قبل عام تقريباً تم استهداف زعيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي بطائرة دون طيار في المكلا عاصمة حضرموت، حدث ذلك بعد شهرين من إطلاق عاصفة الحزم التي كان أحد أهدافها ردع القاعدة و»داعش» في اليمن.
وفي التاسع من أبريل الشهر الماضي نشرت وكالة رويترز للأنباء تقريراً مطولاً قالت فيه: إن القاعدة في اليمن تحكم «دويلة» هناك هي المكلا، وأنها تحتكم على مخزونات مالية تقدر ب100 مليون دولار، وأن القاعدة -وحسب التقرير الذي استند لشهادات دبلوماسيين ومسؤولي أمن محليين وشيوخ قبائل- هي في أقوى حالاتها.
قبل أربعة أيام وجّه التحالف العربي والجيش اليمني ضربة ساحقة وموجعة لأحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في اليمن عندما هاجم «المكلا» وطهّرها من العناصر الإرهابية ملحقاً هزيمة استراتيجية مدوية بالتنظيم الذي كان يسيطر على المكلا عاصمة حضرموت حيث أهم الموانئ وآبار النفط التي كان تُدر على تنظيم القاعدة الملايين من الدولارات.
الحرب على القاعدة في اليمن حرب طويلة، لكن أكثر الضربات أهمية وحيوية تمت خلال عام، بالرغم من أن القاعدة استفادت من تركيز ضربات التحالف على معاقل الانقلابيين والحوثيين بتوسيع نفوذه، إلا أن قوات التحالف كانت تدرك أن القاعدة والانقلابيين والحوثيين هم أوجه لعملة واحدة، لذا جاء تطهير المكلا في الوقت المناسب على المستوى السياسي والعسكري.
شكّل اليمن ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم القاعدة بسبب وجود عوامل تبقي على نشاطه أبرزها: الفوضى السياسية، ووجود غطاء ساهم في إيجاده نظام علي عبدالله صالح الذي استفاد من التنظيم لجلب أموال وأسلحة تحت ذريعة محاربة القاعدة، وهو ما تبيّن عدم صحته لاحقاً، بحسب تقرير للجنة خبراء في الأمم المتحدة الذي أشار إلى تواطؤ النظام السابق وارتباطه بصلات وثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن.
إن لعملية المكلا انعكاسات إيجابية على الأمن الدولي، إذ جاءت في لحظة كان المراقبون مرتابون لسيطرة القاعدة هناك وعودة نشاطها في اليمن الذي شكّل نقطة انطلاق لعدد من عملياتها الإرهابية الأكثر عنفاً؛ ومنها عملية «الطرود البريدية» التي شحنت من شيكاغو إلى اليمن وأبطلت في دبي، والمحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف في 2009.. لقد احتلت حرب القاعدة في اليمن الأولوية دوماً بالنسبة لدول الخليج والولايات المتحدة والدول الغربية، إذ جاءت مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن في أولويات بيان اجتماع كامب ديفيد العام الماضي.
إن القضاء على القاعدة هو استمرار لعملية إعادة الأمن إلى المحافظات اليمنية، إلا أن ذلك يجب أن يشجّع على ملاحقة ما تبقى من أتباع التنظيم الذين ينشطون في عدد من المواقع في اليمن، كما أن هزيمة القاعدة في المكلا هي استكمال لهزيمة تنظيم تربطه وإيران علاقة مصالح ومنافع مشتركة، وبالتالي فإن سقوطه هو سقوط لمشروع طهران التخريبي في المنطقة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها