المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد، يعقد جلسة مشاورات مصغرة مع رؤساء الوفود اليمنية المتفاوضة، تمهيدا لاستئناف المحادثات الجماعية المباشرة المعلقة منذ يوم أمس الأول، على خلفية التباينات العميقة حول أولويات النقاش في جدول أعمال الجولة الجديدة من محادثات السلام التي تستضيفها دولة الكويت منذ الخميس الماضي.
الانفراج الحذر في مسار المحادثات، جاء عقب سلسلة لقاءات منفصلة للمبعوث الدولي وسفراء دول الخليج، والاتحاد الأوروبي، و الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، من اجل استئناف جلسات الحوار المباشرة ، بدءا بجلسة مرتقبة عند الساعة السابعة مساء اليوم الخميس.
وعلمت مونت كارلو الدولية، أن جلسة مباشرة بحضور المبعوث الأممي ستعقد في وقت لاحق مساء اليوم، بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم، في محاولة لتقريب وجهات النظر حول جدول أعمال توافقي للمحادثات، عقب جلسة مشتركة برؤساء الوفود وصفها الوسيط الدولي ب"المثمرة".
وكان الوسيط الدولي قال في منشور مقتضب على صفحته الشخصية فيس بوك، أعلن استئناف المشاورات المباشرة،" مع المشاركين بأجواء إيجابية وبناءة تعكس التزام الطرفين بالسعي للتوصل إلى حل سياسي شامل".
وعقد المبعوث الأممي وسفراء الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن خلال الساعات الأخيرة لقاءات مكثفة مع أطراف النزاع، سعيا نحو توقيع اتفاق حول الإطار العام للمحادثات، الذي سيمهد لوضع خارطة طريق أممية من اجل إعادة اليمن الى "عملية الانتقال السياسي، وفقا لآلية متفق عليها بالخطوات والمعالم وتسلسلها الزمني".
وعاد الوسيط الدولي إسماعيل ولد الشيخ احمد أمس الأربعاء إلى نقطة الصفر، في مشاوراته مع الأطراف المتصارعة، بعقد اجتماعات منفصلة ، في مؤشر على استمرار الخلافات العميقة، التي تهدد بانهيار محادثات السلام الجارية، رغم التفاؤل الحذر الذي ساد نهاية أمس الأول الثلاثاء، عقب دفعة قوية من أمير دولة الكويت، والوسطاء الإقليميين والدوليين.
وكانت الأطراف المتصارعة، وافقت من حيث المبدأ على قضايا النقاش المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 2216، لكن تحفظات الحوثيين وحلفاءهم في حزب الرئيس السابق، على أولويات هذه القضايا، حالت دون التوقيع حتى الآن على جدول أعمال المحادثات.
ويتمسك الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر، بأسبقية تشكيل حكومة وحدة وطنية، لسد الفراغ الأمني وتولي إدارة المرحلة الانتقالية حتى انتخابات رئاسية جديدة، بينما يرفض الجانب الحكومي أي تعديل في تراتبية القضايا الخمس الواردة في القرار الأممي.
ويتضمن الإطار العام للمحادثات الذي حصلت فرانس24 ومونت كارلو الدولية على بعض بنوده الرئيسة، التوصل الى آلية واضحة لوقف مستدام لإطلاق النار، والانسحاب المتفق عليه من المدن، والاتفاقات على إجراءات أمنية مؤقتة، والتعامل مع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واستعادة سيطرة الحكومة على مؤسسات الدولة، واستئناف عملها بصورة طبيعية وكاملة.
كما يتضمن هذا الإطار استئناف الحوار السياسي، والاجراءات المطلوبة لتحسين الوضع الاقتصادي والانساني، والية حل الخلافات الطارئة، وتشكيل مجموعات عمل لبلورة صيغة اتفاق الحل السياسي، فضلا عن تاريخ ومكان المحادثات المقبلة.
وكان مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، قال مساء أمس الأربعاء، ان الجلسات الاخيرة عكست تباعدا كبيرا في تصورات الاطراف للمرحلة المقبلة، لكنه أكد استمرار الأجواء الإيجابية على مسار المحدثات.
وأشار الوسيط الدولي، الى خطة اممية بشأن المرحلة المقبله، لكنه قال ان هذه الخطة "تنتظر من المشاركين اقتراحات بناءة بما يضمن الوصول الى حل كامل للنزاع".
وفي مؤشر على توجه دولي لحسم الخلاف العميق حول تراتبية القضايا المشمولة بجدول اعمال المحادثات، طلب مجلس الامن الدولي الاثنين في بيان رئاسي، من أمين عام الامم المتحدة، إعداد خطة اممية في غضون 30 يوما، للمساعدة في استيعاب خارطة طريق لتنفيذ النقاط الخمس الواردة في القرار الاممي 2216، متضمنة آلية مزمنة "لانسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة، و تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، والاجراءات الأمنية الانتقالية، وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين،و إعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع".
وتأمل الامم المتحدة ان تقود هذه المحادثات الى التوصل الى اتفاق مهم، ينهي الصراع الدامي، ويعيد البلد العربي الفقير الى مسار الانتقال السلمي، بعد سنوات من الازمة، التي قادت الى تدخل عسكري إقليمي منذ مارس/آذار العام الماضي.
وعاد الهدوء النسبي مجددا الى جبهات القتال اثر التصعيد العسكري الذي اعقب استئناف الضربات الجوية لطيران التحالف، بشن غارة على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديرية موزع جنوبي غرب مدينة تعز، هي الاولى منذ السبت الماضي، حسب مصادر فرانس24 ومونت كارلو الدولية.
ولم تسجل خلال الساعات الاخيرة اي غارة جوية جديدة، غير ان الحوثيين قالوا ان الطيران الحربي واصل تحليقه في سماء محافظات تعز، الحديدة، مأرب والجوف.
كما تحدث اعلام الحوثيين عن استمرار تحرك البوارج البحرية لقوات التحالف على طول السواحل الغربية بين باب المندب والمخا، تزامنا مع حشود عسكرية لحلفاء الحكومة جنوبي منطقة ذباب، جنوبي مدينة تعز.
وكالة الانباء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قالت ان مقاتلي الجماعة تصدوا لمحاولة تقدم لحلفاء الحكومة في منطقة عصيفرة بمدينة تعز، كما تحدثت عن قصف صاروخي ومدفعي على مواقع الجماعة في مديريات صرواح بمحافظة مأرب، وعسيلان شمالي غرب محافظة شبوة ، ونهم عند المدخل الشرقي للعاصمة اليمنية صنعاء .
وفي المقابل قال حلفاء الحكومة انهم سجلوا 183 خرقا للهدنة خلال يوم واحد، بينها 28 خرقا في مدينة تعز، فيما توزعت الخروقات الاخرى على محافظات الجوف ومأرب وصنعاء وشبوة.
ومنذ مطلع الاسبوع، خيم هدوء غير مسبوق على جبهات القتال كافة، بعد نحو اسبوعين من دخول اتفاق لوقف اطلاق النار حيز التنفيذ، تحت إشراف الامم المتحدة في العاشر من شهر ابريل /نيسان الجاري.
وابدى المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، ارتياحه للتحسن الملحوظ في تثبيت الأعمال القتالية و"الهدوء النسبي" الحالي للوضع الأمني في اليمن".
واشار ولد الشيخ احمد، في اكثر من مناسبة الى ان "التقارير الواردة تفيد بتحسن ملحوظ على الصعيد الامني بفضل جهود لجنة التهدئة والتواصل واللجان المحلية وأعضاء الوفود" ، لكنه دان "استمرار الخروقات لا سيما في تعز والجوف".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها