خلف ظلمات ثلاث في سجون صالح والحوثيين يقبع عشرات المختطفين من مديرية السبعين بأمانة العاصمة: ظلمة الانقلاب، وظلمة الزنازين، وظلمة أشكال التعذيب والبعد عن ذويهم وتعطل مصالحهم.. هكذا يقول ذوو المختطفين، وهذا لسان حالهم.
وحسب مسح ميداني للمختطفين من مديرية السبعين بالعاصمة أجرته "صنعاء اليوم" بالتعاون مع متطوعين فإن المليشيا ما تزال تحتجز (30) شخصا في هذه المديرية يقبع بعضهم في السجن منذ عام كامل، وذلك من أصل (85) شخصا تمكنت "صنعاء اليوم" من توثيق حالاتهم في ظل حديث عن مئات المختطفين.
وأضاف التقرير أن إطلاق سراح بعضهم جاء ثمرة لجهود مضنية بذلها الأهالي في طريق البحث عن أبنائهم بسجون ومعتقلات المليشيات، مرورا بدفع مبالغ مالية والتواصل مع شخصيات حوثية وليس انتهاء بالتزامات أخرى وتوقيعات أجبر عليها المطلق سراحهم.
ومع تواصل اختطاف وإخفاء شباب وناشطي المديرية في سجون المليشيات نقل تقرير "صنعاء اليوم" التي يصدرها "المركز الإعلامي للثورة اليمنية" عن عدد من أسر المختطفين أنهم يتعرضون لتعذيب جسدي وإيذاء نفسي ونقص في الغذاء والدواء، منوها أن هزائم المليشيات في جبهات القتال في فترة ما قبل الهدنة كانت تنعكس على تعاملهم مع المختطفين سلبا، خاصة في جبهة "نِهم" شرق صنعاء، مؤكدين أيضا بأنه يتم منع الأهالي من الزيارة في حال استجد جديد من هذا القبيل على الأرض.
وفي شواهد عما واجهه بعض الأهالي في رحلة البحث عن أبنائهم رصدها "الشرق نيوز" ، تقول زوجة المختطف عبدالحكيم الآنسي إن المليشيات ما تزال تخفي زوجها وأنهم أعطوها أثناء البحث عنه رقم شخص يدعى "أبو عقيل"، وهو المسئول عن جميع المختطفين حسب ما أخبروها به. وقالت إنه رد عليها في أول اتصال ووعدها بزيارة زوجها، لكنه عاد يتلاعب في اليوم التالي وينكر نفسه ويقول إنه ليس أبو عقيل.
وتقول زوجة المختطف أحمد الجابري إن مختصا بالسجون من عناصر مليشيا الحوثي اتصل بها وطلب منها إحضار ملف زوجها مع مبلغ مالي لإطلاق سراحه لكنها رفضت حسب قولها.
سجن "المغضوب عليهم" حسب تسمية المليشيات، يحوي أكثر من 30 سيارة وحافلة وباص بالحجم المتوسط، وهو سجن كبير يقبع فيه العشرات ويقع في جنوب العاصمة –حسب أحد المختطفين المفرج عنهم قال إنه لا يتذكر اسم المنطقة التي يقع فيها السجن على وجه الدقة.
وقامت مليشيا الحوثي بتحويل جامع "زين العابدين" الواقع في نطاق مديرية السبعين إلى معتقل. وأكد سكان في المنطقة أنهم شاهدوا ذات مرة ناقلتي جند خرجتا منه محملتين بأشخاص يعتقدون أنهم معتقلون واتجهتا بهم إلى مكان مجهول.
وفيما شكا عد من الأهالي تم اللقاء بهم أن مسؤولي المليشيات القائمين على الأمن السياسي منعوهم من رؤية ذويهم، تؤكد معلومات خاصة أن عددا من المخطوفين تم نقلهم إلى بعض المحافظات.
وتتحدث تقارير عن آلاف المختطفين لدى الحوثيين في مختلف المحافظات، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء. وسجلت قضيتهم كواحدة من النقاط المزمع تناولها في جدول مباحثات الكويت الجارية في الوقت الحالي بين وفد الشرعية ووفد صالح والحوثيين برعاية الأمم المتحدة.
المصدر : الشرق نيوز
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها