تعترض طريق السلام في اليمن العديد من التحديات والعوائق التي تحول دون التوصل إلى حل سلمي ينهي الصراع المسلح القائم منذ أكثر من عام.
واندلعت معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين مدعومين بقوات موالية للرئيس اليمني المعزول علي عبدالله صالح في أكثر من محافظة في البلاد تسببت بمقتل لأكثر من 7 الاف يمني واصابة أكثر من 35 الف اخرين.
وانحسرت موجة القتال في البلاد بشكل محدود خلال الأيام الماضية وذلك بعد اعلان الامم المتحدة سريان وقف اطلاق النار في العاشر من ابريل الجاري تمهيدا للمشاورات المنعقدة بالكويت منذ 21 ابريل برعاية الامم المتحدة.
وما تزال المشاورات السياسية تروح مكانها حيث لم تحقق تقدما، فيما لا تزال المعارك مستمرة في عدد من المحافظات.
ويوم امس، أعلن المبعوث الاممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في مؤتمر صحفي بالكويت " ان هناك تحسنا بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة في وقف اطلاق النار، لكننا ندين استمرار الخروقات في تعز والجوف وجميع المناطق التي ما زالت تشهد اشتباكات.
مشيرا إلى أن الجميع يدرك أن تثبيت السلام يستغرق وقتا ويتطلب حسن نية جميع الأطراف وهذا ما نعول عليه ".
واتفقت الاطراف اليمنية يوم امس على جدول اعمال المشاورات الا ان خلافات عميقة ما تزال قائمة بين طرفي المشاورات.
وقال مصدر دبلوماسي يمني "إن وفد الحكومة اليمنية ووفد جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام اتفقا على جدول أعمال للمشاورات " الجارية بالكويت والتي تعثرت خلال الايام الماضية.
وأوضح " أن جدول الاعمال المتفق عليه يتضمن مناقشة آلية تنفيذ النقاط الخمس في قرار مجلس الأمن الدولي 2216"، والتي تنص على انسحاب الحوثيين من المدن التي يسيطرون عليها، وتسليم الاسلحة للسلطات اليمنية.
كما تنص على اعادة كافة المؤسسات الحكومية للدولة، واستئناف الحوار السياسي، والافراج عن المعتقلين وجميع الاشخاص رهن الاقامة الجبرية في البلاد.
وفي السياق ذاته، قال مصدر سياسي يمني مقرب من المشاورات بالكويت اليوم (الأربعاء) إن خلافات ما تزال قائمة بشأن البدء في تنفيذ جدول الاعمال المتضمن النقاط الخمس.
وأوضح أن الخلافات تتمثل في اصرار ممثلي جماعة الحوثي وحزب صالح على البدء بتشكيل حكومة شركة وطنية تتسلم بدورها السلاح من جميع الاطراف، فيما يصر الوفد الحكومي على البدء بتسليم السلاح والافراج عن المختطفين ثم الدخول في الجانب السياسي ومن ذلك تشكيل الحكومة.
ومع استمرار الخلافات في المشاورات واستمرار اعمال العنف يرى مراقبون بان طريق السلام في اليمن ما يزال بعيدا وبحاجة للكثير من المحفزات والمعالجات.
وقال رئيس مركز "ابعاد" للدارسات الاستراتيجية في اليمن عبدالسلام محمد، إن اهم معوقات السلام في اليمن وهو إقناع جماعة مسلحة للاندماج في العمل السياسي وهذا أمر صعب يتطلب عدة أمور أهمها هزيمة عسكرية ومنع الدعم المالي وايقاف الامداد العسكري لهم والضغط الدولي وإرغامهم للانخراط في المشاورات السياسية.
وأضاف " يمثل الصرع الاقليمي والتدخل الايراني في اليمن بدعم جماعة الحوثي، ورغبة الحوثيين في بقاء السلاح في ايديهم والسيطرة العسكرية على الدولة أو جزء منها عائقا امام تحقيق السلام في البلاد ".
وبحسب رئيس مركز الدراسات اليمني "منظمة مدنية" ، فان من اهم معوقات السلام عدم وجود آلية واضحة لتطبيق القرار الدولي 2216 حسب النقاط الخمس التي تبدأ بتسليم السلاح والمدن وتنتهي بعملية سياسية إذ أن هناك إصرارا على تكرار خطأ دمج الحوثيين في العملية السياسية مع الاحتفاظ بالسلاح كما حصل في مؤتمر الحوار الوطني وانتهى بحرب.
من جانبه، قال الكاتب اليمني والمحلل السياسي عبدالرحمن بجاش إن اشكاليات داخلية وخارجية تمثل عائقا في طريق احلال السلام في اليمن.
وأوضح بجاش " أن الفجور في الخصومة بين الاطراف اليمنية وتحويل الازمه في البلاد إلى تصفية حسابات شخصيه بين النخب, وكذا توقف الحياة السياسية وعدم افراز قوة ثالثة تمثل عامل توازن اوصل اليمن الى ما هي عليه.
واضاف" كما ان كثرة اللاعبين الدوليين والتنافس الإقليمي على قيادة المنطقة في ظل غياب الرؤية قوض من استقرار هذا البلد".
واشار بجاش الى ان اي سلام قادم لليمن سيكون معجزة، وان اتى سيكون بالضرورة فرصة للاستعداد لجولة صراع جديدة.
بدوره، قال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن العوائق امام طريق السلام في اليمن اصبحت متعددة .
واضاف التميمي لوكالة انباء ((شينخوا)) تتمثل ابرز تحديات السلام في اليمن في اصرار الانقلابيين، الحوثيون وصالح، على الحصول على ثمن سياسي للانقلاب، وهو ثمن لا يستوعبه مبدأ الشراكة الوطنية, وليس من صالح اليمن واستقراره ان ينفرد تنظيم طائفي مسلح بالوصاية السياسية على البلاد.
وعلى الارض تتواصل المعارك اليوم بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح في عدد من المحافظات.
كما تخوض القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي عملية عسكرية واسعة منذ أيام في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية لتحريرها من الجماعات الارهابية التي تمددت خلال الاشهر الماضية في عدد من المدن مستغلة الحرب القائمة في البلاد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها