واصلت طائرات النظام السوري قصف الأحياء السكنية في حلب وريف حمص، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، في حين اتفقت روسيا وأميركا على هدنة مؤقتة في مناطق من اللاذقية ودمشق.
وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل طفل وامرأتين بغارات للنظام السوري على أحياء وسط مدينة حلب، وقال إن الغارات تسببت في تدمير مستوصف حي المرجة (شرقي حلب)، وهي المرة الثانية التي تستهدف فيها طائرات النظام منشأة طبية في المدينة خلال 48 ساعة.
وقتل الأربعاء ثلاثون مدنيا -بينهم طبيبان- عندما أصابت غارة جوية مستشفى القدس الميداني الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود ومبنى سكنيا مجاورا في حي السكري الذي تسيطر عليه المعارضة.
كما أفاد ناشطون بسقوط سبعة قتلى وعشرات الجرحى بغارات لطيران النظام على حي الفردوس بحلب.
وأشار ناشطون إلى مقتل امرأة بغارات على حي المشهد، كما سقط جرحى بغارات مماثلة على مسجدين ومركز صحي في أحياء السكري والمرجة والقاطرجي والصاخور.
ودفعت هذه التطورات المجلس الشرعي بحلب إلى إعلان تعليق فريضة صلاة الجمعة في أحياء المدينة بسبب القصف المتواصل، وعدّ في بيان له أن "حفظ النفس ضرورة من ضرورات الدين ولا يجب التلاعب بها".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الغارات على حلب أسفرت عن مقتل 123 مدنيا -بينهم 18 طفلا- في الأيام السبعة الماضية التي شهدت تصاعد العنف في المدينة الواقعة شمال سوريا.
حمص
وفي حمص، قال مراسل الجزيرة إن مدنيا على الأقل قتل وجرح آخرون إثر غارات لطائرات النظام استهدفت الأحياء السكنية وسط مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وتسببت الغارات في تدمير عدد من المنازل.
وأضاف المراسل أن مواقع المعارضة المسلحة في منطقة أم شرشوح في ريف حمص تعرضت لغارات شنتها المقاتلات السورية، كما تعرضت مواقع أخرى لحركة أحرار الشام في بلدة كيسين (غربي الحولة) لعدد من الغارات التي خلفت أضرارا مادية جسيمة.
وفي ريف حمص الشرقي، قال ناشطون إن طيران النظام نفذ عدة غارات بالصواريخ الفراغية على مدينة السخنة ومحيطها، مما أوقع جرحى من المدنيين.
كما دارت اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات النظام في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل (شرقي حمص)، وسط قصف مدفعي متبادل استهدف المنطقة، في حين قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام وجرح آخرون جراء كمين نصبه تنظيم الدولة على طريق تدمر-السخنة.
وكانت المحاكم الشرعية في الرستن (التابعة لفصائل المعارضة) حثت الأهالي على أداء صلاة الجمعة في المنازل تخوفا من استهداف الطيران الحربي تجمعات المدنيين.
وفي حماة، تمكن مقاتلي المعارضة من تدمير دشمة في حاجز الحماميات بالريف الشمالي بعد استهدافها بشكل مباشر بقذائف الهاون، وردت قوات النظام باستهداف بلدة كفرنبودة بقذائف المدفعية الثقيلة.
وفي إدلب، ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدات بداما والكندة والناجية بريف جسر الشغور بالريف الغربي، وبالريف الجنوبي شن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة الهبيط أوقعت أضرارا مادية فقط.
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة في الغوطة الشرقية بين الثوار وقوات النظام، تمكنت خلالها قوات النظام من التقدم والسيطرة على عدة نقاط في جبهات حتيتة التركمان ومطاحن الغزلانية على طريق مطار دمشق الدولي.
نظام صمت
في هذه الأثناء، أفادت وكالة "تاس" الروسية بأن موسكو وواشنطن اتفقتا على التهدئة في مناطق بريفي اللاذقية ودمشق اعتباراً من فجر السبت.
ووفقاً لما نقلته الوكالة عن مصدر دبلوماسي لم تسمه اليوم الجمعة، فإن الطرفين اتفقا على ما أسماه "نظام الصمت" أي بمعنى هدنة تقضي بوقف إطلاق النار في ريفي اللاذقية والعاصمة دمشق، منتصف يوم الثلاثين من أبريل/نيسان الجاري.
وأشار المصدر إلى أن روسيا والولايات المتحدة ستكونان الضامن لهذا الاتفاق، لافتاً إلى أن هذه التهدئة ستكون مفتوحة دون تحديد فترة زمنية لها.
لكن وكالة سبوتنيك نقلت عن مصدر من اللجنة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار التابعة للأمم المتحدة أن الإعلان سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف هذه الليلة على أن يبقى لمدة 72 ساعة في اللاذقية، و24 ساعة في دمشق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها