كشف السفير التركي لدى اليمن “فضلي تشورمان” في مقال له بعنوان “رسالة وداع إلى اليمن “، بمناسبة إنتهاء فترة عملة، عن المؤامرة التي حيكت ضد اليمن.
حيث عبر السفير عن اعتزازه بالفترة التي قضاها في اليمن خلال سنوات عمله قائلاً: “أود أن أشارك اليوم، باعتباره آخر يوم لي كسفير تركيا في اليمن، بعض عبارات الوداع مع أصدقائي اليمنيين وغيرهم، من الذين كان من دواعي سروري التعرف عليهم والعمل معهم في آخر أربع سنوات ونصف: سوف أظل معتزاً بالـ 3 سنوات ونصف التي قضيتهم في صنعاء ليس فقط بسبب التجربة المهنية المذهلة الأفضل على الإطلاق، بل لكونها تجربة شخصية فريدة من نوعها في العلاقات الإنسانية، لقد استمتعت ببناء روابط صادقة وحقيقية مع أشقاء وشقيقات يمنيين من جميع المناطق والخلفيات، والذين لم يتوقفوا يوماً عن إدهاشي بمثابرتهم وصدقهم وعمقهم وحكمتهم”.
كما عبر السفير عن استيائه مما كان يحاك لليمن من مؤامرة لم يكن أحد يتوقع وصولها إلى هذه المرحلة، “فعندما وطأت قدماي صنعاء في 14 نوفمبر 2011، كان اليمن في بداية فترة انتقالية باركها المجتمع الدولي كمثال يحتذى به، وقد كان الأمر كذلك بالفعل، وكنا جميعاً متحمسين لكون اليمن لديها فرصة حقيقية لتتحول “سلميا” إلى دولة أكثر ديمقراطية وأكثرانتظاماً تحت سلطة الحكومة، ولكن اتضح بعد ذلك أن الجميع لم يكن متحمساً بشكل إيجابي، كنا نعرف أنه سيكون هناك تحركات مضادة لتعطيل المرحلة الإنتقالية، لكننا لم نكن نعتقد أبداً أن المؤامرة ستصل إلى هذا المستوى الذي شهدناه وعشناه في أوائل 2014 كمؤامرة مدبرة ومحبوكة جيداً”.
وأضاف تشورمان “إن مدبري ولاعبي هذه المؤامرة بكل مراحلها، والتي جعلت اليمن في العامين الأخيرين في مهب الحرب الأهلية، والعمليات العسكرية الخارجية، والدمار ، والمجاعة، والموت معروفة جيداً بالنسبة لي وكذلك لمعظم اليمنيين، لكن علينا أن نكتم هذا، حتى يحين الوقت المناسب ليدرك جميع اليمنيين ذلك، وعلينا التحلي بالصبر حتى يصبح كل شيء واضحاً كالشمس، للعالم وللرأي العام اليمني. إني أؤكد هنا على أن التخطيط لهذه المؤامرة تم بمهارة قبل أن يلاحظ العالم ذلك خلال الأحداث الدراماتيكية في سبتمبر 2014 أو فبراير 2015، والعمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف من دول الخليج ليست سوى نتيجة لذلك، ورد فعل على ما كان مخطط له في وقت سابق من داخل اليمن ومن قِبَل أشخاص يعرفهم اليمنيون جيداً”.
وتباع قائلاً: “إن نصيحتي المتواضعة الوحيدة، بعد إذن الإخوة والأخوات في اليمن، هي عدم إغفال العلاقة الأساسية بين “السبب والنتيجة” في سلسلة الأحداث المعقدة التي وضعت حياتهم نهباً للخطر والمعاناة، مالم فسوف تضللهم المظاهر “النتائج” ولن يتمكنوا أبداً من التعرف على الأسباب الجذرية لمشاكلهم”.
كما تحدث تشورمان عن عمق وقوة العلاقات بين تركيا واليمن وأنها “سوف تتوسع لتشمل جوانب أكثر في السنوات المقبلة، وسينجو اليمن ويتغلب على الصعوبات الحالية وستكون تركيا أول الشركاء الرئيسيين عندما يصبح اليمن مستعداً للتنمية والأمن والرخاء، وفي هذه الأثناء فإن تركيا، حكومة وشعباً، تدعم الأمة اليمنية كلها من دون تمييز، بكل النواحي والوسائل المتاحة
كما عبر تشورمان عن عدم ارتياحه لطريقة مغادرته لليمن من خارجها وليس من صنعاء، فكما أن “لدي مشاعر مختلطة، فأنا مرتاح لأني سأعود إلى أنقرة مسقط رأسي بعد سنوات المغامرة، ولكن سأكون بالتأكيد أكثر سعادة إذا كنت في اليمن وأودعها من هناك، إن طبيعة هذه المهمة غير المكتملة والتي كانت منوطة بي في العامين الأخرين تشعرني بعدم الارتياح لطريقة هذه المغادرة، ولكن في لحظةٍ ما علينا أن نترك الأمور للحياة لتدبرها بطريقتها الخاصة”.
وأضاف ” وها أنا أغتنم الفرصة متمنياً التوفيق لخلفي السفير “ليفنت إلار”، راجياً من جميع نظرائي أن يتكرموا بمعاملته بنفس المودة والتعاون الذي قدموه لي. إن الأمر الذي أنا على ثقة منه، هو أنني سأظل معتزاً دائماً بهذا الكم الهائل من الذكريات التي حملتها معي من اليمن، وأنا أقدم تحياتي لكل اليمنيين الذين عرفتهم. شكراً لكم جميعاً”.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها