حثّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم السبت الأحزاب السياسية على عدم التمسك بامتيازاتها والمناصب الحكومية التي تشغلها، وذلك من أجل المضي في خطته الرامية لتشكيل حكومة "تكنوقراط".
وبينما رأى رئيس البرلمان سليم الجبوري التصويت على التعديل الوزاري انطلاقة جديدة، أعلن زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم أنه بصدد البحث عن تشكيلة وزارية أخرى.
وقال العبادي في كلمة بمناسبة "يوم الشهيد" بمقر المجلس الأعلى الإسلامي ببغداد إن مفهوم الدولة يقتضي التنازل عن المكتسبات والمناصب من أجل مصلحة الجميع، المطلوب هو الشراكة لإنجاح التجربة لا التنافس على المكتسبات والمناصب. وانتقد العبادي الهجوم السياسي الذي تعرضت له تشكيلته الوزارية الأخيرة.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنه يرى أن المطلوب في العراق هو التعديل الوزاري، واستنكر أن تتحول مسألة التعديل إلى أزمة ومحاولة لإسقاط الحكومة.
وأضاف العبادي أن التغيير الوزاري المرتقب جزء صغير في برنامج الإصلاح السياسي والمجتمعي الشامل ومحاربة الفساد وتكريس مفهوم النزاهة في المجتمع. وأكد أن العملية السياسية في العراق هي عملية بناء دولة من الكتل السياسية وأبناء الشعب العراقي.
وأوضح العبادي أن كل دول العالم تطلب تغييرا وزاريا، واستغرب أن يتحول ذلك إلى معضلة وأزمة، وأكد أن طلب التعديل "إما أن يتم أو يرفض".
وقال "لقد قدمت قائمة من الوزراء التكنوقراط إلى البرلمان دون الإعلان عنها بعد تدقيقها بالتفصيل من نواحي النزاهة والمساءلة والعدالة والقيد الجنائي، وكانت النتيجة سليمة بالكامل، لكننا فوجئنا بنشرها في وسائل الإعلام والهجوم الكبير علينا رغم أنهم طاقات كبيرة في المجتمع".
وتساءل العبادي "كيف تحول التعديل إلى محاولة إسقاط الحكومة"؟ وقال إن الإصلاح لا يقتضي الفراغ، "أنا لا أريد أن يكون هنالك فراغ حكومي، لا أريد أن أقيل وزراء بلا بديل، هذا ليس إصلاحا".
في السياق، قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إن تصويت المجلس على التعديل الوزاري الذي قدمته الحكومة يمثل انطلاقة لتفاعل يتماشى مع المرحلة التي تعيشها البلاد.
كما ألقى عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي (أحد أقطاب التحالف الوطني الشيعي) أمس الجمعة كلمة بمناسبة "يوم الشهيد العراقي" في العاصمة بغداد، قال فيها "نسعى إلى الاتفاق على تشكيلة وزارية جديدة، تكون قادرة على إدارة البلاد للسنتين الباقيتين من عمر الحكومة، ونتجه لانتخابات مفصلية، وستكون مرحلةٌ جديدة في العمل السياسي"، وفق تعبيره.
وقدم العبادي في 31 مارس/آذار الماضي تشكيلة وزارية من حكومة تكنوقراط، تضم 16 وزيرا جديدا، باستثناء وزارتي الدفاع والداخلية، للتصويت عليها، وحدد البرلمان عشرة أيام لدراسة ملفات المرشحين قبل التصويت.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها