في كل جولة حوارتتضح الصورة اكثر وأكثر وتبرز الفروقات بين الفريقين . أما الفريق الأول وهو فريق السلطة الشرعية المعترف بها اقليميا ودوليا والفريق الآخر الانقلابيون بشقيهم ماتبقى من أنصار صالح والحوثيون والذين لم يعترف بهم لا إنسٌ ولا جان سوى ايران ولعل أبرز مايميز الفريق الأول ( الشرعية) والذي اتضح جليا في الكويت هو أنه مكون حضاري راقي يعكس الهدف الذي من أجله جاؤا إليه ألا وهو : الدولة المدنية الحديثة عبر وسائل سلمية راقية اضافة إلى أنه فريق يعكس ثقافة شعب وتطلعات أمة ويعبر عن وطن له عمق تاريخي أصيل وحضارة متجدده وأخلاق يستمدها من منهج وسطي ينبذ الغلو ويمقت التطرف .
أما الفريق الثاني ( الإنقلابي) ومن خلال سلوكياته والتي أظهرها في الكويت فهو فريق لم يأتِ لحوار أو حل مشكلة وإنما ليستعرض قدراته في المماطلة والتعنت وأنه قادر على افشال كل نجاح بل أنه يحاور من أجل أن يظل يحاور ويحاور من أجل أن يظل يستعد ويتزود لمعارك حربية قادمة إن لم تكن دائمة لتحقيق غاياته إن لم يستطع الوصول لتلك الغايات فوق الطاولات الحوارية ..
في الكويت الشقيق قام الاخوة الكويتيون المشرفون على الحوار بواجب الضيافة وهيئوا كل الوسائل وذللوا كل الصعوبات لنجاح هذا الحوار استشعارا لعمق الروابط بين البلدين واحساسا بالمسؤلية النابعة من عمق الإخاء والمصالح المشتركة بين الشعبين غير أنهم صُدموا بتلك السلوكيات التي مارسها الوفد الانقلابي غير مُقدرين ولا مُبالين بأنهم ضيوف وعليهم احترام خصوصيات وأنظمة البلد المُضيف.
الانقلابيون لم ينقلبوا على سلطة شرعية ولا على ارادة شعبية فحسب وإنما انقلبوا على المبادئ وخرقوا منظومة القيم التي تميز بها الإنسان اليمني ( أرقُّ قلوبا وألين أفئدة ــ الإيمان والحكمة ) فلم يكفهم تعجرفهم وتعنتهم واشتراطاتهم التعجيزية بل زاد ترديهم وتردي أخلاقهم في أنهم أرادوا أن يعكسوا صورة سيئة لهذه الأمة ولهذا الشعب عبر تصوير ه بأنه شعبٌ همجي متخلف لا يحترم آداب المُضيف ولايلتزم بآداب الضيافة فراحوا ( يخزنون) و يمضغون القات ليس في غرفهم الخاصة ولا في متنزهات اقامتهم فحسب وإنما في قاعة الحوار المرفهة والمعدة للحوار وليس للمقيل وراحوا يصرخون بشعارهم ويلتقطون الصور وهم يؤدونها بل ويجاهرون بها ويصرحون بأنها نداء المستضعفين في وجه دول الاستكبار .. ومع ذلك إن كان مضغ القات وتأدية الصرخة على طاولة الحوار فضلا عن خارجها سيجعل الانقلابيين يلتزمون بتنفيذ القرارات الدولية وجنوحهم للسلم وتغليب المصلحة الوطنية على مصالحهم الخاصة فأنا على يقين أن الكويت وغير الكويت سيوقفون قوانين بلدهم ويعتذرون لشعوبهم وسيسمحون للإنقلابيين بإطفاء شهوتهم ( بمضغ القات وتأدية الصرخة ) بل وانا على ثقة أن وفد الشرعية سيصرخ ويخزن معهم بل ولا تستغربوا إن رأيتم وِلد الشيخ وبان كي مون ورؤساء العالم وأنا وأنتم سنخزن ونصرخ عملا بقول الخالق ( إلا ماضطررتم إليه) طالما أن الإنقلابيين جنحوا للسلم وأبلوا بلاءً حسنا في تنفيذ القرارات الدولية وغلبوا المصلحة الوطنية ولكن هيهات هيهات وايران هي الوسواس الخناس في صدور الانقلابيين
يكفي من النتائج الأولية لحوار الكويت أن الإنقلابيين يؤكدون صراحة أن مايهمهم هو الاصرار على حصانة كُبرائهم ولايهمهم أمر العامة من الأمة وأنهم ينحازون ويدافعون عن القاعدة وينتقدون من يحاربها بعد أن كانوا ينتقدونه لعدم حربه لها وأنهم وسلوكياتهم الخاطئة سواءً على طاولة الحوار أو خارجها لاتعبر عن شعب وُصف بالإيمان والحكمة وإنما تعبر عن أنفسهم ..
. …. عذرا أشقائنا في الكويت …
……….
عبدالخالق عطشان