبيرى التي يشكلها الحزب في إعادة الروح لحالة الكساد السياسي المحيط بدائرة السلطة الشرعية، وسط أنباء تؤكد إعداد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح لاقتحام مقر الحزب بصنعاء على هذه الخطوة، وفقاً لمعلومات مؤكدة حصل عليها “أبابيل نت”.
وقال مراقبون لمستجدات وحراك الساحة اليمنية على صعيديها السياسي والميداني أن هذا الأهتمام بخطوة الحزب الاشتراكي الذي وصل إلى الرياض يوم أمس الأول، ينفي ما أشيع عن أن حضور قيادة الحزب العليا قد جأت من كون الحزب قد حضر ملتحقا بالقوى المؤيدة للشرعية، بقدر ما عكست أهمية ومكانة الحزب في المعادلة السياسية، وتعزيزاً لمواقفه المعلنة والثابتة في رفض الانقلاب والتمسك بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
مدللين على ذلك بأن الحزب الاشتراكي اليمني الحزب الوحيد الذي كان اكثر تمسكا بشرعية هادي حتى في لحظة كانت باقي الأحزاب قد سعت لتشكيل مجلس رئاسي من دونه خلال الحوارت التي جرت عقب الانقلاب بفندق موفنبيك.
مشيرين في الوقت ذاته إلى أن للحزب ممثليه في الرياض برئاسة نائب الامين العام والذين شاركوا بقرار من امانة الحزب ومكتبها السياسي في مؤتمر الرياض والاعداد له من قبل، كما أن له ممثليه في اللجنة الاستشارية للأحزاب والمتواجدة بالرياض.
ووفقاً لمحللين سياسيين فإن هذا الحدث الهام يظهر بوضوح كم كان الرئيس هادي موفقا في اختيار التوقيت لوصول قيادة الحزب الاشتراكي والذي تزامن مع يوم الاول من مايو عيد العمال وهو موعد رمزي له دلالاته البالغة.
ويرى مراقبون أن الرئيس هادي انطلق نحو هذه الخطوة وهو يدرك تماما اهمية الدور الذي يجب ان يلعبه الحزب في المرحلة الحالية والقادمة خاصة وأن الرئيس وكما هي عادته في كل مراحل إدارته للمرحلة التي تولى بها رئاسة البلاد يمارس مهامه وهو على دراية تامة بخصوصية الواقع اليمني وتكويناته السياسية والاجتماعية وكثير ما تمكن من النجاح في اختيار الأدوات والشركاء لكل خطوة في اي مرحلة من مراحل التحول في البلاد بما فيها حالة الصراع والحرب.
مشيرين إلى أن الرئيس هادي تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة في حلحلة اقطاب التحكم واطراف السيطرة على مؤسسات الدولة وجماعات النفوذ وتفكيك المركز المقدس دون رجعة ايا كانت الملاحظات على مستوى هذا التباعد والضعف بداخل مكونات المركز سابقا او بقاء ايا منها ظاهرا الى جواره .
مؤكدين في الوقت ذاته إن الرئيس قد استشعر اللحظة التاريخية للتحول نحو نمط آخر من العمل من اجل استعادة الدولة وتكوين مؤسساتها على اسسس وطنية جامعة.
ويدرك الرئيس هادي جيداً، وعن عمق معرفة، ما يمثله الحزب الاشتراكي كحامل رئيسي للمشروع الوطني وبإجماع مختلف اطراف العمل الوطني خاصة وان الحزب هو الجهة السياسية الوحيدة التي لم تقع في داء الصراع الطائفي والمناطقي والعرفي وهذا ما يجعله محل اجماع مختلف الأطراف.
ويمتلك الحزب الاشتراكي العديد من الامكانات والمقومات التي تجعله اداة جامعة سياسيا واجتماعيا، وتمكنه كفاعل أساسي شمالا وجنوبا في الداخل والخارج من إدارة العمل السياسي بصورة قوية بالتشارك مع القوى الرئيسية وانجاز التسويات التوافقية اللازمة لدعم إدارة الشرعية واجهزتها في مهمة استعادة الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ويبدو ان للرئيس اعتبارته في حالة الانفتاح التي تبديها العديد من الجهات الدولية والمحلية تجاه الحزب الاشتراكي والتعامل معه ما يعني تجنب الوقوع تحت طائلة الضغوطات التي تخضع لها ادارته جراء المأخذ الدولية على قوى اخرى.
وبيّن حرص الرئيس على استدعاء قيادة الحزب العليا أن تقديراته العالية لدور الحزب ومكانته تدفعه لفتح مستوى اعلى من الشراكة والانفتاح تجاه الحزب وتجاوزه لاي مواقف شخصية أو مآخذ كانت قد تشكلت لديه تجاه بعض مواقف الحزب التي لم تتطابق معه أو تجاه بعض الشخصيات القيادية في الحزب وتعكس ايضا حالة من الاحترام والتقدير للمواقف الصحيحة وحالة الثبات وهذا امر مهم ايضا حيث يعتقد انه من خلاله يشدد على ان أدوات العمل ووسائله للمرحلة القادمة ينبغي لها ان تتجاوز في الايام القادمة.
وبقدر ما كان الرئيس موفقا في تقديراته بدا الحزب الاشتراكي اليمني متميزا جدا في التقاط إشارة الرئيس واستعداده لإزالة كل الالتباسات تجاه موقف الحزب وأدوات عمله.
وأوفد الاشتراكي نخبة عالية المستوى من قيادات الحزب الوسطية والعليا اضافة الى قيادات ميدانية كبيرة مشاركة في جبهات القتال في مواجهة الانقلابيين بمحافظات أساسية كعدن وتعز ومأرب والجوف وحضرموت وصنعاء، ما يعني انه سيكون قادرًا على إيضاح دوره السياسي والميداني بصورة واضحة.
ووسط حالة الاهتمام العالي والمتابعة لما سيتمخض عنه لقاء الرئيس مع الحزب الاشتراكي، يوم غد الأربعاء، فان الابصار ستبقى شاخصة حتى خروج موكب الامين العام واعضاء وفده، من مقر الرئيس، ولعل هذا الانتظار سيبقى متزامنا مع حالة انتظار أخرى متوازية تتمثل فيما يمكن ان يتعرض له مقر اللجنة المركزية للحزب في صنعاء من عملية اقتحام من قبل المتمردين الحوثيين وحليفهم صالح.
وتشير معلومات مؤكدة حصل عليها “أبابيل نت” عن عملية إعداد لاقتحام مقر الحزب بصنعاء بمجاميع من عصابات الحوثي وصالح يتقدمها عناصر قيادية اشتراكية كبيرة سبق تجميد عضويتها لالتحاقها بجماعات الحوثي وخروجهم عن موقف الحزب الداعم والمتمسك بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها