قالت مصادر يمنية مرافقة للوفد الحكومي المشارك في مشاورات السلام بالكويت، أن الجلسة التي كان من المقرر أن تعقد مساء أمس الأربعاء، تعثرت بعد انقلاب وفد المتمردين على اتفاق مسبق أقر نقاش جدول الأعمال، للمشاورات اليوم.
وذكرت المصادر المقربة من الوفد الحكومي في تصريحات صحافية، أن وفدي المتمردين، أبلغا المبعوث الأممي إلى اليمن، خلال لقاء امس، تمسكهم بالحوار السياسي قبل الدخول في القضايا الأخرى المطروحة للنقاش، وأهمها انسحاب المليشيات وتسليم الأسلحة الثقيلة.
وكان ولد الشيخ، أعلن أمس أنه عرض إطاراً عاماً "يجمع محاور عدة تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة، لا يزال تحت النقاش"، فيما تحفظ الانقلابيون على تأكيد الوصول إلى توافق حول جدول الأعمال.
يقول المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري إن انقلاب جماعة الحوثي على جدول الأعمال أو أي اتفاقيات قادمة، امر متوقع من قبل الكثير من المتابعين، كونها جماعة أدمنت نقض العهود والمواثيق ولا عهد لها، مشيرا إلى أن مشاورات الكويت ورغم مرور عدة أيام على إنطلاقها، إلا أنها لا تزال تراوح مكانها، بسبب مراوغة المليشيات ومحاولة استغلالها للوقت بهدف التوسع على الأرض.
وأضاف البكيري في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن مليشيات الحوثي تفاوض بالكويت من جهة، وتواصل اختراق الهدنة، ومحاولة التوسع عسكريا في تعز ونهم من جهة ثانية، مشيرا إلى أن كل ما في الأمر هو اللعب على ورقة الزمان ومحاولة التوسع عسكريا.
وتوقع المحلل السياسي أن محادثات الكويت لن تخرج بأي نتيجة، كون مليشيات الحوثي-صالح، تعتبرها لعبة لإنجاز معركة معينة، وربما بعض الأطراف تجبر هذه المليشيات على توقيع اتفاق ما، لكنه سيكون خارج إطار الاتفاق المرسوم بالنقاط الخمس.
وعن موافف المجتمع الدولي إزار تلاعب الحوثيين، قال البكيري أن المجتمع الدولي عبارة عن مظلة لإدارة مصالح الدول الكبرى، مشيرا إلى أن مايحدث في الكويت ليس فقط مفاوضات يمنية، وإنما إعادة ترتيب وضع المنطقة وفقا لمصالح الدول الكبرى.
من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي اليمني، ثابت الأحمدي، أن مشاورات الكويت حلقة في السلسلة الطويلة من سلسلة المفاوضات والحوارات، التي تتم بين الحكومة والانقلابيين، بصرف النظر عما دار في تفاصيلها.
وأضاف الأحمدي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن الاتفاق على جدول الأعمال او عدم الاتفاق ليس مهما، وإنما الأهم في مفاوضات الكويت ككل، هو التنفيذ العملي علی ارض الواقع للقرار الأممي وهو ما لن يحدث في تقديري.
وتابع الأحمدي بالقول إن "مليشيات الحوثي تعتبر انسحابها من المدن ومؤسسات الدولة، وتسليم السلاح للشرعية، التي لا تؤمن بها أصلا، انتهاء لوجودها على الأرض، وهي جماعة قامت علی العنف والتمرد المسلح".
وعن ممارسة المجمتع الدولي ضغوطا على المليشيات، أوضح أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، قد يكون مهما بالنسبة للشرعية كواحد من أوراق الضغط السياسي، أما الجماعة الانقلابية فهي لا تعبأ بقرارات مجلس الأمن لا السابقة ولا اللاحقة وان كانت مقلقة لها، مذكرا بأن هناك دولا كبيرة داعمة لمواقف الانقلابيين، ولولا هذه الدول ما حدث الانقلاب من أساسه.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها